البحث

التفاصيل

عيادة المريض فرصة لمواساته ونصحه

عيادة المريض فرصة لمواساته ونصحه

بقلم: الأستاذ بن سالم باهشام

(خطبة الجمعة)

 

عباد الله، لقد ابتعثنا الله لنكون دعاة لا قضاة، فبدل أن نقتصر على وصف الواقع، ونشتكي من تفشي الغناء الماجن، والأفلام الساقطة، ونحكم على المغنيين والمغنيات بالفسق والفجور، ونتجادل على مدى مشروعية الترحم على اليهودي والنصراني والملحد الذي مات بين ظهرانينا، يجب أن نبحث عن العلاج لأمراضنا الاجتماعية، وننتهز فرصة مرض هؤلاء إذا كانوا ببلدنا قصد عيادتهم وتذكيرهم بالله، وتبليغ رسالة الله لهم بالرحمة واللين، ودعوتهم إلى التوبة، وبعث الأمل في نفوسهم.

عباد الله، ذكرت هذا، لأنه حزّ في نفسي مغنية بلغت من الكبر عتيا، وأصيبت هذه الأيام بالسرطان، وتوالت عليها الزيارات من قبل الفنانين والممثلين والفكاهيين من زملائها، وقد نشرت وسائل الإعلام صور تلك الزيارات، وتمنيت لو تمت زيارة عالم من علماء ذلك البلد لتلك المرأة المريضة التي هي في أمس الحاجة إلى من يذكرها بالله، ويبعث فيها الأمل، أو واعظ أو خطيب أو أحد أعضاء المجلس العلمي أو أحد أفراد الحركات الإسلامية، أو التيارات الدينية، ممن يرفعون شعار اتباع الكتاب والسنة، فها هو الكتاب والسنة يدعوان لعيادة المريض، كان مسلما أو كافرا، مطيعا أو عاصيا، فأين المستجيب؟ وأين المطبق؟ وأين الملتزم بالكتاب والسنة حقا لا ادعاء؟، وما هذه النصيحة، إلا لكون الفرصة ما زالت متاحة وسانحة لانتهازها؛ كلٌّ في بلده، والوقوف بجانب ذلك المريض، لعل الهداية والتوبة تكون على يد ذلك الزائر أو تلك الزائرة.

عباد الله، إن المرء حين يلزم الفراش، ذكرا كان أو أنثى، مسلما كان أو كافرا، مطيعا كان أو عاصيا، غنيا كان أو فقيرا، وتصيبه العلل، وتنهكه الأدواء، فإنه يكون في أمس الحاجة إلى الزيارة قصد مواساته وتوجيهه ونصحه وبعث الأمل فيه، وتكون للزيارة أثرٌ بالغٌ ، ومدلولٌ عميقٌ، على مدى التعاطف والمواساة التي يقدّمها الزائر لمريضه، مما يساهم في تقوية الروابط بين المريض والزائر، وإذا كانت النفوس قد جُبلت على حبّ من أحسن إليها، وأظهر اهتمامه بها، فإنّ هذه المحبّة تتعاظم في أحوال الضعف البشري عندما يكون الشخص طريح الفراش.

لهذا السبب – عباد الله – حرص النبي – صلى الله عليه وسلم – على زيارة المرضى وتفقّد أحوالهم، بل جعل ذلك من حقوق المسلمين المكفولة في الشرع، روى البخاري في صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: "حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ – وذكر منها – …وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ…". [أخرجه البخاري (1/418، رقم 1183)]

 

عباد الله، لقد عمل النبي – صلى الله عليه وسلم – على ترسيخ مبدأ عيادة المريض في نفوس أصحابه رضي الله عنهم من خلال ذكر الفضائل العظيمة التي يجنيها المسلم إذا زار أخاه المريض، أو أختها المريضة، فمن ذلك ما رواه البييهقي في السنن الكبرى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى لَيْلَى قَالَ : جَاءَ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِىُّ يَعُودُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ لَهُ عَلِىٌّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ : أَعَائِدًا جِئْتَ أَمْ شَامِتًا، فَقَالَ : بَلْ عَائِدًا، فَقَالَ عَلِىٌّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ : فَإِنْ كُنْتَ جِئْتَ عَائِدًا، فَإِنّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ : *إِذَا أَتَى الرَّجُلُ أَخَاهُ يَعُودُهُ، مَشَى فِي خِرَافَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسَ، فَإِذَا جَلَسَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ، فَإِنْ كَانَ غُدْوَةً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمَسِىَ، وَإِنْ كَانَ عَشِيًّا، صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ* [السنن الكبرى للبيهقي، وفي ذيله الجوهر النقي (3/ 380) ح 6823].

وروى الترمذي في سننه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رَسُول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “مَنْ عَادَ مَرِيضاً أَوْ زَارَ أخاً لَهُ في الله ، نَادَاهُ مُنَادٍ : بِأنْ طِبْتَ ، وَطَابَ مَمْشَاكَ ، وَتَبَوَّأتَ مِنَ الجَنَّةِ مَنْزِلاً” [أخرجه الترمذي (4/365 ، رقم 2008)، وقال : حسن غريب، وذلك لضعف أبي سنان عيسى بن سنان، وابن ماجه (1/464 ، رقم 1443)] . وروى الترمذي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ”ما من عبد مسلم يعود مريضا لم يحضر أجله، فيقول سبع مرات: أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يشفيك ، إلا عوفي ” [أخرجه أحمد (1/239 ، رقم 2137) ، والترمذي (4/410 ، رقم 2083) وقال: حسن غريب، وللحديث أطراف منها : “ما من مسلم يعود مريضًا لم يحضر أجله”.

 

عباد الله، إن الأخبار في زيارة النبي – صلى الله عليه وسلم – للمرضى المسلمين والكفار كثيرة، فقد كان عليه الصلاة والسلام يتفقّد أحوال أصحابه رضي الله عنهم ويسأل عنهم، ويطمئن على صحّتهم، ويشملهم بالرعاية، ومن أولئك : سعد بن أبي وقاص، و زيد بن الأرقم، وجابر بن عبد الله، رضي الله عنهم أجمعين .

 

عباد الله، لم تكن زيارات الرسول – صلى الله عليه وسلم – مقتصرة على أصحابه الذين آمنوا به، بل امتدت الزيارة لتشمل غير المؤمنين، طمعاً في هدايتهم، لهذا لا حرج شرعاً من عيادة المريض الكافر، بل تشرع إذا كان الغرض منها تأليف قلبه، ودعوته إلى الإسلام، فقد روى البخاري في صحيحه، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: “أنَّ غُلَامًا مِنَ اليَهُودِ كَانَ يَخدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِندَ رَأسِهِ، فَقَالَ: أَسلِم. فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِندَ رَأسِهِ، فَقَالَ لَه: أَطِع أَبَا القَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ. فَأَسلَمَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: الحَمدُ لِلَّهِ الذِي أَنقَذَهُ مِنَ النَّارِ، [رواه البخاري(ح 1356)]، فها هو سيد الخلق، وحبيب الحق صلى الله عليه وسلم، لم تمنعه مكانته من عيادة غلام يهودي كان يعمل عنده خادماً، فقد مرض الغلام مرضاً شديداً، فظلّ النبي – صلى الله عليه وسلم – يزوره ويتعاهده، حتى إذا شارف على الموت، عاده وجلس عند رأسه، ثم دعاه إلى الإسلام، فنظر الغلام إلى أبيه متسائلاً، فقال له : أطع أبا القاسم، فأسلم، ثم فاضت روحه، فخرج النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو يقول: *الحمد لله الذي أنقذه من النار”” ، وفي صحيح البخاري ومسلم أنه صلى الله عليه وسلم عاد عمه أبا طالب لما حضرته الوفاة، ودعاه إلى الإسلام، وروى ابن أبي شيبة في مصنفه أن أبا الدرداء رضي الله عنه ، عاد جاراً له يهودياً. وقد سئل ابن تيمية رحمه الله عن عيادة المريض النصراني، فقال: ”وأما عيادته فلا بأس بها، فإنه قد يكون في ذلك مصلحة لتأليفه على الإسلام”.

عباد الله، إذا كان الإسلام قد شرع عيادة المريض مطلقا، وأكد على تحديد الهدف منها، فإنه جعل لكل عمل تعبدي آدابا، وسيرة النبي – صلى الله عليه وسلم – تطلعنا على هديه النبوي في زيارة المرضى، إذ كان عليه الصلاة والسلام إذا سمع بمرض أحد، بادر إلى زيارته والوقوف بجانبه، وتلبية رغباته واحتياجاته، ثم الدعاء له بالشفاء، وتكفير الذنوب إن كان مسلما، ودعوته للإسلام إن كان غير ذلك، ومن دعائه – صلى الله عليه وسلم – ، ما رواه مسلم في صحيحه عن عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا عَادَ مَرِيضًا مَسَحَ وَجْهَهُ وَصَدْرَهُ، أَوْ قَالَ مَسَحَ عَلَى صَدْرِهِ وَقَالَ :*أَذْهِبِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ شِفَاءً لاَ يُغادِرُ سَقَمًا* [أخرجه مسلم (4/1722، رقم 2191)].

وإذا احتاج المريض إلى رقية بادر عليه الصلاة والسلام إليها، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما، عن عائشة رضي الله عنها : أنَّ النَّبيَّ – صلى الله عليه وسلم – ، كَانَ إِذَا اشْتَكى الإنْسَانُ الشَّيْءَ مِنْهُ، أَوْ كَانَتْ بِهِ قَرْحَةٌ أَوْ جُرْحٌ ، قَالَ النَّبيُّ – صلى الله عليه وسلم – بِأُصْبُعِهِ هكَذا – وَوَضَعَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَة الرَّاوي سَبَّابَتَهُ بِالأَرْضِ ثُمَّ رَفَعَها – وقال: “بِسمِ اللهِ، تُرْبَةُ أرْضِنَا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا، يُشْفَى بِهِ سَقِيمُنَا، بإذْنِ رَبِّنَا” [أخرجه البخاري 7/172 ( 5745 )، ومسلم 7/17 ( 2194 ) ( 54 )] . ومعنى الحديث: (أنَّه يأخذ من ريق نفسه على أصبعه السبابة، ثم يضعها على التراب، فيعلق بها منه شيء، فيمسح به على الموضع العليل أو الجريح قائلاً الكلام) [النووي 7/358 (2195)]. وربما صبّ عليه الصلاة والسلام على بعضهم من ماء وضوئه المبارك، فيشفى بإذن الله، كما فعل مع جابر بن عبد الله رضي الله عنه.

ومن السنن القولية التي كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يخفّف بها عن المرضى، تذكيرهم بالأجر الذي يلقاه العبد المبتلى، للتخفيف من معاناتهم، وتربيتهم على الصبر واحتساب الأجر، ومن جملة هذه السنن قوله – صلى الله عليه وسلم – فيما رواه أحمد ، والترمذي، وقال : حسن صحيح، وغيرهما، عن سعد بن أبى وقاص رضي الله عنه ، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “فما يبرح البلاء بالعبد حتى يَتْرُكَهُ يمشي على الأرض وما عليه خَطِيئَةٌ” [أخرجه أحمد (1/172، رقم 1481)، والترمذي (4/601، رقم 2398) وقال : حسن صحيح ]، والبلاء، هو الاخْتِبار بالخير ليتَبَيَّن الشُّكر، وبالشَّر ليظْهر الصَّبْر، وقوله – صلى الله عليه وسلم – فيما رواه أحمد في المسند، عن أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “مَا مِنْ عَبْدٍ يَبْتَلِيهِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِبَلَاءٍ فِي جَسَدِهِ، إِلَّا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمَلَكِ: اكْتُبْ لَهُ صَالِحَ عَمَلِهِ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ، فَإِنْ شَفَاهُ اللَّهُ غَسَلَهُ وَطَهَّرَهُ، وَإِنْ قَبَضَهُ غَفَرَ لَهُ وَرَحِمَهُ، [مسند أحمد ط الرسالة (21/ 150) ح 13501، وهذا حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، أبو ربيعة- وهو سنان بن ربيعة- حسن الحديث في المتابعات والشواهد. وهو مكرر (12503)] .، والابتلاء، هو الاختبار والامتحان بالخير أو الشر، و روى مسلم في صحيحه، عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- دَخَلَ عَلَى أُمِّ السَّائِبِ، أَوْ أُمِّ الْمُسَيَّبِ، وَهِىَ تُزَفْزِفُ، فَقَالَ : “مَا لَكِ يَا أُمَّ السَّائِبِ ». أَوْ:«يَا أُمَّ الْمُسَيَّبِ». قَالَتِ: الْحُمَّى لاَ بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا. فَقَالَ: لاَ تَسُبِّى الْحُمَّى فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ”””. [أخرجه مسلم (4/1993، رقم 2575)].

