المركز العالمي للتجديد والترشيد – فرع موريتانيا
بيان بشأن حادثة "حرق الكتب الفقهية"
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه
وبعد:
فإن اعظم نعمة انعم الله بها على ساكنة موريتانيا هي نعمة الاسلام وجعلهم من امة خير الانام. ثم توفيقهم لفهم دينهم على مسلك امام دار الهجرة مالك بن انس رضي الله عنه. وقد نزلت في موريتانيا نازلة آلمت النفوس واحزنت القلوب. وهي ماقام به بعض الناس من حرق لبعض مدونات المذهب المالكي. فتداعت اللجنة العلمية لفرع المركز العالمي للتجديد والترشيد في نواكشوط للإجتماع بمقر المركز يومَي الثامن و التاسع من جمادى الآخرة بدعوة من رئيس المركز فضيلة الشيخ عبدالله بن بيـّه والمكونة من أصحاب المعالي والفضيلة العلماء:
الشيخ/ إسلم ولد سيد المصطف
الشيخ/ محمد المختار ولد أمبال
الشيخ/ محمد فاضل ولد محمد الأمين
الشيخ/ عبدالله ولد أعل سالم
الشيخ/ أبو بكر ولد أحمد
الشيخ/ بونا عمر لي
وخلص المجتمعون إلى النتائج التالية:
أولاً: إن هذه الفعلة الشنيعة تعتبر خرقاً في الدين وخروجاً على أهل الملة الإسلامية، واعتداء على أعراف الإنسانية؛ فنحن نحمده سبحانه وتعالى على الموقف الاجماعي للشعب الموريتاني قيادة وأحزاباً من مختلف الفئات والأطياف الذين أنكروا وعبروا عن رفضهم البات لهذا السلوك الناشئ عن جهل بالدين واستهتار بالقيم.
ثانياً: اعتبر المجتمعون أن ظاهرة الفصل والتمييز بين الكتاب والسنة وبين الفقه من خلال الشبهة التي تعتبر الفقه قسيماً مقابلا للكتاب والسنة وأحياناً منافياً لهما قد تدفع بعض العوام إلى الاستخفاف بكتب المذاهب والاستهزاء بالعلماء.
وتلافيا لهذا الفهم الخطير - الذي من أول لوازمه أن يكون هذا الشعب المسلم لأكثر من ألف عام لا يعمل بالكتاب والسنة في عباداته ومعاملاته، وهي نتيجة مجافية للحق ومنافية للحقيقة ومصادمة لأبسط المبادئ المعرفية في مجال العلوم الشرعية وتنطبق على الأمم الإسلامية المتمذهبة في كل الأزمنة وكل الأمكنة وفي ذلك من الشطط ما لا يخفى– فمن واجب العلماء أن يبينوا أن الفقه إنما هو -في حقيقته ومحتويات مصنفاته- نصوص الكتاب والسنة أو ما يستنبط منهما، حسب عبارة الشافعي في وصف المجتهد.وكان استنباطا راشدا مبنياً على قواعد وأصول وطرق أجمعت الأمة عليها، منتهجا نهج الصحابة الكرام في الاجتهاد الذي هو من الدين؛ لما ورد في ذلك من النصوص الحاكمة وعمل الصحابة وإجماع الأمة وما كان من الدين يلزم العمل به بالشروط المسطورة في الكتب.
وقد يكون من الضروري أن يُعقد مؤتمر حول مذهب مالك بن أنس رضي الله عنه لإيضاح الحق وإظهار المنهج الواضح للأمة، ولبيان أسس هذا المذهب الجزئية والكلية من الكتاب والسنة بسند لم ينقطع ونسب لا مطعن فيه بحول الله. لتحصين شعبنا وشعوب الغرب الإسلامي من دعوة اللامذهبية التي أدخلت عليهم شغباً في دينهم وحيرة في أمرهم. حتى كادت تؤدي إلى أن يصبح الناس كل يوم على دين، حسب عبارة مالك رضي الله عنه.
وسيقوم رئيس فرع المركز العالمي للتجديد والترشيد بانواكشوط فضيلة الشيخ/ عبد الله ولد أعل سالم بالتنسيق مع هذه اللجنة ومع رابطة العلماء الموريتانيين لتنظيم هذا المؤتمر.
ونسأل الله تعالى لنا ولشعبنا وللأمة جمعاء الهداية، وأن ينظر إليها بعين العناية وأن يعيذنا من مضلات الفتن وعوادي حوادث الزمن.
والله سبحانه وتعالى ولي التوفيق.
المركز العالمي للتجديد والترشيد – فرع موريتانيا - نواكشوط
الأربعاء 11/6/1433 هـ - الموافق 2/5/2012 م