البحث

التفاصيل

دعاة وأئمة يؤكدون "الغيث من آثار رحمة الله في الأرض ومن أجل النعم ويحمل سر الحياة"

الرابط المختصر :

دعاة وأئمة يؤكدون "الغيث من آثار رحمة الله في الأرض ومن أجل النعم ويحمل سر الحياة"

 

- المطر آية من آيات اللَّه العظمى

- التعرّض لماء المطر سُنة ثابتة عن النبي

- ماء المطر طهور مبارك فيه شفاء ورحمة

- وقت نزول المطر من السماء من مواطن إجابة الدعاء

- شكر الله على النعمة من علامات حياة قلب المسلم

أكد عددٌ من الدعاة والأئمة أن الغيثَ من آثار رحمة الله تعالى في الأرض، يحيي به الأرض بعد موتها، ويغيث به العباد وكافة الكائنات نظرًا لأن اللهَ جعلَ الماءَ أكسيرًا للحياةِ حيث قال عزّ وجل: (وَجَعَلْنَا مِنَ الماء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ). ونوهوا بأن المطر يطلب ويصلى من أجل أن يُنزله اللهُ علينا، مشيرين إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُصلي الاستسقاء، ويدعو الله حتى يَظهرَ بياضَ إبطيه، ويَقلِب رداءه جلبًا للغيث الذي هو رحمة من رحمات الله تعالى.

وأشاروا إلى أنه بنزول المطر على الأرض المَيْتة التي ليس فيها نبات ولا حياة، يحييها بإذن الله سبحانه، وفي ذلك توجيه رسالة للإنسان بأن الله الذي أحيا هذه الأرض بعد موتها قادر على إحيائك وبعثك مرة أخرى بعد الموت، لافتين إلى أن المطر فيه رسائل كثيرة عن الغوث وعن الحياة وعن البعث وعن الجَنة وعن النعيم. وأشاروا إلى أن للمطر سننًا على المسلم أن يستهدي بها، ويحذو حذو النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول الغيث بأن يحسِر عن رأسه وأن يتعرض لماء المطر لأنه قريب عهد بربه أي إنه من آخر أوامر الله التي نزلت، وعلى المؤمن أن يوقن بأن ذلك الماء مرسل من الله عز وجل ليغيث به عبادَه ما يتطلب من العبد شكر النعمة لأن شكر النعمة من العلامات التي يجب أن تكون حاضرة في قلب المسلم أسوة بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يقول بعد نزول المطر «مُطِرنا بفضل الله ورحمته» أي: رزقنا الله تعالى المطر بفضل منه ورحمة. وذكروا أن ماء المطر مبارك لقول الله عز وجل: (وَنَزَّلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً مُّبَٰرَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّٰتٍ وَحَبَّ ٱلْحَصِيدِ» ، مؤكدين أن ماء المطر فيه فوائد لا حصر لها فهو ماء مُعقم وهو طهور ويصلح للتداوي والعلاج، لأن فيه شفاء، كما أنه يقتل الجراثيم ويلطّف الأجواء، وفيه فوائد شرعية وطبية وفيه حياة للأرض والنباتات والدواب والحيوانات والبشر.

الغيث من آثار رحمة الله تعالى

في البداية.. أكد فضيلة الشيخ د. عايش القحطاني الداعية الإسلامي وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن الغيث من آثار رحمة الله تعالى في الأرض يحيي به الأرض بعد موتها، ويغيث به العباد وكافة الكائنات.

وقال: إذا تأمّلنا في قول الله عز وجل «وَجَعَلْنَا مِنَ المآء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ» لعلمنا أن الماءَ غوثٌ للإنسان والحيوان والنباتات والحشرات وكافة المخلوقات الحية، داعيًا إلى الوقوف على قول الله عز وجل «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».

وأضاف: الغيث من الغوث وهو يعني الإنقاذ والمطر من أكبر وأظهر نِعم الله علينا، ينزّلها الله على عباده دون مقابل، وهو من آيات الله وعلامات رحمته سبحانه، فهو يقضي على الميكروبات والجراثيم ويتعافى به الممسوس من الجن إذا تعرّض له لقوله تعالى: (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ ٱلشَّيْطَٰنِ) ، مؤكدًا أن ماء المطر فيه فوائد لا حصر لها فهو ماء معقم وهو طهور ويصلح للتداوي والعلاج ففيه شفاء، وفيه فوائد شرعية وطبية وفيه حياة للأرض والنباتات والدواب والحيوانات والبشر. وأكد أن المطر يُطلب، ويُصلى من أجل أن ينزله الله علينا، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الاستسقاء ويدعو الله حتى يظهر بياض إبطيه ويقلب رداءه جلبًا للغيث الذي هو رحمة من رحمات الله تعالى.

