البحث

التفاصيل

السعودية: بعنوان "الحج ما بعد الجائحة.. نسك وعناية.. انطلاق فعاليات النسخة الـ46 من "ندوة الحج الكبرى"

السعودية: بعنوان "الحج ما بعد الجائحة.. نسك وعناية.. انطلاق فعاليات النسخة الـ46 من "ندوة الحج الكبرى"

 

أكد عدد من المشاركين في جلسات ندوة الحج الكبرى في ختام فعاليات نسختها الـ46 المقامة هذا العام بعنوان "الحج ما بعد الجائحة.. نسك وعناية"، على أهمية التطبيقات الذكية المستخدمة في الحج ودورها في تسهيل تأدية النسك، مشيرين إلى دور الفتوى الشرعية في تحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بالأمور المعاصرة في الحج، وذلك بحضور عدد من أصحاب المعالي الوزراء والفضيلة العلماء من دول العالم الإسلامي.

وأوضح المتحدثون خلال جلسة "المنظومة الفقهية الإسلامية ونوازل العصر"، أن الفتوى الشرعية المؤصلة على أساس ديني لها دور كبير في تسهيل الأمور الدينية وزيادة الوعي في الحج، حيث تطرق سماحة مفتي جمهورية مصر العربية الدكتور شوقي علام، إلى أهمية المنظومة الفقهية في تطويع الفتاوى الشرعية ضمن أساس علمي للتسهيل على المسلمين أداء مناسكهم، لافتاً إلى أن المرونة الفقيه تؤكد على أن الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان، وقادرة على معالجة كافة مستجدات العصر.

بدوره أكد معالي عضو هيئة كبار العلماء الدكتور سعد بن ناصر الشثري، على نضج المنظومة الفقهية الإسلامية في التعامل مع نوازل العصر المستجدة عن طريق تغيير طريق مراجعة أهل الاختصاص وتنظيم الفتوى من خلال إيجاد معاهد مختصة في الفتوى، والاجتهاد على مستوى الدول ومستوى المنظمات الدولية لمراعاة مستجدات العصر.

فيما أوضح معالي الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور قطب سانو، أن واقعية الشريعة وقدرتها على استيعاب النوازل الجديدة لتمكين العامة من الفهم الجيد للشريعة الإسلامية ومقاصها، لافتاً إلى دور المعاهد والمجامع المخصصة في الفتوى في تأهيل المختصين، واستثمار الدراسات الشريعة لاستخراج الأحكام من النصوص المناسبة، مشيداً بجهود حكومة خادم الحرمين الشريفين لتسخير كافة الإمكانات والقدرات من أجل توفير الأمن والأمان لضيوف الرحمن.

واستعرض معالي وزير الشؤون الدينية في جمهورية ماليزيا الدكتور داتو حاج إدريس بن أحمد، خلال الجلسة الثانية بعنوان "العناية برحلة الحاج"، جهود صندوقي الصحة والحج الماليزي لتوفير كافة الخدمات وتعزيز التوعية بين الحجاج الماليزيين منها توفير الأدوية واللقاحات والمتابعة الصحية الشخصية للحجاج، للتأكد من خلوهم من الأمراض المعدية بالتعاون مع وزارة الصحة، مشيداً بما توليه حكومة المملكة العربية السعودية من عناية واهتمام لحجاج بيت الله الحرام منذ عقود وما حققته منظومة الحج والعمرة من تطور ملحوظ.

وكشف معالي نائب وزير الحج والعمرة الدكتور عبدالفتاح بن سليمان مشاط، عن مبادرات الوزارة الرقمية التي أسهمت في إصدار أكثر من مليوني تأشيرة إلكترونية عبر بوابة تضم كافة الجهات ذات العلاقة، ومبادرة الحج بدون حقيبة لفصل الحاج عن الحقائب وتسهيل تركيزهم على تأدية النسك من خلال تيسبر أعمال النقل والتفويج، علاوة على "الأدلة التوعوية" التي تتناول التوعية حول رحلة الحج كاملة، وتتضمن 13 دليلاً إلكترونياً تُرسل للحاج قبل وصوله وبعد قدومه، بأسلوب بسيط وبعدة لغات تضمن إيصال الرسائل التوعوية.

وأكد أن نجاح منظومة الحج والعمرة مربوط بوجود استراتيجية واضحة تحت مظلة برنامج ضيوف الرحمن -أحد برامج رؤية المملكة 203-، التي تتضمن إيجاد عدداً من المبادرات والتسهيلات التقنية لتيسير وتسهيل رحلة الحج لتكون أكثر إثراءً، بحيث يمكن للحاج حجز كافة المواعيد والخدمات إلكترونياً مما يحد من المظاهر السلبية والتدافع، وينظم حركة السير والتفويج بما يتناسب مع الطاقة الاستيعابية ويضمن انسيابية الحركة.

وأشاد معالي رئيس الشؤون الدينية في جمهورية تركيا الدكتور علي أرباش، بجهود حكومة خادم الحرمين الشريفين في توفير البيئة المناسبة لضيوف الرحمن لتأدية الشريعة على أكمل وجه من ناحية النظافة والصحة واتخاذ التدابير الصحية والاحترازية اللازمة لحماية الحجاج من الأمراض والأوبئة خلال تأدية مناسك الحج، مستعرضاَ مشاركة بلاده في "مبادرة الحج الأخضر" لزيادة الوعي بين الحجاج للحد من النفايات والإسراف في المشاعر والأمان المقدسة.

واختتمت الندوة أعمالها بجلسة بعنوان "الأمن الإنساني في الحاج"، أدارها الرئيس التنفيذي لبرنامج خدمة ضيوف الرحمن المهندس محمد أبوالخير إسماعيل، وتطرق خلالها معالي الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء الدكتور هشام بن سعد الجضعي إلى جهود الهيئة لحفظ سلامة الغذاء المُقدم للحجاج من خلال وضع اللوائح، والمتابعة الميدانية لنقل الأغذية حتى تصل للمشاعر المقدسة بالشكل السليم، مشيداً بمبادرة الأدلة التوعوية التي أطلقتها وزارة الحج والعمرة بلغات عدة لزيادة الجانب التوعوي للحجاج.

وتناول مساعد وزير الصحة الدكتور محمد بن خالد العبد العالي، الجهود المبذولة لتقديم أفضل الخدمات الصحية لضيوف الرحمن بأعلى المستويات وبأحدث التقنيات، بمتابعة واهتمام القيادة الرشيدة، منها تخصيص 23 مستشفى لخدمة الحجاج، إضافة إلى 147 مركزاً صحياً، و16 مركزاً للطوارئ على جسر الجمرات، وأكثر من 25 ألف من الكوادر الطبية، وتخصيص مراكز للمراقبة والتحكم.

واختمت جلسات الندوة بمشاركة من مساعد مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتورة حنان بنت حسن البلخي، التي وصفت المملكة بالشريك الاستراتيجي الهام للمنظمة، وأشادت بالقرارات الجريئة التي اتخذتها المملكة في ظل جائحة كورونا لحماية الحجاج والحفاظ على سلامتهم للحد من انتشار فايروس كورونا، وكانت أعلى من أي دولة أخرى، وذلك بسبب خبراتها التراكمية في إدارة الحشود.

يُذكر أن ندوة الحج الكبرى أحد أبرز الفعاليات العلمية التي ترعاها وزارة الحج والعمرة سنويًا، وانطلقت في العام 1390هـ الموافق 1970، بهدف التأكيد على دور المملكة الإقليمي والدولي كمنار ديني وثقافي يستزاد به، نظرًا لما شرف الله به المملكة العربية السعودية بوجود الحرمين الشريفين على أراضيها وخدمة الحج والحجيج، ودورها المحوري في تأصيل حوار الأديان والتآخي بين المذاهب على أسس علمية رصينة.

المصدر: وكالة الأنباء السعودية





التالي
برئاسة الشيخ الريسوني وعضوية ثُلة مباركة من العلماء.. لجنة الاجتهاد والفتوى تعقد اجتماعها الأول عبر الاتصال المرئي
السابق
أمّنا هاجَر والحجّ.. حين تكون المرأة مُلهِمة حضاريًّا

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع