الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يندد بقتل المتظاهرين في الفلوجة مطالبا الحكومة بالاستجابة لمطالبهم. ويدعو الجميع للحفاظ على سلمية المظاهرات محذِّرا من مخاطر عسكرتها
أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بياناً يندد فيه بقتل المتظاهرين في الفلوجة مطالبا الحكومة بالاستجابة لمطالبهم. ويدعو الجميع للحفاظ على سلمية المظاهرات محذِّرا من مخاطر عسكرتها، وهذا نص البيان:
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛؛
تابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ببالغ القلق والأسى ما انتهت إليه الأحوال في العراق الحبيب، عراق الحضارة، ولاسيما قيام الجيش بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين العزّل، وتوجيه الرشاشات نحو الصدور العارية التي أدّت إلى مقتل وجرح العشرات. وأمام هذا التطور الخطير في المشهد العراقي يدعو الاتحاد ويؤكد ما يلي:
أولاً: يندِّد الاتحاد بتوجيه السلاح العراقي إلى صدور العراقيين – أيًّا كانوا – ويشجب بشدة مقتل سبعة وجرح العشرات من المتظاهرين بالفلوجة، ويدعو الله تعالى أن يكتب قتلاهم شهداء، ويعجّل بشفاء جرحاهم، وأن يكتب الأجر والثواب والصبر لذويهم، ويطالب بتسليم المسؤولين عن هذه الجريمة إلى قضاء عادل لينالوا جزاءهم المناسب.
ويستغرب الاتحاد من سرعة تدخل الجيش بقتل هؤلاء المتظاهرين وجرحهم دون استعمال أي وسيلة سلمية أخرى، مما ظهر جليًّا الاستهانة بالقتل الذي هو من أعظم الكبائر والموبقات عند الله تعالى، فقال:{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء:93]، ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (لن يزال المؤمن في فسحة في دينه ما لم يُصِب دما حراما) رواه البخاري، ويقول: (لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبَّهم الله في النار) رواه الترمذي والبيهقي وغيرهما.
وحتى في الدنيا فإن الدماء إذا أريقت أدّت إلى مشاكل لا تنتهي بسرعة وإلى ضغائن النفوس والفساد في الأرض.
فلم يكن أبدا من مصلحة العراق أن يعامل المتظاهرون العزل بوابل من الرصاص وبالعلاج الأمني الذي ثبت فشله في كل العالم.
ثانيًا: يدعو الاتحاد الجيش العراقي أن يعود إلى ثكناته، وأن يحمي حدود العراق وسيادته وأن يكون درعا لأمن العراق كله.
ثالثًا: يطالب الاتحاد الحكومة العراقية بالإسراع في الاستجابة لمطالب المتظاهرين، لأن المماطلة في تنفيذها تضرّ بمصالح العراق ووحدته، ويحذرها من الطائفية، ومن التفكير في الحل الأمني والعسكري الذي ستترتب عليه لا محالة حرب أهلية خطيرة في العراق لا يعلم مدى خطورتها وكيفية انتهائها إلا الله تعالى.
رابعًا: يدعو الاتحاد بقوة جميع إخواننا المتظاهرين إلى تقوية الروح الإسلامية السمحة الجامعة، والوطنية العراقية الشاملة، ونبذ روح الطائفية والعنصرية، وإلى الحفاظ بشدة على سلمية المظاهرة، وعدم السماح للمتسللين المنتفعين باختراق صفوفهم، ولاسيما من كان له دور في الظلم والطغيان في أي مرحلة من مراحل العراق، الذين تسببوا في خراب العراق، وإحداث الشقاق بين مكوناته.
خامسًا: يرى الاتحاد أن من مصلحة المتظاهرين: التشاور الدائم، والتعاون البناء بين العلماء والحكماء، والساسة المخلصين ذوي الخبرة، ورؤساء العشائر، والتركيز على مطالبهم المشروعة الممكن تنفيذها، وتشكيل وفد يمثلهم جميعا لعرض مطالبهم العادلة كما يدعو الاتحاد حكماء العراق بجميع مكوناته لوضع خارطة طريق لإنقاذ العراق من هذه المحنة، والوصول بها إلى بر العدل والأمان والحقوق المتساوية للجميع.
{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة:105]
والله المستعان
الدوحة: 14 ربيع الأول 1434هـ
الموافق:26 يناير2013م.