البحث

التفاصيل

في ذكرى معجزة الإسراء والمعراج (4\6)

الرابط المختصر :

في ذكرى معجزة الإسراء والمعراج (4\6)

د. زغلول النجار

خامسا: التأكيد على حرمة كل من مكة المكرمة وبيت المقدس، فعن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: سألت رسول الله ﷺ: أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: "المسجد الحرام"، قلت ثم أي، قال: "المسجد الأقصى"، قلت: كم كان بينهما؟ قال: "أربعون سنة".

وكل من الكعبة المشرفة والمسجد الأقصى قد تم بناؤه قبل خلق الإنسان، ومن هنا كانا مكانين لمن يعبد الله تعالى وحده (بغير شريك، ولا شبيه، ولا منازع، ولا صاحبة ولا ولد). ولا يمكن نسبة أي منهما إلى دين غير دين الإسلام وهو الدين الوحيد الذي يؤمن أتباعه بجميع أنبياء الله ورسله دون أدنى تفريق، ولذلك لا يرتضي ربنا تبارك وتعالى من عباده دينا سواه.

سادسا: التأكيد على فضل الصلاة التي فرضت من الله تعالى مباشرة إلى خاتم أنبيائه ورسله ﷺ، وهي على ذلك تعتبر معراج المسلم إذا أدى حقها بالخشوع والاطمئنان المطلوبين، حتى يستشعر لذة مناجاة الله في الصلاة، كما أصبح السعي إليها في صلاة العشاء والفجر يمثل مسرى رسول الله ﷺ، ومن هنا كانت آخر ما أوصى به قبل وفاته.

سابعا: الإيمان بوقوع معجزة "الإسراء والمعراج" بالجسد والروح معا، وفي حالة من اليقظة الكاملة، والتأكيد على صدق جميع المرائي التي رآها رسول الله ﷺ طيلة هذه المعجزة؛ وكان منها بعث للأنبياء والمرسلين السابقين ولقائهم به، وحديثهم معه، والله على كل شئ قدير، وكان من هذه المرائي: المكرمون من أهل الجنة في الجنة والمجاهدون (يزرعون في يوم ويحصدون في يوم)، وبلال مؤذن رسول الله ﷺ، وماشطة بنت فرعون وأولادها (يعبقون بريح المسك).

وكان منها النار وخزنتها والمعذبون فيها، ومنهم: الدجال والمتثاقلون عن الصلاة (ترضخ رءوسهم بالحجارة)، ومانعوا الزكاة (يأكلون الزقوم وعلى أدبارهم وإقبالهم رقاع تفضحهم)، والزناة: (يتركون اللحم النضج الطيب، ويأكلون اللحم النيئ، النتن، والنساء الزانيات معلقات بصدورهن)، وقاطعو الطريق، ومضيعو الأمانة، وخطباء الفتنة (تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقارض من حديد، وكلما قرضت عادت)، وأصحاب الكلام الفاحش (على هيئة الثور الذي يخرج من جحر فلا يستطيع العودة فيه)، وأكلة أموال اليتامى (يلقمون الجمر في أفواههم فيخرج من دبرهم)، والمغتابون (لهم أظفار من نحاس يخدشون بها صدورهم ووجوههم ويقطع من جنوبهم اللحم فيلقمونه)، والذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، وعاقر ناقة صالح، والكذابون: (بيد كل واحد منهم كلوب من حديد يدخله في شدقه حتى يبلغ قفاه، ثم يخرجه، ويفعل بشدقه الآخر مثل ذلك، وكلما التأم شدقه عاد فيكرر فعله)، ومنهم أكلة الربا (والحيات في بطونهم).

وقد يسأل سائل كيف كان ذلك والساعة لم تقم بعد؟ والموتى لم يبعثوا بعد؟ وهنا يأتي التأكيد بأن الحاضر والماضي والمستقبل كله عند الله حاضر، والله تعالى قادر على أن يطلع من يصطفي من عباده عليه، وأن كلا من حدود الزمان والمكان من خلق الله، يحد بهما المخلوقين، والله سبحانه قادر على طيهما أو إلغائهما تماما، والتسليم بضخامة الكون وبتعاظم أبعاده.

#زغلول_النجار #الإعجاز_العلمي #الاسراء_و_المعراج #المسجد_الحرام #الأقصى #القدس #المسجد_الأقصى





التالي
فقه القدوم على الله "مقتضيات الإيمان بالله تعالى خالقاً"

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع