الرابط المختصر :
مع الداعية الشيخ نعمة الله (1)
من هو الشيخ نعمة الله[1] ؟
بقلم: الدكتور صالح مهدي السامرائي
شيخ تركي الأصل والنشأة، قضى خمسة عشر عاماً مجاوراً في المدينة المنورة، وخمسة عشر سنة في مكة المكرمة إماماً لمسجد النور عند جبل حراء، وقبلها مؤذناً في مسجد السلطان أحمد في اسطنبول أكبر مسجد فيها وإماماً في عدة مساجد.
تتلمذ على الكثير من العلماء المعاصرين للسلطان عبد الحميد رحمه الله. زار أكثر من خمسين بلداً داعية إلى الله، أخرج المئات من رواد الخمارات في أوربا إلى المساجد وأدخل عشرين ألف مصحف في الصين عام 1981، بموافقة الحكومة الصينية، وزار سيبيريا وما حولها في روسيا ثلاث مرات بثوبه الأبيض ودرجة الحرارة أربعين تحت الصفر.
لقد أقام معي في اليابان أربعة عشر عاماً يدور البلد من شماله إلى جنوبه، ينشئ المساجد ويحولها إلى مدارس وأدخل المئات بل الآلاف من اليابانيين في الإسلام بدعوة "لا إله إلا الله". يوزع كراسة التعريف بالإسلام يومياً بالمئات ويحث المسلمين على عمل ذلك. ويستقبل الناس في مركزنا الإسلامي من الصباح إلى المساء، وفي الليل يسيح في مساجد طوكيو العديدة ويأخذ الناس على حسابه بالتاكسيات لصلاة الفجر في مسجد طوكيو المركزي.
سكنه المساجد والمصليات، لا نعطيه راتب ولو قرشاً واحداً. لا يغتاب أحداً ولا ينم على أحد ولا يعادي أحد. يجمع الأمة الإسلامية كلها، يحبه الجميع ولو كان هؤلاء لا يرتاحون لبعضهم البعض. ولا يدعو على أحد ودعوته ((اللهم أهد من هو عدو للإسلام وأقلب عداوته إلى نصرة الإسـلام مثل سيدنا عمر وخالد وعكرمة)).
يصدق عليه قول المصريين ((رجل ابتاع ربنا))
وها إني وقد صاحبته السنين العديدة وهضمت طريقته في الدعوة وتعرفت على شخصيته عن قرب أكتب بعض الحلقات عنه آملاً أن تكون في سيرته قدوة للشباب المسلم في كل مكان، راجياً من الله العفو والأجر ((إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت))، وأن يثيبني عما أكتبه عن هذا الرجل.. والله من وراء القصد.
[1] نعمة الله خليل إبراهيم يورت، الذي توفي عن عمر يناهز 90 عاماً بسبب قصور في القلب خلال تلقيه العلاج في أحد مستشفيات إسطنبول، السبت 31 يوليو/تموز 2021