الرابط المختصر :
رفض عدد من الإسلاميين ما طرحه الباحث الفرنسي الدكتور ستيفن لاكروا في كتابه «زمن الصحوة»، حين ذكر أن الصحوة الإسلامية في السعودية ولدت من رحم الإخوان المسلمين، إلا أن الدكتور سلمان العودة أقر بأنها منتج إخواني، معتبراً في ندوة الدكتور عادل باناعمة أن كتاب عبدالعزيز الخضر «السعودية سيرة دولة ومجتمع» وكتاب ستيفن أكثر الكتب جدية وموضوعية في التأريخ للصحوة».
من تلك الاعتراضات على كتاب لاكروا، رفض الدكتور حمد الماجد أن الصحوة الإسلامية في السعودية خرجت من رحم الإخوان المسلمين فقط، إذ يرى بأن الصحوة «كوكتيل» لعدد من المدارس الإصلاحية القديمة والجديدة وحركات التحرر من الاستعمار والجهود الحكومية؛ فدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، والأفغاني، ومحمد عبده، ورشيد رضا، والكواكبي، وحسن البنا، والألباني، وابن باز.
كما أن الباحث عبدالله الوهيبي رفض رؤية ستيفن لاكروا حين صور مواقفها بنزعة مادية صرفة، قائلاً: «ما قام به ستيفان لاكروا هو إعادة تفسير تاريخ الحركة الإسلامية ومفاهيمها الجوهرية وحراكها الداخلي تفسيراً تستبعد فيه أية دوافع أخلاقية أو دينية أو قناعات ذاتية، ويبحث فيه عن الدوافع المادية سواء كانت سياسية أم اقتصادية أم عرقية أم غيرها» مستدركاً: «صحيح أن هناك في المقابل مبالغات ساذجة في تصوير التاريخ والواقع باعتباره مجرد معطيات مثالية ومتعالية لا صلة له بالتركيب البشري، لكن هذا لا يعني الانقلاب للجهة الأخرى».
في حين يلفت الكاتب صالح الضحيان إلى أن «ستيفن اعتمد في بحثه على بعض المثقفين التنويريين وهو لا يخرجهم من الصحوة، بل يعتبرهم صحويين تنويريين، ويسميهم بالمثقفين الصحويين.
وهذا غير صحيح، فالتنويريون انشقوا عن الصحوة ، وأصبحوا خصوماً لها ولم يعد بالإمكان تسميتهم بالصحويين (كاصطلاح) وهؤلاء التنويريون والذين يطلق عليهم الباحث (اللبروإسلاميين) هم أكثر من أملى على الباحث مادة بحثه، وهم المرجع الأول في كثير من سطوره متفقاً مع الوهيبي في تفريغ ستيفن تاريخ الصحوة من محتواه الروحي والديني».
يذكر أن ستيفن لاكروا نال شهادة الدكتوراه عن كتابه «زمن الصحوة» وكان اسم الرسالة «الإسلاميون السعوديون ..تمرد فاشل» إذ نشرت بالفرنسية عام 2010 وترجمت إلى اللغة الإنكليزية بعنوان «صحوة الإسلام ..مناورات المعارضة الدينية في السعودية المعاصرة» ثم ترجم أخيراً للعربية عام 2012 بعنوان «زمن الصحوة الحركات الإسلامية المعاصرة في السعودية».