الدكتور نواف تكروري يجيب.. لماذا أصبح المسلمون أشداء بينهم رحماء على الأعداء؟ (فيديو)
قال رئيس هيئة علماء فلسطين في الخارج الدكتور نواف تكروري إن التراحم على سعته وشموله إلا أنه أولويات، فالأولوية في الرحمة يجب أن تكون داخل الأمة.
وذكر تكروري خلال مقابلة مع برنامج (أيام الله) على قناة الجزيرة مباشر أن الحكام والشعوب والمؤسسات التي تتجاوز إشاعة الرحمات داخل المجتمع ثم تبث معانيه وصوره ويظهر تراحمهم مع غير بلاد المسلمين وخارج حدود بلادهم، فهذا هو النفاق والهوان والتزلف للأعداء.
وأوضح تكروري “التراحم على سعته وشموله إلا أنه أولويات، فالأولوية في الرحمة يجب أن تكون داخل الأمة، كما وصف الله عباده المؤمنين بأنهم {أشداءُ على الكفارِ رحماءُ بينَهم}، الشدة على الكفار عندما يكون لهم وجه عدوان وظلم، أما إذا كان الكافر يعيش في بلاد المسلمين فهذا مستحق أن ينال من الرحمة ما يناله المجتمع”.
وضرب تكروري مثلًا بوضع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الجزية عن رجل يهودي ضعف وكبر سنه، وإعطائه راتبًا من بيت مال المسلمين.
وقال “المسلمون في بلادهم ينبغي أن تشيع بينهم الرحمات، ولا معنى أن يقدّم المسلمون والدول القادرة منهم العون للمنكوبين في مشارق الأرض ومغاربها وتُغفل المنكوبين في بلاد المسلمين”.
وأضاف “لا معنى أن يحتاج أيتام المسلمين في بلادهم إلى العون والحاجة ولا يجدوا ما يسد حاجتهم، وأن ترسل بلاد المسلمين وحكامهم الإعانات إلى المنكوبين في بلاد أخرى، هذا الفضل الذي بين أيديهم ينبغي أن ينعكس على المسلمين أولًا وإلا كان نفاقًا”.
واستطرد قائلًا “النظر إلى الآخر نظرة رحمة يكون بعد أن تشيع الرحمة في مجتمعك وفي أمتك، لا أن تشيع الرحمة في الأبعدين وتنتزعها عن الأقربين بل تصنع العذاب لأبناء أمتك”.
وقارن تكروري بين تقديم بعض الدول الدعم للمنكوبين في أوكرانيا بينما البيوت المهدمة في غزة منذ 2008 وما تلاها من حروب لم تعمر حتى الآن.
وقال “لا معنى لأن ترسل الإعانات وتتعاطف مع الشعوب التي تنزل بها نوازل ودولها قوية وإمكاناتها عظيمة، ويُغفل عن الشعوب المسلمة التي تنزل بها نوازل وهي فقيرة ومحتاجة، كما يحدث في تركستان الشرقية أو الهند أو غيرها”.
وختم تكروري حديثه بقوله “لا شك أن إشاعة الرحمة فيها أولويات حتى داخل المجتمع المسلم وداخل الأسرة الواحدة”.
المصدر: الجزيرة مباشر