الصلابي يعزي الشعب المصري وعلماء وطلاب الأزهر وأبناء الأمة الإسلامية بوفاة الفقيه الزاهد الشيخ الدكتور أسامة عبد العظيم حمزة
بقلم: د. علي محمد الصلابي
8 ربيع الأول 1444ه/ 4 أكتوبر 2022م
قال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍۢ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلْغُرُورِ)
بلغنا نبأ وفاة الفقيه الشافعي والعابد الزاهد الشيخ الدكتور أسامة عبد العظيم حمزة (رحمه الله تعالى)، وأُعزي الشعب المصري وعلماء وطلاب الأزهر الشريف وأبناء الأمة الإسلامية جميعاً بهذا المصاب الكبير، ولا نقول إلا ما يرضي الله: إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
سيرته:
هو شيخنا الجليل العالم العابد الناسك الزاهد القرآني الفقه الشافعي الأستاذ الدكتور أسامة بن محمد بن عبد العظيم بن حمزة أستاذ؛ إمام في الفقه الشافعي وعالم كبير في الدراسات الإسلامية، وشغل في عمله منصب أستاذ ورئيس قسم الشريعة الاسلامية بكلية الدراسات الاسلامية والعربية جامعة الأزهر الشريف، فكان أستاذاً لأصول الفقه الاسلامي في جامعة الأزهر في كلية الدراسات الاسلامية.
ولفضيلته مسجد عامر في منطقة الإمام الشافعي بالقاهرة يُسمى مسجد عباد الرحمن بحي التونسي. واشتهر فضيلته بازدحام مسجده العامر عباد الرحمن بطلبة العلم الربانيين ومن عامة الناس للصلاة خلفه صلاة تامة خاشعة مطمئنة وتسمع القرآن منه غضاً طرياً، يُذكرك حاله بحال السلف الصالح رحمهم الله تعالى الذين سمعنا وقرأنا عن بعضهم ولم ندركهم ويختم الشيخ القرآن موزعا على الصلوات الجهرية "المغرب- والعشاء- والفجر" سبع مرات تقريباً، ويشتد الاجتهاد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان، فلا تجد في المسجد موضع قدم نظراً لازدحامه بالمصلين، وربما قرأ فضيلته البقرة وآل عمران في الركعة الأولى وفى الركعة الثانية النساء وهكذا، وليست هذه الصلاة بدعاً من القول وانما هي موافقة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
منهج الشيخ
يهتم فضيلته بتربية النفس وتزكيتها بالعبادة ويتميز طلاب الشيخ بالأدب الجم والتواضع الشديد وجلهم من حفظة كتاب الله والاقبال على العبادة وتعلم العلم النافع وللشيخ درس ثابت يوم الاربعاء من كل ـسبوع ويأتي إليه طلبة العلم الربانيين من كل حدب وصوب ومن أهم دروسه شرحه لكتاب مدارج السالكين لابن القيم رحمه الله تعالى، ومن أشهر دروس فضيلته شرح فقه الحج في موسم الحج وشرح فقه الصيام في شهر رمضان.
قدم الداعية المصري الشيخ اسامة عبد العظيم العديد من المحاضرات الدينية المهمة، ومن أهمها ما يلي:
• مشاهد الانتفاع بأذى الناس.
• التائبون العابدون.
• طريق الزهد.
• الزلازل وعتاب الرب.
• قل اللهم مالك الملك.
من كتبه "كفاية الأخيار في الفقه الشافعي"، وسماحته من فقهاء الشافعية القلائل على مستوى العالم الإسلامي بشهادة أقرانه من الفقهاء والعلماء الربانيين ويتميز أكثر طلبة سماحته بالدراسة الشرعية في جامعة الازهر الشريف واكثرهم من حملة الماجستير والدكتوراه.
دوره وآثاره
اشتهر الشيخ بالصدع بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يشبه في ذلك سلطان العلماء العز بن عبد السلام الفقيه الشافعي الشهير
ومن مصنفاته على سبيل المثال لا الحصر
- أسباب الإجمال
- كتاب في الناسخ والمنسوخ
- كتاب في مقدمات علم الاصول
وغيرها من الكتب لا يحضرني ذكرها الآن.
أقوال العلماء فيه:
قال فيه الشيخ الأزهري الدكتور عبد الله رشدي: "انتقل إلى رحمةِ اللهِ بقيَّةُ السَّلفِ العالم العابد الزاهدُ الوَرِعُ المُربِّي مولانا الدكتور أسامة بن عبد العظيم.... كان آيةً في التزام الهدي والحَثِّ على الاستمساك بالسُّنَّة؛ كثير التضرعِ إلى الله؛ يبكي بانكسار في دعائه؛ يُطيل القيام لربه؛ يُعلِّمُ الناسَ كيف يعبدون الله... والله لقد اغتَمَمْتُ بهذا الخبر؛ اللهم صبِّرْنا على فراقه، واجعلْ عملَه في ميزانِه، وأَمِّنْه مما تُؤَمِّنُ منه أولياءك... إنا لله وإنا إليه راجعون".
وقال عنه الدكتور وصفي عاشور: "ما أهونَ الدنيا على الله التي يغادرنا فيها هؤلاء العمالقة العلماء العباد الزهاد، نشهد أن العلامة أسامة عبد العظيم كان عالما بحرا، أصوليا متفردا، زاهدا مشفقا، عابدا قانتا، لم يرهبه سيف السلطان ولا ذهبه، ظل بعيدا عن الأضواء، وبعيدا عن الأعراض الدنيوية الفانية حتى لقي الله صابرا راضيا محتسبا... اللهم ارحم عبدك أسامة عبد العظيم، بقدر ما عبدك، وبقدر ما قنت بين يديك، وبقدر ما علم العلم، وترك من مؤلفات، وبقدر ما دعاك، وبقدر ما وقف بين يديك والناس نيام، يا رب العالمين ويا أرحم الراحمين. اللهم لا تفتنا بعده، ولا تحرمنا أجره، واغفر لنا وله، وعوضنا والأمة والعلم والعلماء عنه خيرا".
وذكره الداعية الشيخ هاني حلمي: "ولشيخنا تلامذة كثر منتشرون في أرجاء العالم الإسلامي، وكان له تأثير عميق في نفوسهم، حيث يمكنك أن تميزهم بسهولة، ولو كانوا بين المئات من الناس، وذلك بسمتهم الذي اكتسبوه من شيخهم والذي يظهر تأدبهم وورعهم وحفظهم لكتاب الله والاعتناء البليغ بحفظه وتلاوته وتعظيمه، وكذلك تعظيمهم لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمواظبة على الأذكار النبوية إلى جانب المقت الشديد للجدل والمراء والخوض في أعراض الناس والاشتغال بما لا يعني ومجافاة أهل الابتداع والشبهات بلا هوادة".
وذكره الشيخ محمد حسين يعقوب بالقول: "ماتَ الليلةَ سيدُنا وإمَامُنا وكبيرُنا وعَالمنا الحَبَر الصَّالح والعَلَم الشَّامِخ فضيلة الشيخ أُسامة عبد العظيم".
اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله، وارزقه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
اقرأ: الاتحاد يعزي في العلامة الشيخ أسامة محمد عبدالعظيم أستاذ أصول الفقه المتفرغ بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر.