البحث

التفاصيل

كيف نستقبل رمضان ؟

كيف نستقبل رمضان ؟

بقلم: د. رامي عياصرة

 

في السؤال المتكرر المعتاد: كيف نستقبل رمضان ؟

وكيف نعيشه مختلفا عن غيره من الأيام والرمضانات قبله؟

اشتغلوا على أعمال القلوب، فأعمال الجوارح نتائجٌ لأعمال القلوب، وأعمال الظاهر انعكاس لأعمال الباطن.

وإنما تعظم الأجور بفعل ما وقر في القلب من ايمان ويقين.

وكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش.

بعد أن ختمنا فقه الصيام للجوارح (مبطلاته ومفطراته وسننه و اركانه وآدابه) علينا بفقه مقاصد الصيام وأثره على تزكية النفس، وطهارة القلب، والانغماس في الطاعة، وذوق حلاوة القرب والمناجاة ، واستشعار استجابة الدعاء ومضاعفة الأجور . والعيش مع القرآن العظيم مبنى ومعنى، أمراً ونهيا، عبارة واشارة، منطوقاً ومفهوماً، نصّاً واقتضاء، تكليفاً وتدبيراً.

ليكن لنا في هذا الشهر وقفات وتجليات ، ونظرات واشراقات ، واوقات وخلوات ، منجاة وتمنيات، وقوف على الباب بالتذلل والمسكنة، وإظهاراً للفقر وشدّة الاحتياج .. قف على الاعتاب ولا تبرح الباب قبل أن يُفتح، فليس لك غيره ملجأ وموئلا لتقصده.. هو وحده دون سواه .

فاذا هاجمتك في رحلة الحياة المخاوف والهموم، فما عليك في هذا الشهر الكريم سوى جعل الهموم هماً واحدا، ليكفيك مولاك كل ما أهمّك، وما لم يهمك.

عُد الى نفسك ، وتفقّد قلبك، وداوي جراح روحك، ورمم ما احدثته الأيام في جدار ذاتك بدواء الالتجاء الى الله وطلب العون منه والمدد.

اسجد واقترب .. وتلذذ بهذا القرب والحضور والشهود.

ما أوحش الدنيا لولا مناجاة المولى.

وما ابشع الحياة لولا حضور التجليات.

اجعل لنفسك في شهر رمضان اوقات تعيش فيها مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وكأنك تراه، وتجالسه، وتحادثه، وتسمع كلامه الزكي الندي، وكأنك تعيش معه سيرته العطرة.

وتذكّر أن أم معبد ليست بأولى منك في تعداد اوصافه.

وان أبا هريرة ليس بأجدر منك في ملازمة بابه.

وان ابن الزبير ليس بأجرأ منك في احتواء بعض اجزائه.

وأن جعفر وان كان اشبهه خَلقاً، فانت تقدر أن تجعل نفسك شبيهه خُلقا.

أكثر من ذكره وتذكّره، واستشعار فضله وتفضّله، واجعل جزءاً من أورادك للصلاة عليه، وتعداد مناقبه، فهو صاحب الفضل عليك بعد الله خالقه، لا يتقدم عليه ولد ولا والد، ولا حاضر ولا غائب، ولا صغير ولا كبير.

 خير الأنام وارحمهم، وسيد المرسلين وأكرمهم، وشفيع الخلق وقائدهم، صاحب المقام المحمود، والحوض المورود ، واللواء المعقود، والدعوة المستجابة. صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

اللهم بلغنا رمضان، واجعلنا فيه من المقبولين.

وردنا اللهم إليك فيه رداً جميلا.

واجعلنا فيه ممن صفا قلبه، وزكت نفسه، وقُبل صومه، واستجيبت دعوته.

واجعل إلهي رمضان هذا بداية الفرج وأول المدد لأمة حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم.

اللهم آمين آمين





التالي
كيف تفسر آية؟ الخطوات السبع لتفسير آية
السابق
علماء فلسطين ينظمون وقفة بعنوان "المقاومة حق مشروع والأقصى مسجدنا الطاهر"

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع