وصف الشيخ سلمان بن فهد العودة، الأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين، الأزمة بين مصر والسعودية على خلفية اعتقال الحقوقي المصري أحمد الجيزاوي، بأنّها "عابرة" يقودها بعض المتعصبين في وسائل الإعلام، مطالبا بالتوقف عن استخدام اللغة الهجومية والإقصائية التي يتراشق بها الطرفان، والعودة إلى النهج النبوي، الذي يدعو إلى الكلمة الطيبة، خاصة وأن الفتنة قد يكون الكلام فيها أشد من وقع النبال.
وقال خلال حلقة أمس من برنامج "لقاء الجمعة" على قناتي "الرسالة" و"خليجية"،:"إن هناك أصوات تصل إلى التطرف في الرأي، فلا يصح أن تشتم شعبا بأكلمة بسبب فتنة وحالة واحدة، وأتمنى أن يكف الكتاب والمغردون وأصحاب المنابر عن تأجيج هذه القضية واستخدام مصطلحات غير مناسبة فيهذا التوقيت بالذات".
ورأى د. العودة أن الأزمة ليست وليدة اللحظة وإنما هي موجودة منذ فترة طويلة، مشيرا إلى أن شهد بنفسه بوادر هذا الخلاف فيما يتعلق بثقافة سعودية وثقافة مصرية داخل المجتمع المصري نفسه مما ولد صراعا حقيقياً لا يمكن تجاهله.
وشدد فضيلته على ضرورة تبني ثقافة الحوار بين البلدين للخروج من مثل هذه الأزمات، مشيراً إلى أن القرآن الكريم علمنا كيف نكسب الأعداء ولم يعلمنا كيف نخسر الأصدقاء، وذلك في العديد من الآيات كما في قوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}.
وأكد أن هناك عددا من المصلحين الحقيقيين بين الطرفين ينادون منذ فترة طويلة بضرورة الحوار والحكمة للخروج من الأزمة، خاصة وأن هناك الكثير من التحديات المشتركة التي تواجه البلدين، داعيا المخلصين من الشعبين إلى مبادرة إيجابية لردم الفجوة والهوة بينهما.
من جهة أخرى، أعرب الشيخ العودة عن أمله في أن يفوز بمنصب الرئيس في مصر أحد المرشحين الإسلاميين، خاصة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لما يحمله من روح وطنية وإسلامية وواقعية أيضا، إضافة لكونه شخصية توافقية مقبولة من السلفيين وغيرهم، مؤكداً في الوقت ذاته، أنّ ما قاله ليس دعوةً لدعمه أو تدخلاً في إرادة المصريين، ولكنها " أمنية شخصية".
وتوقع أنه إذا وصل عمرو موسى وأبو الفتوح إلى مرحلة الإعادة فإن الأصوات سوف تكون لصالح الأخير، مستبعدا أن تذهب أصوات الإخوان في هذه الحالة لموسى لأنهم بالتأكيد سيدعمون المرشح الإسلامي.
واستكمل: أن فوز الدكتور محمد مرسي مرشح الإخوان أو الدكتور سليم العوا مفيد أيضا ولكن على جميع الأصعدة فإن المصريين عليهم أن يتقبلوا نتيجة الانتخابات.
وقلّل الشيخ العودة من تأثير عودة الفريق أحمد شفيق إلى سباق الرئاسة على التيار الإسلامي، مشيراً إلى أنه قد يفيد في تفتيت أصوات مرشحي النظام السابق والغير محسوبين على الثورة مثل عمرو موسى وغيره. ورأى أن مصر تمر بمرحلة عنق الزجاجة في طريقها إلى التغيير والوصول إلى قيادة العالم العربي والإسلامي إلى الأفضل.
وأشار، في الوقت ذاته، إلى أن هناك الكثير من الضبابية التي تحيط بالوضع في مصر على صعيد الانتخابات الرئاسية لا سيما بعد استبعاد بعض المرشحين من بينهم الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل والمهندس خيرت الشاطر، لافتا إلى أن الأسباب لم تتضح سواء كانت سياسية أو قانونية.