(ما تدرك به الجماعة)

اقتباسات من كتاب " فقه الصلاة" للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله)

 

 

الحلقة: الثامنة و الثلاثون

 

ربيع الآخر 1444ه/ نوفمبر 2022م

 

تدرك الجماعة بإدراك جزء من الصلاة مع الإمام، وإن كان الجلسة الأخيرة قبل السلام؛ لأن من أدرك آخر الشيء فقد أدركه، ولأنه لو لم يدرك فضل الجماعة بذلك لمُنِعَ من الاقتداء؛ لأنه يكون حينئذ زيادة بلا فائدة، لكن ثوابه يكون دون ثواب من أدركها من أولها.

وهذا مذهب الحنفية والحنابلة، والصحيح عند الشافعية، وهو قول ابن يونس وابن رشد من المالكية، واستدلوا على ما ذهبوا إليه بما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أقيمت الصلاة، فلا تأتوها وأنتم تسعَوْن، ولكن ائتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا".

ومقابل الصحيح عند الشافعية - وهو قول خليل والدردير وابن الحاجب من المالكية - لا تدرك فضيلة الجماعة إلا بإدراك ركعة كاملة؛ لأن الصلاة كلها ركعة مكررة، "مَن أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة".

وفي رواية النسائي: "فقد أدرك الصلاة كلَّها". ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: "فقد أدرك الصلاة كلَّها"، أي أدرك ثواب الجماعة كلَّه.

هذه الحلقة مقتبسة من كتاب فقه الصلاة للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله) صص90-89