الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يشيد بوثيقة الأزهر مشدداً على الوحدة والحفاظ على قوة مصر ويدعو المتظاهرين إلى الحفاظ على السلمية ومنع الفلول والمجرمين من التسلل والعودة إلى الإجرام والفساد
أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بياناً يشيد فيه بوثيقة الأزهر مشدداً على الوحدة والحفاظ على قوة مصر ويدعو المتظاهرين إلى الحفاظ على السلمية ومنع الفلول والمجرمين من التسلل والعودة إلى الإجرام والفساد، وهذا نص البيان:
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛؛
يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ببالغ القلق والأسى، الأوضاع المأساوية في مصر العظيمة بشعبها، والعزيزة على أمتنا العربية والإسلامية، التي أدت إلى أعمال فوضوية وإجرامية بعيدة عن طبيعة الشعب المصري المتحضر، نتج عنها جرح ومقتل عدد من المتظاهرين والشرطة.
وللمساهمة في علاج هذا الوضع الخطير، قدمت مجموعة من المبادرات والوثائق البناءة، ونالت وثيقة الأزهر الشريف القبول والرضا من الجميع، وأمام هذه الأوضاع ، يرى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ويؤكد على ما يلي:
أولاً: يشيد الاتحاد بوثيقة الأزهر الشريف الجامعة التي قدمها الشباب الحريص على شعبه ووطنه، والتي نالت رضا الجميع، ورحبت بها كل الفئات، ويطالب الجميع رئاسة ومعارضة بالالتزام الكامل بها.
ثانيا: يؤكد الاتحاد أن الله تعالى يحب الرفق ويكره العنف، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما دخل الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه، كما صحت بذلك الأحاديث، وقال الله لرسوله{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ } [ آل عمران:159]. وقال تعالى: { وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا } [ الإسراء:53]
ثالثا: يندد الاتحاد بشدة على اتخاذ الوسائل الإجرامية والعنف والقتل والاعتداء على الشخصيات، وعلى الممتلكات الشخصية، وعلى المنشآت العامة والخاصة، فهذا من الفساد في الأرض ومحاربة الله تعالى : {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة:33].
رابعا: يحذر الاتحاد من خطورة الوضع، ومن استغلاله من قبل أعداء مصر في الداخل والخارج للنيل من قوتها ومكانتها وهيبتها، ومن تسلل الفلول والمجرمين إلى داخل صفوف المتظاهرين، للعبث بأمن مصر ومنشئات مصر. فهذه المخاطر وغيرها تستدعي من الجميع وبخاصة قوى المعارضة أن تجعل مصلحة مصر فوق كل المصالح الحزبية، وتقبل الحوار الهادئ الهادف للوصول إلى بر الأمان، وحل المشاكل بطرق سلمية.
إن أجواء مصر المشحونة، ومشاكل مصر الاقتصادية والاجتماعية ليست وليدة اليوم، وإنما هي نتيجة الاستبداد والطغيان والفساد، والعناد الممنهج خلال أكثر من50عاماً، وإن مشاكل أكثر من نصف قرن لا تحل بأشهر، ولا بسنة، أو أكثر، وإنما تحتاج إلى خطة استراتيجية في ظل أوضاعٍ هادئةٍ مستقرةٍ. لذلك ندعو الجميع إلى الحفاظ على مصر وأمنها واستقرارها، لأن أمن مصر وقوة مصر أمن وقوة للعرب والمسلمين جميعاً.
خامسا: إننا ندعو جميع المخلصين من قوى المعارضة والموالاة إلى الوقوف صفاً واحداً لأجل مصر، لأجل الحفاظ على الثورة ومقاصدها، فأنتم جميعاً أصحاب الثورة، فلا تختلفوا، فإن استمرار الفوضى والاضطرابات والاعتداء على المؤسسات العامة والخاصة، يقضي على ما تبقى من موارد مصر، ويمنع الاستثمار فيها، فبالتالي يزداد الأمر سوءاً ويتفاقم الوضع. فمن المستفيد عن كل ذلك؟. {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَب رِيحكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّه مَعَ الصَّابِرِينَ }[الأنفال:46].
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الدوحة: 21 ربيع الأول 1434هـ
الموافق:02 فبراير2013م.
أ.د علي القره داغي أ.د يوسف القرضاوي
الأمين العام رئيس الاتحاد