ومن ذلك أيضاً، إرشاده عليه الصلاة والسلام إلى التداوي بأنواع العلاجات المختلفة التي يعرفها، كالحثّ على الحجامة، ووضع الماء البارد على المحموم، والإرشاد إلى العلاج بالعسل والحبة السوداء، وغير ذلك من العلاجات المباحة غير المحرّمة التي يشملها قوله – صلى الله عليه وسلم – فيما رواه أحمد ، وأبو داود ، والترمذي وقال: – حسن صحيح – والنسائي : “يا عباد الله تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً فى الأرض إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم” [أخرجه أحمد (4/278 ، رقم 18478) ، وأبو داود (4/3 ، رقم 3855) ، والترمذي (4/383 رقم 2038) وقال : حسن صحيح . والنسائي في الكبرى (4/368 رقم 7553)]

عباد الله، في كل هذه الزيارات النبوية للمرضى، لم يكن عليه الصلاة والسلام يُغفل جانب التذكير والنصح بما يناسب المقام، فمرّةً يذكّر بحق الأقرباء في الإرث، وينهى عن الوصية بما يزيد عن الثلث – كما فعل مع سعد بن أبي وقاص – ، ومرة يشير إلى أهمية اجتماع الخوف والرجاء في مرض الموت، كما حصل عند احتضار أحد الصحابة، وثالثة ينهى عن تمنّي الموت وضرورة الاستعداد للقاء الله، كما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه.

عباد الله، ننتقل من هنالك إلى هنا، لنرى نموذجا من الأثر الفعال في عيادة المريض ولو كان كافرا، فهذه امرأة مغربية على سبيل المثال لا الحصر، في بلاد الغرب، لاحظت أن جارتها الكافرة لم تعد تخرج من شقتها، فزارتها في بيتها، ووجدتها في حالة مزرية، إذ لا قريب ولا حبيب ولا صديق يزورها، والمرض أنهكها، فقالت لها المرأة المغربية المسلمة، يا جارتي؛ إنه في ديننا الإسلامي، كلمات قرآنية من كلام ربنا، نقرأها على المريض فيشفى بإذن الله، فقالت لها الجارة المريضة الكافرة: قبل القراءة، أنا في أمس الحاجة إلى من يسقيني ماء، فسقتها حتى ارتوت، فقالت لها: أأقرا عليك الآن؟، فقالت لها: قبل أن تقرئي علي، أنا في حاجة إلى طعام، فتوجهت إلى بيتها وأحضرت لها الطعام وأطعمتها، فاستأذنتها لقراءة بعض سور القرآن عليها، فقالت لها المرأة الكافرة: القرآن الذي تريدين قراءته علي قد شاهدته في حسن تصرفاتك، أخبريني ماذا أفعل لاعتناق دينكم، فلقنتها الشهادتين، وحسن إسلامها بحسن تصرفات جارتها ، هذا هو الهدي النبوي الصحيح.

عباد الله، هكذا ضرب لنا الرسول عليه الصلاة والسلام أعظم الأسوة في أهمية كسب القلوب وانتهاز الفرص المختلفة في دعوة الناس وهدايتهم، لعل مغاليق القلوب تفتح أبوابها للهدى والحق، فنحن دعاة لا قضاة، ننتهز الفرص السانحة للإرشاد والتوجيه، والنصح بالحسنى، بدل التبديع والتفسيق والتكفير، فلأن يهدي الله على يديك رجلا واحدا خير مما طلعت عليه الشمس. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.





السابق
الاحتلال يهدم قرية العراقيب في النقب للمرة 209

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع