في زيارة هي الاولى من بعد الثورة, يبدأ الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، اليوم زيارة إلى تونس، وذلك بدعوة من حزب حركة النهضة الإسلامي الحاكم، وسط احتجاجات علمانية على الزيارة.
وحسب برنامج الزيارة، التي تتواصل حتى 6 مايو/أيار الحالي الجاري، سيشارك الشيخ القرضاوي، بصحبة رئيس حركة النهضة، الرجل الثاني في الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، راشد الغنوشي، في اجتماعات جماهيرية بتونس العاصمة والقيروان وقابس وسوسة.
وقد أثارت الزيارة جدلا من قبل العلمانيين وتعقيبا على هذا الجدل قال نجيب الغربي، عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة، المكلف بالمكتب الإعلامي، إن "على الفاعلين في الساحة السياسية عدم التسرع في إعطاء الزيارة أكثر من حجمها، وتحميلها ما لا تتحمل، فالقرضاوي شخصية عالمية وعلامة كبيرة، إضافة إلى دفاعه عن الحرية والديمقراطية، وكان أول من وقف إلى جانب الثورة التونسية".
وأضاف: "يعد القرضاوي من رموز التسامح والاعتدال، فهو شيخ الوسطية، الأمر الذي يجعل من زيارته لتونس بمثابة الحدث الداعم لقيم التعايش والحرية وقبول الآخر المخالف، والرجل ينأى بنفسه عن التدخل في الشأن التونسي".
وكانت السلطات الفرنسية قد رفضت إعطاء تأشيرة دخول لنجل الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والذي كان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد أعلن الشهر الماضي أنه غير مرحب به في فرنسا.
وكان من المقرر أن يتوجه الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي إلى باريس الاثنين المقبل بناءً على الدعوة المقدمة من شباب الثورة في باريس.
ويرجح شباب الثورة بفرنسا أن رفض دخول عبد الرحمن الأراضي الفرنسية يرجع إلى تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا، وتوظيفها سياسيًّا في إطار الدعاية للحملة الانتخابية التي يتسابق فيها الرئيس المنتهية ولايته ساركوزي، وحرصه على حصد أصوات اليمين المتطرف.
وأكدوا أن السبب الحقيقي وراء منع عبدالرحمن هو أنه نجل الشيخ يوسف القرضاوي والذي وضعته السلطات الفرنسية من الشخصيات الممنوعة من دخول فرنسا في الآونة الأخيرة.
وناشد شباب جمعية 25 يناير بفرنسا عبدالرحمن برفع قضية على الخارجية الفرنسية للتمييز العنصري وللحكم على الناس من منظور عرقي.
وطردت فرنسا مؤخرًا عددًا من الأئمة والنشطاء الإسلاميين الأجانب من أراضيها بحجة التشدد، و"معاداة السامية"، وذلك خوفًا من المساس بأمن الدولة، على خلفية هجمات تولوز.
وأعلن كلود غيان - وزير الداخلية الفرنسي - أن بلاده أمرت بطرد ثلاثة أئمة، وناشطين إسلاميين أجانب من أراضيها، وصفهم بأنهم "متشددون"، مشيرًا إلى أنه لن يتم التساهل على الإطلاق مع الإسلاميين بعد قضية منفذ هجمات تولوز محمد مراح.
وقالت الداخلية الفرنسية في بيان لها: "إن إسلاميًّا جزائري الجنسية وإمامًا مالي الجنسية رحلا بالفعل الاثنين إلى بلديهما، فيما صدر قرار ترحيل بحق إمام سعودي".
وتابع البيان: إن "إسلاميًّا تونسيًّا وإمامًا تركيًّا سيتم طردهما قريبًا"، واتهم البيان علي بلحداد الناشط الإسلامي الجزائري الذي حكم عليه سابقًا بالسجن 18 شهرًا بسبب تورطه في اعتداءات مراكش عام 1994، "استأنف خلال الأسابيع القليلة الماضية اتصالاته بالتيار الإسلامي المتشدد"، وتم ترحيله إلى بلاده.
كما اتهم البيان الإمام المالي عماني براجي بالدعوة إلى معاداة السامية وارتداء النقاب ورفض الحضارة الغربية، وإرسال المراهقين المشاكسين إلى مدارس قرآنية في الخارج، أما السعودي سعد ناصر الشاطري فإنه يدعو إلى عزل النساء وعدم اندماج المسلمين في الغرب، والعمل للحصول على الجنسية الفرنسية لتسهيل الدعوة الإسلامية، ورغم أنه ليس موجودًا في فرنسا إلا أنه سيتم منعه من دخولها، كما سيتم طرد التونسي مالك درين والإمام التركي يوسف يوكسل.
وبررت السلطات الفرنسية هذه الإجراءات بالخوف من المساس بـ "أمن الدولة" من قبل هؤلاء الأشخاص، مؤكدة أن قرارات أخرى بالطرد ستتم في وقت لاحق.
وكانت فرنسا قد قررت قبل أيام منع مفتي القدس عكرمة صبري، والداعية السعودي عائض بن عبد الله القرني، والداعية المصري صفوت حجازي، والداعية السعودي عبد الله بصفر - من دخول البلاد للمشاركة في مؤتمر تنظمه جمعية إسلامية.
كما أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن كلاًّ من الشيخ يوسف القرضاوي والداعية محمود المصري شخصان غير مرحب بهما في البلاد.