تمكن الجيش السوري الحر من السيطرة على بلدة خان العسل الإستراتيجية في محافظة حلب بعد يومين من المعارك العنيفة مع القوات النظامية التي قال ناشطون إنها قتلت 18 شخصا في قرية البيضا بمدينة بانياس الساحلية، بينما قصفت طائرات من طراز ميغ فجر اليوم بلدة الدانا بريف إدلب ومدينة الأتارب بريف حلب.
وكان الجيش الحر يسعى للاستيلاء على بلدة خان العسل -التي تقع بالقرب منها أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية في حلب- لأنها كانت البلدة الوحيدة بريف حلب الغربي التي بقيت القوات النظامية متمركزة فيها.
وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن الاشتباكات بين الجيش الحر والقوات النظامية من أجل الاستيلاء على خان العسل أدت إلى مقتل قائد عمليات النظام و25 من جنوده. وكان الجيش الحر قد سيطر أمس على عدة مواقع شمالية وجنوبية من البلدة بعد معارك عنيفة ضمن ما سميت معركة "المغيرات صبحا".
كما أسفرت الاشتباكات أيضا عن مقتل ما لا يقل عن خمسة عناصر من الجيش الحر وتدمير آليات للقوات النظامية، حسب لجان التنسيق وشبكة شام.
وبالتزامن مع المعارك التي كانت جارية من أجل بسط السيطرة على بلدة خان العسل، سجلت أمس الأحد اشتباكات في عدد من أحياء حلب بينها سليمان الحلبي، في حين أغار الطيران المروحي على بلدة الأتارب القريبة من حلب.
كما أفاد المرصد السوري بوقوع اشتباكات فجر أمس قرب مطار حلب الدولي المقفل منذ يناير/كانون الثاني ومطار النيرب العسكري الملاصق له.
مجزرة البيضا
في غضون ذلك اتهم ناشطون قوات الدفاع الموالية للنظام السوري بقتل 18 شخصا في قرية البيضا بمدينة بانياس بمحافظة طرطوس.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأحد أنه عثر على جثث الضحايا الـ18 في غرفة بمنزل أحد أفراد الأسرة، بعد أن فقد الاتصال بهم منذ مساء السبت.
من جهتها قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن العائلة هي من آل فتوح، وإنه عثر في المنزل على جثث نساء وأطفال.
وذكر المرصد أن اشتباكات وقعت في محيط البيضا مساء السبت بين مقاتلين معارضين وعناصر قوات الدفاع المدني التابعة للنظام تسببت بمقتل مقاتلين معارضين وأربعة عناصر من الموالين للنظام، مرجحا أن تكون "المجزرة بدافع طائفي" ردا على مقتل هؤلاء.
يشار إلى أن عمليات قصف وقتل بالرصاص وبالسلاح الأبيض واشتباكات تسببت بمقتل أكثر من 300 شخص في مدينة بانياس وقرية البيضا مطلع مايو/أيار على أيدي قوات النظام السوري ومسلحين موالين له.
اشتباكات بدمشق
كما أفاد المرصد بأن 28 مقاتلا معارضا قتلوا باشتباكات في منطقة عدرا شمال شرق دمشق وقعت أمس الأحد. من جهتها قالت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) الأحد إن وحدة من الجيش قضت على أعداد ممن وصفتهم بإرهابيي جبهة النصرة بعضهم من جنسيات أجنبية غرب المدينة الصناعية بعدرا، وصودرت أسلحة وذخيرة منهم.
وكان المرصد قد أفاد في وقت سابق بمقتل ضابط في الحرس الجمهوري في المعركة، وأوضح أن الضابط برتبة عقيد، وهو قائد العمليات في عدرا، مشيرا إلى مقتل عناصر آخرين من الحرس الجمهوري.
وفي دمشق أيضا سُجلت أمس الأحد اشتباكات على "مدخل مخيم اليرموك جنوب المدينة وسط قصف للقوات النظامية على المخيم"، حسب المرصد، مما تسبب بمقتل أربعة أشخاص.
وقد اتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية نظام دمشق باستخدام السلاح الكيمياوي في قصف مخيم اليرموك.