الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يندد بترويع الآمنين، وحجز الرهائن وقتلهم من قبل المتطرفين، ويطالب الجميع بالحفاظ على أمن البلاد والعباد
أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بياناً يندد فيه بترويع الآمنين، وحجز الرهائن وقتلهم من قبل المتطرفين، ويطالب الجميع بالحفاظ على أمن البلاد والعباد، وهذا نص البيان:
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛؛
تابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عملية خطف وحجز الرهائن من طرف بعض المتطرفين، والتي وقعت في منطقة عين أمناس بجنوب الجزائر، والتي انتهت بالمأساة التي شاهدها العالم أجمع، حيث قتل العديد من الرهائن، ومن المتشددين. والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أمام هذه التصرفات التي يقوم بها بعض المتطرفين والتي تنسب مع الأسف الشديد إلى الإسلام والمسلمين، يرى ويؤكد على ما يلي:
أولاً: يندد بترويع الآمنين، وحجز الرهائن مهما كانت ديانتهم، حيث إن ذلك من المحرمات التي دلت عليها النصوص من الكتاب والسنة، التي اعتبرت الأمن من أنعم الله تعالى على عباده: {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} [قريش:4] وليس ذلك من منهج الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، الذي قال: "لا يحل لمسلم أن يروع مسلمًا"؛ بل ولا غير مسلم، كما قال: " المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم" ولا من منهج السلف الصالح، الذين نشروا الدعوة بالرحمة، والحكمة والموعظة الحسنة، ولم يقتلوا حتى في ساحات القتال إلا من حاول قتلهم، ولم يرد في سيرتهم أنهم اختطفوا من أخذ الأمان من أي أحد من المسلمين. وفي الحديث: " المسلمون يجير عليهم أدناهم".
ثانيا: يندد الاتحاد بشدة قتل هؤلاء الرهائن مهما كانت ديانتهم، فقد قرر القرآن مع كتب السماء:{أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة:32].
ثالثا: يطالب الاتحاد جميع الإخوة الذين يرفعون شعار الإسلام بالالتزام بأحكام الإسلام، وبأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم في الحرب والسلم، وأنه جاء رحمة للعالمين فقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107]. وقال عليه الصلاة والسلام: "إنما أنا رحمة مهداة".
رابعا: يؤكد الاتحاد بأن إعلان الحرب والعنف داخل المجتمع المسلم لن يقود إلا إلى مزيد من القتل والمآسي، ولن يحقق الخير للإسلام والمسلمين على مر التاريخ، وقد أثبتت المظاهرات السلمية، والأساليب السلمية، أنها غيرت من الطغاة، ما لم تغيره أساليب العنف، فليتقوا الله في أمتهم وفي أنفسهم، فإنهم مسؤولون أمام الله تعالى عن كثير مما يحدث بأمتنا من التدخل الخارجي ونحوه. وقال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة:208]
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الدوحة: 12 ربيع الأول 1434هـ
الموافق:23 يناير2013م.
أ.د علي القره داغي أ.د يوسف القرضاوي
الأمين العام رئيس الاتحاد