الرابط المختصر :
نجاح دولة قطر نجاح للأمة العربية والإسلامية
بقلم: د. علي الصلابي
الأمين المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
مُبارك لدولة قطر قيادةً وشعباً هذا الإنجاز والنجاح التاريخي
حظيت دولة قطر بمكانة عالمية مرموقة، ومنزلة في قلوب الشعوب لا توصف، وسطرت اسمها بأحرف من ماء الذهب والمسك في التاريخ المعاصر، بعد نجاحها الاستثنائي الذي حققته في تنظيم واحتضان والإشراف على أهم حدث رياضي في تاريخ العالم "كأس العالم"؛ كفاءة إدارية وتنظيمية عالية، وكرم ضيافة، وحفاوة رسمية وشعبية غير مسبوقة من الدول المضيفة لهذه البطولة، وحرص قيادتها الراسخ على تمثيل هوية الأمة العربية والإسلامية، فغدت مثالاً يُحتذى به في النجاح والازدهار والإبهار والنهوض والتقدم.
في مونديال كأس العالم، سجلت دولة قطر نقاطاً وأهدافاً عديدة ومهمة تركت بصمتها واضحة، فانتصارها كان انتصاراً ثقافياً وقيمياً وأيديولوجياً على مستوى تاريخ كؤوس العالم منذ عام 1930 وحتى الآن. وعلى الرغم من كل المحاولات الشيطانية للنيل من هذه الدولة المضيافة، ومحاولة تشويه سمعتها أمام الضيوف والوافدين من أركان العالم، والعمل على اختراقها ثقافياً، وتدمير ثوابتها الإسلامية لفرض وترسيخ مفاهيم الشذوذ والانحلال والقذارة، إلا أن مونديال قطر تحول إلى كرنفال رياضي مبهر – بفضل الله وتوفيقه – ومن ثم التخطيط والدقة والإدارة والمسؤولية العالية من حكومة قطر، واستطاعت قطر أن تغيّر الصورة النمطية للعرب والمسلمين والتي حاول الغرب تشويهها على مر السنين، والحد من خطاب الكراهية أو التشكيك في قدرة المسلمين على الحضور والإنجاز والتألق، وكذلك التخلص من مقولات الضعف والانكسار والتثبيط. وفضلاً عن هذا كله، نقل المونديال قضية فلسطين وقضايا وآمال العرب والمسلمين لواجهة الأحداث، وغدت محور اهتمام عالمي حتى أن الأرجنتينين في فرحتهم بالبطولة رفعوا أعلام فلسطين في الشوارع والأسواق القطرية.
الهزائم المتتالية والذل والهوان والخزي الذي لحق بدعاة المث.لية وأعداء الفطرة الإنسانية السليمة، وإعلاء المثل والأخلاق السامية لأبناء أمتنا من الكرم والطيبة والأمان وحسن المعاملة، وتعزيز القيم التربوية من برّ الوالدين، وسجود الشكر لله في الملاعب، والدعوة إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة من طرف فرق الدعاة الذين حققوا بشكل غير معلن، نجاحات باهرة وملموسة هذه هي الغنيمة الشتوية في مونديال قطر.
وأخيراً: اختتم المونديال الكروي بتميز عالمي في طريقة تتويج البطل بلباس البشت العربي وفي اليوم الوطني لدولة قطر، وهو ما عبَّر بشكل أو بآخر عن هوية الدولة المضيفة، وتمسكها بالقيم الراقية، ونشر الفضيلة ومعاني المحبة والسلام والأمان والخير بين أبناء الإنسانية.
والشكر والاحترام والتقدير لدولة قطر أميراً وحكومةً وشعباً.
والحمد لله رب العالمين