أكد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي ضرورة تسليح المعارضة السورية حتى يتسنى لها التصدي لآلة النظام الغاشم وحماية المدنيين وتوفير ممرات آمنة لوصول المساعدات الطبية والإغاثية لأبناء الشعب. وقال إنه آن الأوان لتولد سوريا الحرية من رحم الثورة السلمية.
وفي خطبة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة وجه فضيلته الخطاب لأفراد الجيش السوري قائلا: أنادى أبناء الجيش السورى أن يتركوا هذا الجيش الظالم، كل من بقي فى هذا الجيش سينال عقوبة الله فى الدنيا والآخرة.. لا تبقَ أيها السوري فى هذا الجيش الظالم الذى يدمر شعبه ووطنه ويقتل رجاله ونساءه وأطفاله.. انضموا الى الجيش الحر وقفوا فى وجه الظالمين المفسدين، فالظالمون لا بقاء لهم أبدا لأن الله ضدهم ومن يقف الله ضده فليس له إلا الزوال.
وطالب القرضاوى الجيش برد الأسلحة إلى أهلها وألا يقتلوا الشعب بسلاح من المفترض أن يقتل به أعداء الأمة، مؤكدا أن خروج هؤلاء الأبرياء لم يأتِ إلا بعد ان طفح الكيل بهم من الذل والمهانة واشتياقهم إلى رد كرامتهم وحريتهم، فمن حق كل إنسان أن يشتاق الى الحرية.
وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن هذا الشعب المسالم الذي لم نره على الفضائيات يضرب ويقتل كما يفعل الجيش، من حقه الآن أن يُسلح ليستطيع الدفاع عن نفسه، ومن حق المعارضة أن تُسلح كما تنادي البلاد مثل السعودية وقطر، وهذا الشعب السوري الحر لا يجوز لأبنائه أن يكونوا عبيدا لهؤلاء الظلمة، لكن من حقهم أن يتسلحوا ضد الفاسدين ممن نزعت الرحمة من قلوبهم.
وأشار إلى أن النظام السوري تحدى الشرعية وكل القرارات والجهود الدولية التي تسعى لحل الأزمة ووقف قتل المدنيين، ولم يعد هناك وسيلة إلا مقاومته حتى يرحل.
وأضاف أن الشعب السوري الشجاع الذي يُقتل منه العشرات والمئات كل يوم، يواجه ميليشيات القتل بصدور عارية وأيد لا تحمل السلاح، وأقسم أنه لن يرجع إلا بالحرية ورحيل النظام أو الشهادة في سبيل وطن حر.
واستنكر القرضاوي إصرار النظام السوري على البقاء لأكثر من نصف قرن، حكم خلالها سوريا بالحديد والنار والأجهزة الأمنية الغاشمة، وقد آن الأوان لتولد سوريا الحرية من رحم الثورة السلمية.
وقال إنه من العجب أن الجيش الذى صنعه الشعب بأمواله أصبح يقتل بأسلحته الآن، وبدلا من أن يقوم هذا الجيش باستعادة الجولان الذي تحتله إسرائيل ويطلق الرصاص على الإسرائيليين، أطلق الرصاص على أبناء شعبه وبدلا من أن يكون لهذا الجيش معارك مع إسرائيل، كانت معاركه مع إخوانه وأبنائه.
ولفت إلى أن إسرائيل سعيدة جدا بوجود هؤلاء الجبناء الفاسدين فى هذا الجيش، لأن وجودهم فيه هو حماية لإسرائيل وليس حماية لسوريا !
وأوصى أبناء سوريا بقوله "أيها الشعب كن مع الله يكن الله معك، فالظالمون ذاهبون لا محالة والنصر قادم لا ريب فى ذلك".
عرس الأسرى
وانتقل فضيلته إلى العرس الذى أقامته قطر لبضعة عشر من الأسرى الفلسطينيين الذين خرجوا من السجون الإسرائيلية مؤخرا، مشيدا بما قامت به دولة قطر فى صنع هذا العرس الجماعى لهم قائلا "دولة قطر جزاها الله خيرا هيأت لهم هذا الحفل الذى حضره رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، وكانت ليلة عظيمة استبشرنا فيها بهؤلاء الشباب الذين نجاهم الله من عقوبات فرضتها عليهم إسرائيل، لكن الله أكرمهم وهيأ لهم الحرية وهذا الزواج الكريم".
وأكد أن المسلمين يفرحون بنصرة الحق فى أى مكان على وجه الأرض قائلا "فرحنا بزواج الأسرى فرحا كبيرا ونسأل الله أن يفك أسر أكثر من 5 آلاف أسير فى سجون اسرائيل"، داعيا بأن يأتي اليوم الذى ندخل فيه نحن المسلمين المسجد الاقصى أفواجا مهللين مكبرين.
واستنكر ما يحدث من انتهاكات للفلسطينيين على أرضهم، فالمستوطنات تأخذ كل شيء والفلسطينيون الذين ورثوا الأرض من آبآئهم وأجداد أجدادهم لا يأخذون أى شيء ولا يجدون أرضا يبنون عليها بيوتا تؤويهم وتؤوي أبناءهم.
وشدد على ضرورة أن يتحلى الفلسطينيون بالصبر ليفوزوا بالنصر مستشهدا بالآية الكريمة {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}.
أما هؤلاء الظلمة المحتلون فدعا الله أن ينفذ فيهم وعده فى الآية الكريمة {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ . فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
الإيمان
وحول المعاني التي يضمها القرآن الكريم تحدث الشيخ القرضاوي عن معنى الإيمان، وقال إن الإيمان بالله سبحانه وتعالى ضرورة عقلية، فلا يمكن أن يكون هناك عاقل لا يؤمن أن لهذا الكون ربا، لافتا إلى إبداعات القدرة الإلهية في الخلق والحياة.
وبين أن الإيمان هو "أن تؤمن بأن لهذا الكون الواسع رب، وتؤمن بكل ما يتعلق به سبحانه وتعالى، بملائكته وكتبه ورسله ولقاءه في اليوم الآخر".. "خمسة أصول جاء بها القرآن الكريم".. "تؤمن بعقلك وتؤمن بقلبك، فليس في إيمان المسلمين شيئا ينكره العقل".
وقال إن القرآن الكريم كتاب جامع لآلاف القيم والمعاني والتشريعات، لافتا إلى أن كل أمر يشتمل عليه القرآن ويدعونا إليه ويحث عليه لابد وأن له أثر كبير في حياتنا، وأن الناس محتاجون إليه وإلى التمسك به والإعراض عن ضده.