وقال الشيخ د. عايش القحطاني: كنا نذهب في العمل الإغاثي إلى إفريقيا وكنا نحفر الآبار للناس، وننزل تحت الأرض لمستوى 30 مترًا أو أكثر وعند انفجار ماء البئر الارتوازي كنا نرى مشاعر الفرحة على وجوه البسطاء، بل لاحظنا فرحة الحيوانات بانفجار الماء من الأرض، وهي مظاهر تدفع أي مؤمن يشاهد الموقف إلى البكاء من فرحة تلك الكائنات برحمة الله عز وجل واستبشارها.

الغيث آية من آيات الله

بدوره أكد فضيلة الشيخ عامر المري الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن الغيث آية من آيات الله العظيمات، مشيرًا إلى أن بداية المطر وتكوينه من المعجزات، حيث يرسل الله تعالى الرياح كما ذكر في كتابه فتسوق السحاب الثقال، التي توجهها الملائكة إلى حيث ينهمر على الأرض.

وقال بنزول المطر على الأرض الميتة التي ليس فيها نبات ولا بها حياة، يحييها المطر بإذن ربه سبحانه، وفي ذلك توجيه رسالة للإنسان بأن الله الذي أحيا هذه الأرض بعد موتها قادر على إحيائك وبعثك مرة أخرى بعد الموت، ومن ثمَّ جعل الله الغيثَ آية ودلالة من الدلالات على البعث، والتي حاجَّ العباد بها حيث يقول الله تعالى: «فَٱنظُرْ إِلَىٰٓ ءَاثَٰرِ رَحْمَتِ ٱللَّهِ كَيْفَ يُحْىِ ٱلْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْء قَدِيرٌ».

وأضاف: الماء في حد ذاته حياة فوجود الماء هو المكون للحياة، لذا من الطبيعي أن يفرح الإنسان ويستبشر بنزول الماء من السماء، عذبًا فراتًا يغيث الله به الكائنات، ويحيي به الأرض بعد موتها. وأشار إلى أن الأرض تتزين وتزهر وتصبح بصورة جميلة بعد نزول الغيث، ولا شك أن جمال الأرض يدخل السرور على قلب الإنسان، لافتًا إلى أن مظاهر البهجة التي ينشرها المطر على الأرض من زهور وخضرة تذكر الإنسان بالجنة وما أعده الله فيها من النعيم لعباده الصالحين.

وأوضح أن على المسلم شكر نعمة الله عز وجل المتمثلة في إنزال الماء العذب الذي يحمل الحياة والرحمة من السماء، لقول الله في وصف فرحة الناس بالمطر: (ٱللَّهُ ٱلَّذِى يُرْسِلُ ٱلرِّيَٰحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِى ٱلسَّمَآءِ كَيْفَ يَشَآءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى ٱلْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَٰلِهِ فَإِذَآ أَصَابَ بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ) أي يائسين، ثم قال تعالى في الآية التالية لها: (فَٱنظُرْ إِلَىٰٓ ءَاثَٰرِ رَحْمَتِ ٱللَّهِ كَيْفَ يُحْىِ ٱلْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ).

سننً المطر ونزول الغيث

من جانبه أوضح الداعية الإسلامي الشيخ إبراهيم الماس -رئيس توجيه التربية الإسلامية بوزارة التربية والتعليم سابقًا- أن هناك سننًا خاصة بالمطر ونزول الغيث يجب أن يحرص عليها المسلم ومنها الاستبشار بالغيم ودعوة الله بنزول الغيث وأن يجعله الله سُقيا رحمة لا سُقيا عذاب.

وقال: ومن السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يحسر عن رأسه ويستقبل ماء المطر بوجهه أي يتعرض لماء المطر، ويقول: «إنه حديث عهد بربِّه»، لافتًا إلى أن مسح الرأس والوجه بماء المطر من السُنة.

وأضاف: ومن السنن أيضًا الدعاء عند نزول المطر لأنه من مواطن الإجابة لقول النبي صلى الله عليه وسلم «اُطلبوا إجابة الدعاء عند التقاء الجيوش وإقامة الصلاة ونزول المطر».

وتابع: ومن سنن المطر التسبيح عند سماع صوت الرعد حيث كان عبد الله ابن الزبير إذا سمع صوت الرعد ترك الحديث وقال: «سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته».

وقال: يجب أن يعلم شبابنا الذين يخشون على سياراتهم من المطر أن المطر غيث، ورحمة وحياة، وعليهم أن يستبشروا بنزول المطر لأن الله جعل من الماء كل شيء حي، ولأن ماء المطر يلطف الأجواء ويقتل الجراثيم وفيه شفاء وبركة.

المصدر: جريدة الراية





التالي
الأمانة العامة للاتحاد تعقد الاجتماع الـ (16) لمناقشة الملفات الداخلية وقضايا العالم الإسلامي والإنساني

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع