البحث

التفاصيل

البيان الختامي للاجتماع السادس لمجلس الأمناء للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في دورته الخامسة المنعقد في اسطنبول يومي 6-7 رجب 1444هـ الموافقين 28-29 يناير 2023م.

الرابط المختصر :

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 البيان الختامي للاجتماع السادس لمجلس الأمناء للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

في دورته الخامسة المنعقد في اسطنبول يومي 6-7 رجب 1444هـ الموافقين 28-29 يناير 2023م.

 

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد،،

 

فقد انعقد بفضل الله تعالى الاجتماع السادس لمجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في دورته الخامسة بإسطنبول يومي 6-7 رجب 1443هـ الموافقين 28-29 يناير 2023م برئاسة رئيس الاتحاد فضيلة الدكتور حبيب سالم سقاف الجفري، وحضور نوابه، وفضيلة الأمين العام ومساعديه، وأعضائه، وقد تدارس المجلس العديد من القضايا الداخلية للاتحاد والقضايا ذات الأولوية في اهتمامه ، وبعض القضايا المتعلقة بأوضاع الأمة الإسلامية، وفي خاتمة جلساته أقر المجلس البيان الآتي:

 

أولا ـ يعبر المجلس عن ارتياحه لما تم تنفيذه من إنجازات تندرج ضمن خطة الاتحاد، ويدعو إلى مواصلة هذا النهج  باستكمال ما لم يتم تنفيذه، حيث تعزز فاعلية الاتحاد ومؤسسيَّته وتطوره باستصحاب مواجهة التحديات الكبيرة التي تمر بها الأمة والعالم، واعتماد أولويات المرحلة القادمة التي تشكل من الاتحاد مرجعية علمية شرعية ومنهجية فاعلة مؤسسية مجددة.

ثانياً:  أقر المجلس الخطة التشغيلية للفترة المتبقية من هذه الدورة، والاستعدادات اللازمةَ للجمعية العموميةِ المقبلة مِن اللوائح  التنظيمية وغيرها، و تقاريرَ فروع الاتحاد وأنشطتها ومتابعتها، واستعرض أهم الأعمال للاتحاد والزيارات الدبلوماسية التي قام بها الاتحاد، والبيانات والتصريحات التي أصدرها، ويدعو الجميع إلى المزيد من بذل الجهد في توعية الأمة وتصحيح مفاهيمها  واستنهاض إرادتها في سبيل التنمية الشاملة، وذلك من خلال الترشيد الدعوي والتجديد الفكري والاجتهاد العلمي في القضايا المستجدة والإصلاح لطوارئ الخلل عليها والإسهام قدر المستطاع في حل المشاكل الناشبة فيها.

وفي سبيل تحقيق هذا الأمر وأهداف الاتحاد يوجه المجلس الرسائل الآتية :

1/ رسالة إلى العلماء : تأكيد مسؤولية العلماء – باعتبارهم ورثة الأنبياء -  في البيان العلمي الشرعي والفتوى الصحيحة والإرشاد إلى الخير والنفع، والحفاظ على ثوابت الإسلام العقدية والشرعية والأخلاقية والحضارية بما يسهم في بناء الأوطان وتوحيد الأمة والنهوض الحضاري وإقامة العدل والحق، وتعظيم حرمة الدماء والأعراض والأموال، والعمل على معالجة أسباب الفرقة الدينية أوالوطنية أوالإنسانية وترسيخ قيم التعاون و الانفتاح وتعزيز المشترك لما فيه مصالح الشعوب والأمم والدول.

 

2/ رسالة إلى الشعوب المسلمة: بدعوتهم إلى الوحدة والنهضة الشاملة والأخوة والتكافل الاجتماعي، والسعي إلى الإصلاح بالمنهج السلمي وفي الإطار الجمعي بروافده العلمية والمؤسسية وضرورة تحمل المسؤولية في القيام بالواجبات التنموية والتربوية والأخلاقية والمجتمعية.

 

3/ رسالة إلى الحكومات: يدعو الاتحاد الحكومات إلى المصالحة الحقيقية والشاملة مع شعوبهم على قاعدة العدل والحرية والكرامة، وتحقيق التضامن والتكافل الاقتصادي ومعالجة آثار الفقر والبطالة والتضخم من منطلق المبادئ الاسلامية والسيادة الوطنية والمسؤولية الشرعية والقانونية للحكم .

كما يدعو إلى احترام العلماء والمؤسسات العلمائية وتأمين دورهم الإيجابي في التوعية والتربية والتوحيد والتجديد، ويؤكد على وجوب إطلاق سراح العلماء والدعاة والمفكرين والإعلاميين وسائر المظلومين الذين يسجنون بغير حق في أي بلد.

 

4/ رسالة إلى النخب: يتوجه المجلس إلى النخب العلمية والثقافية والحقوقية والمجتمعية والإعلامية والرياضية بضرورة العمل على تنمية الإنسان وتعمير الأوطان وحماية القيم الأخلاقية والثوابت الإسلامية، والتنبيه إلى فداحة بعض التجاوزات الخطيرة  لبعض النخبة ، ومنها التشكيك في القيم والثوابت، والتحريض على العلماء والمفكرين والدعاة والمجددين، وتوجيه التهم للأفراد والهيئات، وترذيل مسارات الإصلاح الإيجابي والتغيير السلمي، وهو ما يؤدي إلى بث روح اليأس  والإحباط في نفوس الشباب بالخصوص، وتعاظم أسباب الاحتقان والتوتر وبوادر الانقسام والتفرق، وهو ما قد يؤدي إلى تغذية الغلو والإرهاب

5/ رسالة إلى العالم: يدعو المجلس دول العالم وشعوبه ومنظماته إلى تعزيز قيم العدل والحق والتعايش السلمي والشراكة الحقيقية لتنمية العالم وعمارة الأرض بما يرضي الخالق سبحانه ويحقق الخير للبشرية قاطبة وإلى احترام الشعوب وخصوصياتها الثقافية والوقوف مع المظلومين والمحرومين من الناس كافة، ويدعو شرفاء العالم وأحراره إلى مضاعفة الجهود لمعالجة القضايا الإنسانية، ورعاية المضطهدين في أوطانهم وأقواتهم وأبدانهم وحرياتهم، ولإزالة الاحتلال وآثاره، وبخاصة في القدس الشريف، وفلسطين كلها، كما يدعو المجلس الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية لإصدار قانون بتحريم الإساءات نحو الأديان والرموز، والمقدسات، لأنها تهدد السلم الدولي والتعايش الإنساني، وتصنع الإرهاب، ويطالب الجميع بحظر نشر الكراهية والعنصرية، ويؤكد الاتحاد إدانته للإساءات المتكررة للإسلام ورموزه.

 

6/ ويدعو المجلس جميع مكونات الأمة ومنظمة التعاون الإسلامي إلى بذل أقصى الجهود المادية والمعنوية في نصرة قضاياها وأولوياتها، وعلى رأس ذلك قضية فلسطين المحتلة والقدس السليب، والتصدي لتهويد القدس والاستيطان والتهجير القسري والتنكيل بالأحرار في سجون الاحتلال في ظل مخالفات صريحة للشرائع السماوية والمعاهدات الدولية، وضرورة الإقرار بحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه، ودعوة الأمة للقيام بواجبها نحو المسجد الأقصى والقدس الشريف.

وكذلك يدعو إلى العناية بالشعبين العظيمين اليمني والسوري بكل الوسائل المتاحة لتحقيق أهدافهما المشروعة، كما يدعو المجلس إلى التصدي لما تعانيه بعض الشعوب والجماعات من اضطهاد وتنكيل ولا سيما شعب الروهينغا الذي تعرض وما زال يتعرض للتهجير والقتل . كما يطالب الحكومةَ الصينية بأن تتيح لمواطنيها من مسلمي الصين وتركستان الشرقية كافةَ حقوقهم الإنسانية التي تكفلها الشرائع الإلهية والقوانين العالمية من حرية ممارسة الشعائر وحرية التنقل والتعبير عن الرأي، والتوقف الفوري عن الاضطهاد القومي والديني، ويطالب الحكومة الهندية الحالية بالكف عن أي قانون أو ممارسة عنصرية ضد المسلمين وغيرهم في الهند، كما يطالب الهند وباكستان بحلّ مشاكلهما سلمياً وحل قضية كشمير حسب القرارات الدولية، كما يطالب الاتحاد الإمارة الإسلامية الأفغانية أن تكون قدوة في الحكم الرشيد العادل، والشورى الشاملة للجميع، والتركيز على النهوض بالشعب الأفغاني العظيم علميا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا.

ويؤكد المجلس أن الأمة رغم التحديات والجراحات، فإنها بما تختزنه من مقومات القوة المعنوية والقيم الإسلامية والإرادة الحضارية والشواهد التاريخية موعودة بتجاوز العسر قال تعالى: "إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا"، وأن تسهم بفاعلية في بناء الحضارة الإنسانية استفادة من الكسب الإنساني العام وإضافة للقيم والمبادئ التي تعالج المشاكل التي تعاني منها الإنسانية فتكون شاهدة على الناس (  وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ )البقرة 143.

 

ثالثاً: التأكيد على مشاركة المرأة وفق الضوابط الشرعية، ومشاركتها الفاعلة العلمية والعملية والحضارية في جميع جوانب الحياة.

رابعاً: يطالب الاتحادُ الجماعات والجمعيات والتجمعات بالقيام بواجب إحياء فقه المراجعات للتجارب الدعوية والاجتهادات العملية؛ فإن الأمة تمر بمنعطف خطير وتحول كبير لا يُقبَل معه الوقوف عند الماضي دون نظر إلى التقييم والتقويم والمراجعة؛ استهداءً بدروس الماضي، ووعيا بالحاضر، وإعدادا للمستقبل، وإلا فسنة الاستبدال قائمة، وسنن الله لا تحابي أحدا: "فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا) } فاطر 43{

 

خامساً: يدعو الاتحاد أعضاءه كافة إلى القيام بدورهم في فروعهم وأقطارهم، نشراً للإسلام، وتحصينا للشباب، وتعزيزا للأمن والسلم الاجتماعيين؛ فإن الشعوب تتعلق بعلمائها وتتطلع إليهم، وعلى العلماء أن يقوموا بمهمتهم أمام الله، وأن يكونوا عند حسن ظن شعوبهم.

 

وفي الختام يٌقدم المجلس شكره لهذا البلد العزيز تركيا رئيساً وحكومة وشعباً على مواقفه المشرفة نصرةً لكتاب الله ولقضايا الأمة وكل من يقف مع الحق، ولجمعية الأماد رئيساً وأعضاءً على قيامهم بحق الضيافة والشكر موصول لكل من أسهم في تذليل انعقاد اجتماع مجلس الأمناء، والله ولي التوفيق، والحمد لله رب العالمين.

 

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

اسطنبول يومي 7-8 رجب 1444هـ الموافقين 28-29 يناير 2023م.


: الأوسمة



السابق
آثار توحيد الله في الحياة

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع