الأسترالي تيموثي ويكس يحكي رحلته مع “طالبان” وسر عودته لأفغانستان.. من الأسْر إلى اعتناق الإسلام
تحولت حياة المعلم الأسترالي تيموثي ويكس بشكل جذري بعد أسره من قبل عناصر حركة طالبان الأفغانية قبل سنوات، لكن الغريب في قصته أنه أصبح شخصًا داعمًا للحركة وأحد ضيوف فعالياتها.
وأعلن أنس حقاني القيادي بطالبان في منشور على تويتر عودة ويكس إلى أفغانستان باعتباره ضيفًا على الحركة ومسؤوليها.
ونشر حقاني، السبت، صورة جمعت مسؤولين من طالبان بالمعلم الأسترالي، احتفالًا بعودته وترحيبًا بضيفهم الذي ظهر مرتديًا الزي الأفغاني التقليدي الذي تشتهر به عناصر الحركة.
واعتبر حقاني أن معرفته السابقة بويكس ورحلتهما “كانت غير سارة”، لكنه وصف التغيير الذي طرأ على تلك العلاقة قائلًا “في رحلتي الشائكة أدركت معنى البؤس الذي لا أتمناه للآخرين. التقى (تيموثي ويكس) بأشخاص ذوي أخلاق عالية وسلوك غيروا عالمه وجعلوه جبرائيل عمر. عزيزي عمر! مرحبًا بكم في أفغانستان الحرة والمستقلة”.
وعاد ويكس -الذي احتجزته حركة طالبان رهينة من قبل- إلى أفغانستان للمشاركة في الاحتفال الأول لقيام (إمارة أفغانستان الإسلامية) معلنًا دعمه لتلك الإمارة.
وكان ويكس مدرسًا في الجامعة الأمريكية في العاصمة الأفغانية كابل عام 2016، عندما اختُطف هو وزميله الأمريكي كيفن كينغ تحت تهديد السلاح واحتُجزا رهينتين مدة ثلاث سنوات.
وظهر ويكس خلال فترة احتجازه في مقطع مصور نشرته الحركة شاحبًا ونحيفًا، وناشد خلاله رئيس الوزراء الأسترالي آنذاك مالكولم تورنبول للتفاوض على إطلاق سراحه.
وتم إبرام صفقة تبادل أسرى عام 2019، أطلِق فيها سراح الرجلين مقابل ثلاثة سجناء من طالبان كان من بينهم أنس حقاني وهو اليوم قائد رفيع المستوى في طالبان.
3 سنوات بدّلت حياته
وقرأ ويكس خلال فترة أسره لدى طالبان العديد من الترجمات للقرآن الكريم وتعرّف أكثر على الإسلام، وتغيرت طريقة تفكيره بعمق.
وأعلن ويكس اعتناقه الإسلام، وبدّل اسمه إلى جبرائيل عمر، وأصبح من أكثر الداعمين لـ”دولة” طالبان الإسلامية في أفغانستان.
وصرح خلال مؤتمر صحفي عقب إطلاق سراحه حينئذ قائلا “الوقت الذي قضيته رهينة لدى طالبان كان له تأثير عميق في تفكيري، بإذن الله أنا هنا بخير وأمان وحرّ، ولا أحتاج إلى شيء آخر في العالم”.
وبعد سنوات عاد ويكس إلى طالبان وكان في استقباله أعضاء من حركة طالبان، وأوضح أنه عاد إلى البلاد لمواصلة دراسته الإسلامية.
وقال عقب عودته مجددًا وسط طالبان “جئت إلى هنا بحلم تعلم المزيد عن أفغانستان، والآن أعود مرة أخرى لإكمال رحلتي، هذا هو الجزء الثاني من رحلتي”.
ووفقًا لوسائل إعلام أفغانية، أصر ويكس على أنه “من الصواب” العودة إلى أفغانستان على الرغم من احتجازه رهينة مدة ثلاث سنوات والجهود الهائلة التي بذلتها الحكومتان الأسترالية والأمريكية لضمان إطلاق سراحه.
وقال عن رحلة عودته في مقاطع مصورة تم تداولها إعلاميًّا “كنت سجينًا، لم يكن الأمر سهلًا بقيت في ظروف صعبة، لكن بعد كل هذا أنا هنا مرة أخرى، عائلتي قلقة لكني أتيت إلى هنا لأنني متوكل على الله وثانيًا على إخوتي هنا”.
إلى أفغانستان مرة أخرى
وجاءت رحلة ويكس إلى أفغانستان بالتزامن مع مطالبة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية في بيان، الأستراليين بتجنب السفر إلى أفغانستان.
وجاء في البيان “الحكومة الأسترالية على علم بتقارير عن عودة المواطن الأسترالي تيموثي ويكس إلى أفغانستان” ناصحة إياه بعدم اتخاذ هذه الخطوة.
وفي مثل هذا اليوم قبل عام، سيطرت حركة طالبان على السلطة في أفغانستان يوم 15 أغسطس/آب 2021، تزامنًا مع انسحاب قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) من البلاد.
وشكلت طالبان حكومة مؤقتة لإدارة شؤون البلاد، بعد تفكك الحكومة السابقة الموالية للرئيس أشرف غني، الذي غادر البلاد قبيل وصول مقاتلي الحركة إلى كابل.
المصدر: وكالات