الداعية السنغالي عبد الله لام: الإسلام أكثر الديانات انتشارا في أفريقيا
يرى الداعية الإسلامي السنغالي عبد الله لام - عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو مؤسس لاتحاد علماء أفريقيا- أن الإسلام أكثر الديانات انتشارا في أفريقيا، وأن الأفارقة ناضلوا من أجل الحفاظ على هويتهم التي حاول الاستعمار طمسها.
وأشار الداعية السنغالي إلى أن الإسلام دخل القارة الأفريقية وانتشر عن طريق التجار والعلماء، وأن المرابطين كان لهم دور في انتشار الإسلام في القارة السمراء.
ونوّه إلى أن الاستعمار الفرنسي حاول طمس الهوية الإسلامية في الدول الأفريقية، إذ عمل على تأسيس مدارس لتعليم اللغة الفرنسية، وبعدما كانت العربية اللغة الرسمية انتشرت الفرنسية في السنغال وغيرها من دول القارة.
ورغم أن الاستعمار قتل العلماء وحرق الكتب، فإن علماء الأمة -كما يضيف الداعية السنغالي- واصلوا نضالهم وعملهم، وقاموا بتعبئة الناس وتأسيس المدارس للحفاظ على الهوية الإسلامية في القارة السمراء، وهي المهمة التي استمروا عليها بعد الاستقلال من خلال تعليم الناس وإرسال طلبة العلم إلى بلدان أخرى، خاصة مصر والمغرب والجزائر وتونس.
وأشار ضيف حلقة (2022/4/12) من برنامج “الشريعة والحياة في رمضان” إلى وجود أكثر من دين في أفريقيا، مثل المسيحية والوثنية، ولكن هناك تعايشا سلميا بين المسلمين والطوائف الأخرى، خاصة في غرب القارة، مشيرا إلى وجود مشاكل قبلية كما حدث في رواندا من قبل.
وفي السنغال على سبيل المثال، لا يوجد حوار أديان وإنما تعايش سلمي، وليست هناك مشاكل بين المسلمين والمسيحيين، ولو حصلت حوادث لا يتم التعميم من الطرفين. وفي أقصى نقطة في جنوب السنغال -حيث تنتشر الوثنية- لا يعاني المسلمون من أي اضطهاد، كما يؤكد الداعية الإسلامي السنغالي الذي دعا الدول إلى سنّ قوانين لضبط التعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم، وتقنين التسامح والانفتاح.
مساجد عامرة
وبشأن الخلافات المذهبية في القارة الأفريقية، لم ينكر عبد الله لام تأثيرها، ولو أنها تختلف من دولة إلى أخرى ومن منطقة إلى ثانية. وتحدث عن غرب أفريقيا التي قال إن المذهب المالكي يسود فيها، ولكن التواصل بين الدول وخروج الناس من السنغال وتتلمذهم في مصر ودول الخليج والعراق جعلهم يعودون وقد تفقهوا على المذهب الحنبلي والشافعي والحنفي.
وحسب الداعية السنغالي فمثل هؤلاء -وأغلبهم شباب من دون خبرة كافية- قد يتسببون في مشاكل، خاصة أنهم يخلطون بين فهم الشريعة والفقه.
ويحظى القرآن الكريم بمكانة خاصة في غرب أفريقيا، حسب العالم السنغالي الذي قال إن الأفارقة يذهبون إلى المسابقات القرآنية العالمية ويحصلون على المراتب الأولى. كما تتميز غرب أفريقيا بأن مساجدها تكون عامرة في شهر رمضان بحلقات تفسير القرآن باللغة المحلية، حيث يعكف العلماء على تفسير آيات القرآن الكريم للناس، وبعضهم قد يكمل المصحف في شهر رمضان، وهناك التراويح في الشهر الفضيل التي يقبل عليها الناس كبارا وصغارا.
المصدر: الجزيرة