من فقه الصيام في الإسلام (3)
د. زغلول النجار
- من موجبات الإفطار في رمضان: كل من الحيض والنفاس يوجب الفطر والقضاء فيما بعد، وذلك قبل رمضان التالي.
- من مبررات الإفطار في رمضان: كل من المرض والسفر يبيح الإفطار فى نهار رمضان ثم القضاء قبل رمضان التالي، والسفر المبيح للفطر هو السفر الطويل الذي يبيح قصر الصلاة (أكثر من 80 كم) وذلك لقول الله تعالى: *أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ...* (البقرة:184).
والمرض هنا هو المرض الذي يرجى شفاؤه، و لكن يشق معه الصوم، ويكون على صاحبه القضاء قبل رمضان التالي، ولكن إذا لم يكن المريض يتضرر بالصوم لم يبح له الفطر، وإذا تحمل هذا المريض المشقة وصام صح صومه، اما الذي يشق عليه الصوم لمرض مزمن لا يرجى برؤه، أو لشيخوخة طاعنة في السن فعليه الفدية بإطعام مسكين (وجبتين عن كل يوم، ويقدر ذلك بمد إلى مدين من القمح أو من غير ذلك من الطعام السائد في المنطقة، والمد يعادل ملء الكفين المتوسطين) وذلك انطلاقا من قوله تعالى: *وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ...* (البقرة: 184).
و المفطر فى هذه الحالة لا قضاء عليه إلا إذا زال عنه المرض بالكامل.
وفي كل حالات المرض والسفر التي يرخص فيها بالفطر، فإن الصوم للقادر عليه أفضل، وذلك لقول الحق تبارك وتعالى: *...وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ* (البقرة: 184).
- والمسافر لا يفطر إلا إذا غادر بلده، فإن أفطر في بلده فعليه القضاء ولا كفارة عليْه، و إن عاد إلى بلده نهارا وجب عليه أن يمسك صيامه إذا كان صائما، فإن لم يكن صائما فله أن يأكل ويشرب في ستر بقية يومه. والمسافر لمدة قصيرة له أن يفطر ويقصر الصلاة أربعة أيام، فإن امتدت إقامته لأكثر من ذلك أتم الصلاة ووجب عليه الصوم.
- وأي من الحامل أو المرضع إن خافت على نفسها أو على ولدها فيرخص لها بالفطر لقول رسول الله ﷺ: "إن الله وضع شطر الصلاة عن المسافر، ووضع عنه الصوم، ووضع عن الحامل والمرضع الصيام"، وفي رواية: "وأرخص فيه للمرضع والحبلى إذا خافتا على ولديهما"، وهذا الخوف يقرره الطبيب المسلم أو التجربة السابقة، والقضاء واجب في هذه الحالة.
- و كل من أصحاب المهن الشاقة يجوز له أن يفطر إذا كان لا يمكن له أن يتحمل الصيام، وعليه القضاء، بشرط أن يكون محتاجا لهذا العمل، وأنه يتضرر بتركه.
- ومن الأفضل قضاء الأيام التي أفطرها العبد المسلم في رمضان متتابعة، وإن جاز له أن يقضيها متفرقة.
- تأخير القضاء عن رمضان حتى دخول رمضان التالي بغير عذر شرعي كالمرض لا يجوز، ومن كان له عذر شرعي فإنه يقضي ولا يلزمه إطعام، وأما إن كان التأخير بغير عذر شرعي فعليه القضاء مع إطعام مسكين عن كل يوم.
#زغلول_النجار #فقه_الصيام #الإعجاز_العلمي #رمضان #الصوم #الصيام.