البحث

التفاصيل

الصلاة نظافة وتجمُّل

الصلاة نظافة وتجمُّل

 

اقتباسات من كتاب " فقه الصلاة" للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله)

الحلقة: الرابعة

 

إن الصلاة في الإسلام ليست عبادة روحية فقط، إنها نظافة وتطهر، وتزيُّن وتجمُّل، اشترط الله لها تطهير الثوب والبدن، والمكان من كل خَبَث مستقذر، وأوجب التطهر بالغسل والوضوء، فمفتاح الجنة الصلاة، ومفتاح الصلاة الطهور: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} [المائدة:6].

لقد اعتبر المسلمون النظافة من الإيمان، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لأمته: "الطهور شطر الإيمان". وأثنى القرآن على أهل مسجد قباء أو المسجد النبوي، لحرصهم على التنظُّف والتطهر، فقال تعالى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة:108].

وقد أمر المسلم أن يأخذ زينته للصلاة، ويذهب إلى المسجد طيِّبَ الرائحة، حسنَ الملبس، مجتنبًا لكل ما يؤذي إخوانه، ومن ذلك أكل الفجل والكراث ونحوها، والروائح الكريهة أو الثياب المستقذرة، كما استحب له أن يتسوَّك عند كل صلاة: "السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب". وسن له يوم الجمعة أن يغتسل ويتطيب ويلبس أحسن ما عنده، ولا يمضي إلى المسجد في ثياب مهنته.

وهكذا كان المسلمون الأولون يفعلون.

كان الحسن إذا قام إلى الصلاة لبس أجود ثيابه، فسُئل عن ذلك، فقال: إن الله جميل يحبُّ الجمال، فأحبُّ أن أتجمَّل لربي. وهو تعالى يقول: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف:31].

هذا على حين كان القِسِّيسون والرهبان في العصور الوسطى بأوروبا، يعدون الإهمال والقذارة من وسائل القُربة إلى الله، والنظافة والتجمل من عمل الشيطان، حتى إنَّ راهبَا أثنى على آخر فقال: يرحمه الله، لقد عاش طول عمره ولم يقترف إثم غسْل الرِّجلين!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*هذه الحلقة مقتبسة من كتاب "فقه الصلاة" " لمؤلفه الشيخ العلاّمة يوسف القرضاوي – رحمه الله





التالي
طالبة كولومبية ومواطن مولدوفي يعتنقان الإسلام في تركيا
السابق
إثيوبيا: نعاه الاتحاد وشيّعه الآلاف.. الشيخ آدم أحمد حمرو 80 عاما في نشر علوم الشريعة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع