البحث

التفاصيل

فضائل العشر الأواخر من رمضان

الرابط المختصر :

فضائل العشر الأواخر من رمضان

بقلم: د. رجاء محمد صالح أحمد

عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

 

علامات ليلة القدر والحكمة من إخفائها

هذه الليلة سمحة، طلقة، بلجة، منيرة، معتدلة، تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع فيها، سالمة من الشيطان والعذاب.

تتنزل الملائكة فيها إلي الأرض أكثر مما تتنزل في بقية ايام السنة، حتي تكون في هذه الليلة أكثر من عدد الحصي علي هذه الأرض ، يكثر فيها قول: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا)، ومن قامها ايماناً بثوابها وفضلها واحتساباً للأجر الوارد فيها غفر له ما تقدم من ذنبه ، فيجمع العبد بين التصديق بالوعد والطلب للأجر ليحصل له هذا ، فالأعمال الصالحة لا تقبل الا مع الاحتساب وصدق النيات.

وفي هذه الليلة من الليالي ينبغي أن تتحري وقد اخفاها الله تعالي لنجتهد في العبادة كل الليالي العشر ولعل العبد أن يصيبها، فيما ينافي الحكمة الإلهية في إخفاء ليلة القدر.

قال الحافظ ابن حجر رحمة الله ، في فتح الباري (٤-٣١٥) (قال العلماء: الحكمة من إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في إلتماسها بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصر عليها).

وقال الرازي رحمه الله في تفسيره الكبير: أنه تعالي اخفي هذه الليلة لوجوه:

١/ أنه تعالي أخفاها كما أخفي سائر الأشياء، فإنه أخفي رضاه في الطاعات حتى يرغبوا في الكل، وأخفي غضبه في المعاصي ليحترزوا عن الكل، وأخفي وليّه بين الناس حتي يعظم الكل، وأخفي الإجابة في الدعاء ليبالغوا في كل الدعوات، وأخفي الاسم الأعظم ليعظموا كل الأسماء، وأخفى الصلاة الوسطى ليحافظوا على الكل، وأخفى قبول التوبة ليواظب المكلف على جميع أقسام التوبة، وأخفى وقت الموت ليخاف المكلف..

هكذا أخفي هذه الليلة ليعظموا جميع ليالي رمضان.

٢/ كأنه تعالى يقول لو عينت "ليلة القدر" وأنا أعلم ببتجاسركم على المعصية، فربما دعتك الشهوة في تلك الليلة إلى المعصية فكانت معصيتك مع علمك أشد من معصيتك لا مع علمك، فلهذا السبب إخفائها عليك.

فكانه يقول إذا علمت ليلة القدر فإن أطعت فيها الكسب ثواب ألف شهر، وإن عصيت فيها الكسب عقاب ألف شهر، دفع العقاب إولى من جانب الثواب.

٣/ كأنه يقول تعالى أخفيت هذه الليلة حتى يجتهد المكلف في طلبها ليكسب ثواب الإجتهاد.

٤/ أن العبد إذا لم يستيقن ليلة القدر إنه يجتهد بالطاعة في جميع ليالي رمضان على رجاء إنه ربما كانت هذه الليلة ليلة القدر.

وفي هذه الليلة يباهي الله تعالى بها ملائكته ويقول: كنتم تقولون فيهم فاسدين ويسفكون الدماء، فهذا أجره اجتهاده في هذه الليلة المظنونة، فكيف لو جعلتها معلومة له، فحينئذ يظهر سر قوله تعالي: ( إني أعلم ما لا تعلمون ) البقرة ٣٠.

وفي الحقيقة على أن الإنسان يهتم بما طلبه الله تعالى منه، وهو العبادة في هذا الشهر عامة، والمزيد منها في العشر الأواخر خاصة، فالعامل هو الذي يشتغل بما طُلِب منه ولا يصرف وقته فيما طوي عنه ويضع نصب عينيه دائماً إن لم يُغفر له في رمضان فمتي يُغفر له؟

اللهم أعنا علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

اللهم بلغنا ليلة القدر واجعل لنا نصيباً فيها

اللهم ردنا إلى ديارنا سالمين واغفر لنا ولجميع المسلمين

اللهم احفظ اولادنا وبارك فيهم واجعلهم ممن يعبدونك على الوجه الذي تحبه

اللهم نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى

اللهم نسألك علماً نافعاً وعملاً متقبلاً ولك الحمد والشكر على ما نعمت علينا

اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين  إنك حميد مجيد

سبحانك رب العزة على ما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..





السابق
العشر الأواخر.. شفاء للأرواح بقلم د.خالد حنفي

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع