توضيحات من الدكتور أحمد الريسوني حول تصريحاته الأخيرة عن الصحراء والعلاقات المغاربية
بسم الله الرحمن الرحيم
* توضيحات من الدكتور أحمد الريسوني حول تصريحاته الأخيرة عن الصحراء والعلاقات المغاربية
طلب مني عدد من الإخوة الأعزاء، الناصحين المخلصين، توضيح بعض الأفكار وبعض العبارات، التي صدرت مني في حوار صحفي مصور قبل بضعة أسابيع، بما يدفع عنها أي لبس أو تأويل..
وبما أن حديثي في الحوار المذكور كان شفويا وعفويا، وكان أحيانا مقتضبا غير مكتمل البيان، وهو ما فتح الباب لظنون وشروح وتأويلات لم تخطر لي على بال..، سواء كانت بقصد أو بدون قصد..
وبناء عليه، فإني أقدم جملة من التوضيحات، من شأنها أن تصحح ما وقع من سوء فهم أو سوء تأويل أو تزيد على كلامي..
1- غير خاف أن دول المنطقة المغاربية كلها تعاني من تداعيات مشكلة الصحراء المغربية، التي يسميها البعض “الصحراء الغربية”، والتي وصفتُها في الحوار بكونها “صناعة استعمارية”. ويوجد على حدود المغرب مع الجزائر تنظيم مسلح يسمى جبهة البوليساريو، أو “الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب”، وقد سبق لهذا التنظيم أن أعلن عن إقامته لما سماه “الجمهورية العربية الصحراوية”. ومعلوم أن هذه المنظمة محضونة ومدعومة بالكامل من الدولة الجزائرية، وتتخذ من مدينة تندوف الجزائرية عاصمة فعلية لها، وفيها قاموا بتجميع الآلاف من أبناء صحراء (الساقية الحمراء ووادي الذهب)، يعيشون في المخيمات – في أوضاع مزرية – منذ عشرات السنين.
2- لأجل ذلك دعوت إلى السماح للعلماء والدعاة المغاربة، ولعموم المغاربة، بالعبور إلى مدينة تندوف ومخيماتها، للتواصل والتحاور والتفاهم مع إخوانهم المغاربة الصحراويين المحجوزين هناك، حول الوحدة والأخوة التي تجمعنا، وحول عبثية المشروع الانفصالي، الذي تقاتل لأجله جبهة البوليساريو، مسنودة وموجهة من الجيش الجزائري.
وهذه كلها أمور مكشوفة يعرفها الجميع..
* أومن، مثل كافة أبناء المنطقة، أن بلدان المغرب العربي الخمسة، في أمس الحاجة إلى تجاوز هده المشكلة، التي تعرقل وتعطل جهود الوحدة والتنمية، وتهدد السلم والاستقرار بالمنطقة. وأدعو إخواننا المسؤولين الجزائريين إلى أن يتركوا للمغرب معالجة النزاع باعتباره قضية داخلية..
* وأومن، مثل كافة العقلاء، أن الحرب لن تأتي بحل أبدا، ولكنها تأتي بالدمار والخراب والاستنزاف للجميع، وتأتي بمزيد من التمزقات الداخلية والتدخلات الأجنبية.
* استقلال موريتانيا اعترض عليه المغرب لعدة سنين، لأسباب تاريخية.. ثم اعترف به، وأصبحت موريتانيا إحدى الدول الخمس المكونة لاتحاد المغرب العربي. فهذا هو الواقع المعترف به عالميا ومن دول المنطقة. وأما أشواق الوحدة القديمة، وتطلعاتها المتجددة، فلا سبيل إليها اليوم إلا ضمن سياسة وحدوية متدرجة، إرادية متبادلة. وأفضل صيغها المتاحة اليوم هي إحياء “اتحاد المغرب العربي” وتحريك قطاره.
* مما لا يحتاج إلى تأكيد، ولكني لا أملُّ من تكراره والاعتزاز به، أنني لا تفريق عندي ولا مفاضلة: بين مغربي وجزائري، أو مغربي وموريتاني، أو مغربي وتونسي، أو مغربي وليبي. بل المسلمون كلهم إخوتي وأحبتي، وللقرابة والجيرة زيادة حق.
فهذا هو موقفي الدائم، أذكره الآن بشكل أكثر وضوحا ودقة مما جاء في الحوار الصحفي المشار إليه، راجيا من الجميع استبعاد سوء الظن وسوء التأويل، وعدم اللجوء إلى التزيد والتقويل.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
أ. د. أحمد الريسوني