البحث

التفاصيل

(ان الباطل كان زهوقا)

الرابط المختصر :

(إنّ الباطل كان زهوقا)

بقلم: د. أحمد إبراهيم سميرات - عضو الاتحاد

 

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدي رسول الله وعلى آله ومن والاه

وبعد:

فهذا نداءٌ ودعوة إلى كل مسلم غيور على دينه وأمته، اقول ناصحاً محباً له خائفاً عليه للرحم الذي جعله الله بيننا وللأخوة بين المؤمنين وتلبية لدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)..

أقول: لا تنفش الباطل وتمجَّده، وتجعل له صولات وجولات، وتجعل منه آله أوحد، وقوة لا تُقهر، فيضعف الحق في أعين الناس حتى تنقلب عندهم الموازين، فتصبح الفضيلة رذيلة والقبيحة جميلة والورد شوكا والابيض اسودا والحلو مرا والمنكر معروفا والمعروف منكرا والخائن اميناً والأمين خائناً....

فالباطل مهما طال زمنه، ومهما علا صوته وارتفع، ومهما قويَ سلطانه وحكم، ومهما تغلغل بين الناس وفي قلوبهم سكن، ومهما حاول اتباعه واعوانه تحسين صورته وتلميعها، ومهما كان قوياً، فلا شك انه زاهق وإلى زوال ونهاية وابادة بموعود الله جل وعلا (ان الباطل كان زهوقا)

 (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق) أي الى اضمحلال وهلاك ، فإن الباطل لا ثبات له مع الحق ولا بقاء، ولا ثبات له ولا استقرار.

فالباطل أضعف مما تتصور او تتوقع، وأهزل من العجفاء والعرجاء والعوراء والعمياء، واخف من ريشة طير تحلق في الفضاء فهو كالعهن المنفوش حجمٌ بلا قيمة ولا وزن.

فالوقوف مع الباطل باطل، وتسويق الباطل على انه حق باطل، والنظر إلى الباطل بعين البطولة باطل، ومجارة الباطل خوفاً منه باطل، ومحاولة اضعاف الحق والكيد له باطل والاستقواء بالباطل باطل

فما هي إلا امر ب (كن) فيكون (وما أمرنا الا وحدةٌ كلمحٍ بالبصر)

كثير من اهل الباطل ظنوا انّ لن يقدر عليهم احدً كانوا يظنوا أنهم أشد الناس قوة وباساً فاخذهم الله اخذ عزيز مقتدر قال تعالى: (فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا)

فماذا علينا لو صدعنا بكلمة الحق وحاربنا الباطل ودعاته واعوانه وعملاءه وعملنا على ارضاء الله تعالى وطاعته؟

وماذا لو سخط علينا الناس ورضي رب الناس؟

يا رجال الباطل والفساد، ويا رجال المنكرات والطغيان، ويا أهل الضلال والانحلال ويا من تخالفون فطرة الله التي فطركم عليها ويا من تحتقرون من كرمّه الله وتظنون انكم خير منهم ويا عجباً كيف تحاربون القرآن وأهله وتغلقون دويرات القران وتغضون الطرف بل تساندون اعوان الشيطان وتشعلون شعلة الشر والمنكرات وتنشرون الكفر والفسوق والعصيان. فهناك مَن لكم بالمرصاد فلا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، فإنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور والقلوب يسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء..

أوَلاَ يعلم أهل الباطل ان الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وأكثر جمعا

صلى الله عليك سيدي رسول الله كيف صدعت بكلمة الحق فعاداك كل الناس الا ما رحم رب الأرض والسماء!؟

حطمّت الاوثان والاصنام لأنها عين الباطل والفساد والضلال، فقاتلك الناس وعادَوْك وكادوا ومكروا لك لا لشيء الا لأنك تنادي بالحق وتقاوم الباطل والفساد والمفسدين، وتزرع فيهم الخير والمحبة والإحسان، وتقيم العدل والوزن بالقسط، وترفع قدر وشأن الإنسان وتغرس فيه العزة والحرية والكرامة، وتنأى به عن عبادة العباد ليعبد رب العباد، ومع كل ذلك العداء فقد ثبتََ وصبرت وتحملت، فنصرك الله وأظهر بك الحق، وأهلك الباطل وأهله وضرب عليهم الذِلْةَ والمسكنة وباءوا بغضب من الله جل وعلا

فسننه تعالى في الكون لا تتغير ولا تتبدل ولا تحابي احداً لا ملكٌ مقرب ولا نبيٌ مرسل ولا أحد ممن خلق وذرأ.

يأبن امَّ كن قوياً مستمدا قوتك من الله، معتمدا متوكلا عليه محتسباً مفوضا الأمر اليه، فما قويَ الحق الا لأن مصدره من الله تعالى ذي القوة والعزة والجبروت، وحي وشريعة ربانية قدّرها الله تعالى لعلمه سبحانه ما يصلح العباد.

يا رب ان المسلمين في الأرض مقهورون على أمرهم مغلوبون فانتصر لهم كما انتصرت لنوح على قومه وكما نصرت موسى على فرعون وكما نصرت محمد صلى الله عليه وسلم وعلى جميع إخوانه من النبين على المشركين في بدر وعلى الي. هود في خيبر

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

والله من وراء القصد





التالي
في ذكرى استشهاد أمير المؤمنين وفاروق الإسلام عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)
السابق
ليوناردو جاستون هيرمان.. شاعر أرجنتيني يعلن إسلامه في باحات المسجد الأقصى (فيديو)

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع