قام وفد من قضاة فلسطين الحبيبة بزيارة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي الثلاثاء 28 الجاري، حيث اطلعوا فضيلته على وضع القضاء الشرعي هناك وما وصل إليه من تطور وانفتاح على كل جوانب الحياة الفلسطينية.
ووجه فضيلة الدكتور حسن جوجو رئيس المجلس الأعلى للقضاء الفلسطيني ورئيس المحكمة العليا الشرعية، الذي كان على رأس الوفد، دعوة رسمية لفضيلة العلامة باسمه وباسم سعادة الأستاذ إسماعيل هنية رئيس الوزراء لزيارة غزة، وقد وعده الشيخ بإجابة الدعوة قريبا متى ما ساعدته ظروفه الصحية، وأعانته القوة بإذنه تعالى، مشيرا إلى أن آخر عهده بغزة كان خلال زيارته لها عام 1957م.
وضم وفد القضاء كل من فضيلة الشيخ عمر نوفل رئيس محكمة الاستئناف بغزة، وفضيلة الدكتور إبراهيم النجار رئيس محكمة الاستئناف بخان يونس، وفضيلة الشيخ أحمد المحيصي أمين سر المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، والأستاذ محمد البنا مدير العلاقات العامة لهيئة القضاء.
ودار الحوار بين الوفد والشيخ القرضاوي حوار دور القضاء الشرعي في فلسطين وما وصل إليه من تطور وتقدم وانفتاح على كل جوانب الحياة الفلسطينية، فلم يعد دور القضاء الشرعي يقتصر على النظر في الدعاوي، والعمل على فض النزاعات فحسب، بل صار يمثل صمام الأمان للأسرة والمجتمع الفلسطيني، ورعايته للفرد من قبل ميلاده إلى بعد وفاته، وذلك بما شرعه من التحاليل التي تجرى قبل الزواج للعمل على سلامة النسل، إلى ما يحرص عليه من حفظ التركات والميراث وتوزيعها على مستحقيها وفق كتاب الله وسنة نبيه، كما يقوم بدور الإصلاح والإرشاد الأُسَريّ عن طريق محكمين شرعيين، كما يقوم القضاء الشرعي الفلسطيني بدور مجتمعي كبير من خلال تعاونه مع مؤسسات اجتماعية وخيرية.
وقد أخبروا عما وصل إليه المجتمع الفلسطيني من انخفاض كبير في مستوى الجريمة، وانخفاض في حالات الطلاق وزيادة كبيرة في الإقبال على الزواج من الفتيان والفتيات في فلسطين، كما بشروا فضيلة العلامة القرضاوي بأن نسبة الذكور في المجتمع الفلسطيني قد تجاوزت الـ51% رغم إعمال آلات القتل والدمار من قبل جيش الاحتلال الغاصب.
وقد أعرب فضيلة العلامة عن سروره بتلك الزيارة داعيا لهم بدوام التوفيق والسداد، كما أعرب عن حبه الكبير لأبناء فلسطين عامة، داعيا الله لهم دوام الوفاق والمصالحة، واجتماع الشمل ورأب الصدع في بينهم من خلافات، مذكرا بقوله تعالى {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ}، وقوله عز وجل {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.
وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إنه إذا كانت دعوتنا لكل المسلمين بالتوحد وعدم الانقسام، فكيف بأبنائنا في فلسطين الحبيبة، وإننا لنلهج بالدعاء لهم صباح مساء أن يصلح ذات بينهم، وأن يتم عليهم نعمته ونصره وتمكينه، وإن نصر الله لهم لقريب، والله لكأنني أره، وإنه لواقع بإذنه تعالى، ويومئذ يفرح المؤمنون.
ولم يفت فضيلته أن ينصح للوفد بضرورة الاستفادة من التجارب القضائية والقانونية السابقة، والاستعانة بالأبحاث العلمية في ذلك المجال خصوصا ما كتبه فضيلة العلامة السوري الشيخ مصطفى الزرقا رحمه الله تعالى.