البحث

التفاصيل

كم بين الأذان والإقامة؟

(كم بين الأذان والإقامة؟)

اقتباسات من كتاب " فقه الصلاة" للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله)

الحلقة: الثلاثون

 

الأذان شُرِع للإعلام بدخول وقت الصلاة، فلا بد من تقدير وقت بين الأذان والإقامة يتَّسع للتأهُّب للصلاة وحضورها، وإلا ضاعت فائدة النداء، وفاتت صلاةُ الجماعة كثيرٌ من المريدين لها، وقد ترجم الإمام البخاري رحمه الله: باب كم بين الأذان والإقامة؟ وذكر فيه حديث عبد الله بن مغفَّل رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "بين كلِّ أذانين صلاة، بين كلِّ أذانين صلاة". ثم قال في الثالثة: "لمَن شاء". أي: بين الأذان والإقامة. إشارة إلى انتظار قدر ما يتنفل المتنفل بين الأذان والإقامة.

قال ابن بطال: ولا حدَّ لذلك غير تمكُّن دخول الوقت واجتماع المصلِّين.

ومن المستحب ألا يعجِّل بالإقامة حتى يأمر بها الإمام، فإن بلالًا كان يستأذن النبي صلي الله عليه وسلم، وإذا تأخَّر الإمام تأخُّرا بيِّنا، جاز أن يتقدَّم بعض الحاضرين فيصلِّي بالناس، لحديث المغيرة بن شعبة أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك، قال المغيرة: فتبرَّز رسول الله صلى الله عليه وسلم قِبَلَ الغائط، فحملت معه إداوة قبل صلاة الفجر، فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي، أخذت أهريق على يديه من الإداوة، وغسل يديه ثلاث مرات، ثم غسل وجهه، ثم ذهب يخرج جبته عن ذراعيه، فضاق كُمَّا جُبَّته، فأدخل يديه في الجُبَّة، حتى أخرج ذراعيه من أسفل الجبة، وغسل ذراعيه إلى المرفقين، ثم توضَّأ على خفيه، ثم أقبل، قال المغيرة: فأقبلت معه، حتى نجد الناس قد قدموا عبد الرحمن بن عوف، فصلَّى لهم، فأدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى الركعتين، فصلَّى مع الناس الركعة الآخرة، فلما سلم عبد الرحمن بن عوف قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يتم صلاته، فأفزع ذلك المسلمين، فأكثروا التسبيح، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته، أقبل عليهم، ثم قال: "أحسنتم" أو قال: "قد أصبتم" يغبطهم أن صلوا الصلاة لوقتها.

هذه الحلقة مقتبسة من كتاب فقه الصلاة للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله) صص 78-79





التالي
قوانين الأسرة بين إصرار الدولة وثبات المشيخة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع