(من الآداب التي يستحب للمؤدن أن يتأدب بها)
اقتباسات من كتاب "فقه الصلاة" للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله)
الحلقة: السابعة والعشرون
هناك آداب يستحب للمؤذِّن أن يتأدب بها:
1- أن يكون على وضوء وطهارة، ذلك أن الأذان ذكر لله تعالى، فيستحبُّ له الطهارة والوضوء.
2- أن يؤذن على موضع عالٍ؛ لأنه أبلغ في الصوت، وقد وُفِّق المسلمون بعد ذلك لإنشاء «المآذن» و«المنائر» في المساجد ليؤذِّنوا من فوقها، فيصل صوت المؤذن إلى أفق واسع.
وبعد أن اختُرع مكبِّر الصوت، لم يعد الناس في حاجة إلى صعود المؤذن المئذنة، ولكنها بقيت معلَمًا من معالم المدن الإسلامية، ومن دلائل الحضارة الإسلامية، ومن جماليات العمارة الإسلامية.
3- أن يؤذِّن قائمًا مستقبل القبلة، قال ابن المنذر: «أجمعوا على أن القيام في الأذان سنَّة؛ لأنه أبلغ في السماع، وجاء في حديث أبي قتادة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال: "قم فأذن"». ولأن مؤذِّني النبي صلى الله عليه وسلم، كانوا يؤذِّنون مستقبلي القبلة، ولأن فيه مناجاة فيتوجَّه إلى القبلة.
5- وأن يلتفت برأسه وعنقه وصدره جهة اليمين عند قول: "حي على الصلاة"، وجهة اليسار عند قوله: "حي على الفلاح"، ويجعل أصبعه في أذنه، لحديث أبي جحيفة، أنه رأى بلالًا رضي الله عنه يؤذِّن، قال: فجعلتُّ أتتبَّع فاه هاهنا، وهاهنا، وأصبعه في أذنيه.
6-وأن يكون المؤذِّن حسن الصوت، لحديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه: "فقم مع بلال، فألقِ عليه ما رأيتَ فليؤذِّن به، فإنه أندى صوتًا منك".
7-وأن يبتغي بأذانه وجه الله تعالى، لحديث عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال: يا رسول الله، اجعلني إمام قومي. فقال: "أنت أمامهم، واقتدِ بأضعفهم، واتَّخذ مؤذِّنا لا يأخذ على أذانه أجرًا". وأما إعطاء رواتب للمؤذنين من بيت مال المسلمين، فلا حرج فيه؛ لأن بيت المال وضع لمصالح المسلمين، والأذان والإقامة من مصالح المسلمين، وخصوصًا إذا تبيَّن أن الاعتماد على الاحتساب والتطوع قد لا يعطل إقامة الشعائر على وجهها وفي وقتها.
8-أن يؤذن مسترسلًا، ويفصل بين كلِّ جملتين من الأذان بسكتة مناسبة؛ لأن الترسل أبلغ في الإعلام.
هذه الحلقة مقتبسة من كتاب فقه الصلاة للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله) صص 73-7