سجون الاحتلال تشهد يوم غضب وإضرابا ومواجهات عنيفة… والفلسطينيون يطلقون حملة «انتفاضة الأسرى»
غزة ـ «القدس العربي»: نفذ الأسرى في سجون الاحتلال فعاليات غاضبة، ضمن البرنامج النضالي، الهادف لاستراد حقوقهم، والرافض للعقوبات التي فرضتها مؤخرا إدارة سجون الاحتلال، وذلك بالإضراب مجددا عن الطعام ليوم واحد، فيما انطلقت حملة مساندة الكترونية، لدعم هؤلاء الأسرى في معركتهم ضد السجان.
ووسط حالة من التوتر الشديد نفذ الأسرى فعاليات الغضب، وقاموا برفض استلام وجبات الطعام المقدمة لهم من قبل إدارة السجون، وأعلنوا خوض إضرابا لمدة يوم واحد، وسط تهديدات بتوسيع رقعة الاحتجاج، والدخول في إضراب مفتوح عن الطعام.
وذكرت جمعية «واعد» للأسرى أن التوتر يسود مختلف السجون، لافتة إلى أن قيادة الحركة الأسيرة بدأت بعدة خطوات نضالية تصعيدية جديدة بمشاركة جميع الأسرى.
ولمواجهة فعاليات المضربين قامت وحدات خاصة إسرائيلية استقدمتها إدارة السجون بالاعتداء الوحشي على الأسرى القابعين في قسم 22 في سجن «عوفر» حيث اندلعت هناك مواجهات عنيفة بين الأسرى والسجانين.
وفي السياق قال نادي الأسير، إن الإضراب عن الطعام ليوم واحد، يأتي في ذروة الفعاليات المقرة، في جميع المناطق إسنادا للأسرى في خطواتهم النضالية.
نحو مزيد من التصعيد
وأوضح أن هذه الخطوة تعد جزءا من البرنامج النضالي المستمر لليوم الـ24 على التوالي والذي أعلنت عنه لجنة الطوارئ الوطنية مؤخرا.
ولفت النادي إلى أن هذه البرنامج يرتكز بشكل أساس على «التمرد» ورفض قوانين إدارة السجون، وبمشاركة كل الفصائل.
وحسب نادي الأسير فإنه ولغاية اللحظة لا توجد أي ردود جدية من قبل إدارة السجون على مطالب الأسرى، وأبرزها وقف إجراءاتها الهادفة إلى سلب الأسرى منجزاتهم، ومنها ما أعلنت عنه من قيود جديدة على كيفية خروج الأسرى إلى ساحة السجن (الفورة) من حيث المدة وأعداد الأسرى.
وذكر أن المعطيات الراهنة تشير إلى أن إدارة السجون ذاهبة نحو مزيد من التصعيد.
وكانت قيادة الحركة الأسيرة التي تضم ممثلين عن كل التنظيمات، نفذت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية العديد من الفعاليات الاحتجاجية، كان من ضمنها رفض العد الأمني اليومي، والاعتصام في ساحات السجون، والإضراب عن الطعام، وإغلاق السجون، ضمن خطوات تقود نحو مزيد من «التمرد والعصيان» ورفض قوانين السجن. ومع انطلاق الخطوات الاحتجاجية وجهت قيادة الحركة الأسيرة عدة رسائل حذرت من مخاطر ما يجري، ودعت المؤسسات الدولية للتدخل، وقالت إنه في حال استمرت هذه الهجمة، ولم تقم سلطات الاحتلال بوقف العقوبات، فإنها ستذهب نحو التصعيد أكثر والدخول في «مواجهة مفتوحة».
وقامت سلطات الاحتلال بالدفع بقوات خاصة لتنفيذ اعتداءات متعمدة ضد الأسرى، وضمن الإجراءات العقابية، عزلت سلطات السجون مجموعة من الأسرى، عقب مواجهات وعملية قمع شهدتها أقسام الأسرى في سجن «ريمون».
ويواصل الاحتلال اعتقال أكثر من 4500 أسير فلسطيني، منهم 700 مريض، منهم 40 يعانون أمراضا مستعصية، ومن بين العدد الإجمالي هناك نساء وأطفال وكبار في السن، ويشكي جميعهم من سوء المعاملة، ومن تعرضهم للإهانة والتعذيب، فيما هناك العديد منهم محرومون من زيارة الأهل، ويقبع آخرون في زنازين عزل انفرادي.
وواصل الأسرى الإداريون وعددهم نحو 500 أسير لليوم الـ 60 على التوالي، في قرارهم الخاص بمقاطعة محاكم الاحتلال الإسرائيلي، والذي يحمل شعار «قرارنا حرية» وذلك رفضا لهذا النوع من الاعتقال، الذي لا يستند لأي تهم، حيث يزعم الاحتلال أن تهمة الأسير «سرية».
مقاطعة عيادات السجون
وضمن الخطوات التي يقوم بها الأسرى الإداريون استمر المرضى منهم في مقاطعة عيادات السجون، وامتنعوا عن تناول الدواء، وقال حسن عبد ربه الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى إن غالبية الأسرى المرضى يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة تستوجب العلاج ومن بينهم: عبد الباسط معطان والفتى أمل نخلة اللذان يعانيان من مرض السرطان.
ولفت إلى أن هذه الخطوة تأتي استمرارا لجهود الحركة الأسيرة الرافضة للاعتقال الإداري، والمطالبة بالإفراج الفوري عن الأسرى الإداريين خاصة المرضى منهم.
الجدير ذكره أن سلطات الاحتلال تقوم في أغلب حالات الاعتقال الإداري، بتجديد مدة الاعتقال أكثر من مرة لمدة ثلاثة أشهر أو ستة أو ثمانية، وقد تصل أحيانا إلى سنة كاملة، ووصلت في بعض الحالات إلى سبع سنوات.
إلى ذلك انطلقت حملة الكترونية للتغريد في مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم «# انتفاضة الأسرى» و #قرارنا حرية» وذلك لمناصرة قرار الأسرى الإداريين في مقاطعتهم محاكم الاحتلال.
وعلى الحساب الرسمي لهيئة الأسرى على موقع «فيسبوك» كتبت تدوينة في إطار الحملة جاء فيها «ساحة السجن أو ما تسمى (الفورة) متنفس الأسرى الوحيد داخل سجون الاحتلال».
وكتبت عبير الزهران تدوينة أيضا جاء فيها «يمكن العالم كله مشغول بمعارك روسيا وأوكرانيا، لكن كفلسطينيين هناك معركة مهمة ومصيرية يخوضها أسرانا في سجون الاحتلال في هذه الايام ولابد من نصرتهم».
يشار إلى أن حركة حماس حذرت الاحتلال من عواقب وتداعيات جرائمه وانتهاكاته ضد الأسرى، مؤكدة على أن قضية الأسرى ستبقى على رأس أولويات المقاومة التي ستظل على عهد الوفاء لهم بتحريرهم من قبضة السجان.
ودعت الفلسطينيين في كل الأماكن للمشاركة الواسعة في الوقفات والمسيرات المساندة للأسرى، دعما وإسنادا لـ «انتفاضة السجون في مواجهة آلة القمع والعزل والتضييق الصهيوني بحق أسرانا وأسيراتنا».
المصدر : القدس العربى