البحث

التفاصيل

تونس.. دراسة وختم الأحاديث النبوية عادة قديمة تقاوم الاندثار

تونس.. دراسة وختم الأحاديث النبوية عادة قديمة تقاوم الاندثار

 

ختم القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك هي عادة دينية دارجة في جميع الدول الإسلامية بالنسبة للأفراد أو الجماعات في المساجد، أما ختم الأحاديث النبوية فهي عادة نادرة دأب علماء الزيتونة في تونس عليها منذ سنين، ولا تزال هذه العادة قائمة إلى اليوم في المساجد وفي البيوت أيضا.

يولي أئمة وشيوخ تونس أهمية بالغة لختم الأحاديث النبوية، فينظمون ما يسمى بمجالس الحديث في العديد من المساجد في البلاد، حيث يجتمع الناس حول الشيخ بعد صلاة العصر لقراءة ما تيسر من الأحاديث وتفسيرها.

 

 

عادة ضاربة في القدم

يبدأ ختم الأحاديث في المساجد عادة من بداية شهر شعبان ويختتم في ليلة القدر أو في آخر أيام شهر رمضان الكريم، أما في جامع الزيتونة المعمور فقد جرت العادة أن تبدأ رواية الأحاديث الشريفة من مطلع شهر رجب إلى يوم 28 رمضان أيام السبت والأحد والاثنين والثلاثاء بين صلاتي الظهر والعصر.

حرص علماء الزيتونة والقيروان في تونس على المحافظة على عادة ختم الأحاديث الضاربة في القدم حيث بدأ العمل بها من أواسط القرن السابع للهجرة، يقول الدكتور علي العلايمي في حديث للجزيرة نت إن هذه العادة اعتنى بها ملوك الدولة الحفصية حيث نظموا حلقات لرواية الحديث وإعطائها مكانة جليلة، فكان السلطان يحضر بنفسه موكب الختم الذي يقام بجامع الزيتونة.

ولعل أبرز دليل على تمسك التونسيين بعادة ختم الحديث انبعاثها من جديد في أواخر عهد حمودة باشا الحسيني (1782-1814) حتى أصبحت الجلسات الرمضانية عبارة عن دراسات وبحوث قيمة تتناول شتى المواضيع الدينية، حسب رواية الدكتور العلايمي.

وفي منتصف القرن الماضي كانت الأسواق تغلق يوم ختم صحيح البخاري في جامع الزيتونة، ويلتحق الجميع بمجلس ختم حديث النبي الأكرم حسب ما جاء في كتاب "معالم التوحيد" للشيخ محمد بلخوجة.

 

 

مجالس الحديث

جرت العادة أن تتم دراسة 4 كتب لرواية الأحاديث النبوية الشريفة لمدة 3 أشهر، ويكون ختمها في آخر شهر رمضان حسب الشيخ طارق العكروت الذي يقول للجزيرة نت "كما يحتفي التونسيون بالقرآن الكريم في شهر رمضان يحتفون أيضا بحديث النبي الأكرم بقراءة 4 كتب وهي "صحيح البخاري" و"صحيح مسلم" و"شفاء" القاضي عياض و"موطأ الإمام مالك" وتختلف الأزمنة حسب الجوامع والمساجد والمناسبات الدينية"

تنظم مجالس الحديث تحت إشراف وزارة الشؤون الدينية التونسية، ويبلغ عددها حوالي 1200 مجلس موزعة على العديد من الجوامع، حيث يجتمع عامة الناس الذين يكونون على دراية مسبقة بمواعيد مجالس الحديث والتي عادة ما تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

لم تعد مجالس الحديث النبوي الشريف تقتصر على قراءة الأحاديث النبوية فقط، بل أصبحت بمثابة مجالس علمية تلقى من الأئمة المشرفين عليها فيتم تفسير بعض الأحاديث وإلقاء دروس مطولة تخص المسائل الحياتية الدنيوية والدينية.

 

المصدر: الجزيرة





التالي
شهر الطعام.. لا شهر الصيام !
السابق
رغم الحواجز واعتداءات الاحتلال.. نحو 160 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان بالمسجد الأقصى

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع