البحث

التفاصيل

الضاري: الثّورة الحالية هي ثورة المظلومين في العراق ضد حاكم مستبدٍ

الرابط المختصر :

 

 

 

 

 

 

دعا الشيخ الدكتور (حارث الضاري) عضو مجلس الأمناء في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والامين العام لهيئة علماء المسلمين، العراقيين الاصلاء الى العمل وبكل الوسائل الممكنة لإنهاء العملية السياسية الحالية الفاسدة التي تُعد أساس المشاكل والازمات التي يعيشها العراق الجريح منذ ابتلائه بالاحتلال الغاشم عام 2003.

 واكد الشيخ (الضاري) في رسالة مفتوحة وجهها اليوم الى الشعب العراقي بمناسبة الذكرى الـ(94) لثورة العشرين الخالدة، ضرورة توحيد جهود كل العراقيين المخلصين لدينهم ووطنهم بهدف تصحيح الأوضاع الشاذة في هذا البلد والتي لم يُعد السكوت عليها ممكناً، بعد أن تمادى الساسة في فسادهم وإجرامهم واستخفافهم بدماء الناس وكرامتهم .. موضحا ان رفض الظلم عن الناس من أية حكومة حق مكفول لأي مظلوم شرعاً وقانوناً.

 وقال: يجب على كل العراقيين الغيورين على دينهم ووطنهم وكرامتهم، شرعياً ووطنياً وإنسانياً، مساندة الثوار الذين ثاروا من أجل رفع الظلم عن جميع المظلومين في العراق، واستعادة الحقوق الشرعية المسلوبة، والوقوف إلى جانبهم وعدم خذلانهم، أو التشكيك في نواياهم .. مطالبا بمراعاة حرمة دماء العراقيين بكل فئاتهم وانتماءاتهم، وعدم العدوان على أحد منهم لأي سبب كان، ما لم يعتد على غيره.

 وجدد الشيخ (الضاري) تأكيده بإنّ الثّورة الحالية هي ثورة المظلومين والمستضعفين في العراق ضد حاكم ظالمٍ مستبدٍ أعماه الحقد وأطغاه الغرور الزّائف بالقوة، وهي ليست موجهةً ضد أيّة فئةٍ أو جهةٍ من أبناء الشّعب العراقي .. مشددا على ان الظلم والحيف الذي يتعرض له العراقيون منذ أكثر من عشر سنوات على يد الاحتلال الأمريكي وحكوماته المتعاقبة، ولاسيما حكومة (المالكي) تجاوز كلّ الحدود، بعد ان  صمّ المالكي أذنيه واستجاب لإرادة الشّرِّ والحقد الذي عُرِفَ به وجُبِلَ عليه حتى وصلت الأمور إلى ما هي عليه الآن.

 واعرب الامين العام للهيئة عن اسفه الشديد للفتاوى الطّائفية التّحريضية وغير المسؤولة التي صدرت من بعض المراجع، والتي تسهم في تأجيج الفتنة بين أبناء الشّعب الواحد والدين الواحد والجسد الواحد، لانها فتاوى تقف إلى جانب الحاكم الظالم ضد المظلوم، وتتعارض مع نهي الله تعالى عن ذلك .. مشيرا الى ان التّحشيد الطّائفيّ الذي تقوم به الحكومة الحالية وحلفاؤها من الخارج يراد به الشّر للعراق وشعبه وليس لحماية المقدسات كما تدّعي، لان ذريعة حماية هذه الأماكن تعد غطاءً لإشعال نارِ الفتنة بين العراقيين، وترمي الى القضاء على التّعايش الأخوي فيما بينهم لصالح الأعداء والطامعين في هذا البلد.

 واشاد الشيخ (الضاري) في رسالته، بالمواقف الشّجاعة والمسؤولة والأصوات الخيّرة التي صدرت من عدد من المرجعيات والشّخصيات السّياسية والعشائرية التي انتقدت فتاوى التّحريض على الفتنة، كما ثمن مواقف الذين لم يستجيبوا لهذه الفتاوى من ابناء الجنوب والوسط .. داعيا ابناء العراق الغيارى إلى الحرص على وحدة العراق أرضاً وشعباً والدفاع عنه، ولا سيما في هذا الوقت الذي كثر فيه القيل والقال عن الفدراليات والأقاليم التي تُعدّ الخطوات الأولى لتّقسيم العراق على أسسٍ طائفية أو عرقية مقيتة.

 وناشد الثّوار جميعاً بأنْ يستمرّوا على سمت التّسامح الذي عرفوا به منذ ان بدأت  الحرب المفروضة عليهم من قبل المالكي وأعوانه، وان يطلقوا سراح من يأسرونهم من القوات الحكومية، أو مَنْ يلقي السّلاح ولا يقاتلهم، وأنْ يحسنوا معاملتهم؛ وأن لا يلتفتوا إلى من يدعو إلى غير ذلك.

 وفي ختام الرسالة، خاطب الامين العام لهيئة علماء المسلمين العرب والمسلمين بقوله: إن إخوانكم في العراق، تقصفهم طائرات المالكي وبشار الأسد وإيران، وصواريخهم وأسلحتهم لا تستثني كبيراً ولا صغيراً، ولا داراً ولا عقاراً، فأين أنتم؟ وأين غيرتكم وأين رجولتكم؟ وأين شعوركم بالمسؤوليّة الأخويّة نحوهم؟ في الوقت الذي تملكون اكثر من خصومكم من القوة ووسائل الرّدع .. مباركا لابناء العراق الأوفياء المؤمنون جهادهم وصبرهم وثباتهم واصرارهم على المطالبة بما خرجوا من أجله رغم المعاناة والتضحيات والضغوط التي يواجهونها.

 وفي ما يأتي نص الرسالة:

رسالة مفتوحة إلى الشعب العراقي الكريم في ذكرى ثورة العشرين

قال الله تعالى: ( وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ) الشورى: 39.

 أبناء شعبنا العراقي الكريم:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تمرّ علينا اليوم الذكرى الرّابعة والتّسعون لثورة العشرين ثورة المجد والفخار، التي قام بها آباؤكم وأجدادكم من شمال العراق إلى جنوبه، بعد يأسهم من وعود الاحتلال بالخروج من العراق وتركه لأهله، وألحقوا بقواته خسائر كبيرةً في الرجال والمعدات، على الرغم مما كان لديه من الأسلحة الحديثة _في وقتها_ من الطائرات والمدرعات والمدافع الثقيلة وغيرها من الأسلحة الفتاكة، التي واجهها العراقيون الأصلاء بكلّ بسالةٍ وإقدامٍ دفاعاً عن دينهم ووطنهم وكرامتهم، وبالأسلحة الخفيفة من البنادق والأسلحة البيضاء: كالسيوف والرماح والفالات والخناجر وغيرها.

 وكان لعدد من المرجعيات وعلماء الدين دورٌ بارزٌ في إثارة حماس الثوار بالفتاوى الشرعية وبالرسائل التي كانوا يرسلونها إلى المدن وإلى القبائل في الأرياف، يوم أن كان العلماء ربانيين، وعلماء أمة صادقين، لا علماء أهواء ومصالح وسلاطين، كما هي حال الكثيرين منهم اليوم. كما كان لكثيرٍ من رؤساء القبائل، ولكثيرٍ من السياسيين الوطنيين دورٌ هامٌ ومؤثرٌ في حشد الثوار وقيادتهم في المعارك في الكثير من مدن العراق وقراه من شماله إلى جنوبه حيث وقف العراقيون جميعاً في وجه الاحتلال غير مبالين ببطشه، ولا متأثرين بأساليب مكره وخداعه، ومحاولاته الخبيثة لإيقاع الفتن الفئوية والطائفية فيما بينهم كما هي عادته، حتى أجبروه على الاستجابة لمطالبهم والخروج من العراق، وضربوا لنا مثلاً أعلى في وحدتهم وبطولاتهم وتضحياتهم، ودفاعهم عن دينهم ووطنهم، يفخر بها كلُّ عراقيٍّ حرٍّ شريفٍ.

 أيها العراقيون الأصلاء:

تأتي هذه الذكرى والعراق يمرّ بظروفٍ خطيرةٍ، حيث يشهد حرباً على مكوّنٍ رئيسٍ من مكوناته منذ ما يزيد على ستة أشهرٍ من قبل حكومة المالكي؛ لأنه طالب برفع الظلم الواقع عليه واستعادة حقوقه المسلوبة من قبل هذه الحكومة، وبدل أن تلبى هذه المطالب المشروعة؛ تم مقابلتها بالرفض والاتهامات الباطلة، والألفاظ النابية الرخيصة، ومواجهة المتظاهرين سلمياً بالحديد والنّار، حيث تم مهاجمة عددٍ من ساحات التّظاهر والاعتصام، وارتكبت فيها مجازر وحشية، شهد القاصي والدّاني بإجرامها ووحشيتها: كساحة الحويجة، وساحة مسجد سارية في بعقوبة، ومن قبلها ساحتا الموصل والفلوجة، وأخيراً هجومه على ساحة الرّمادي، بعد ما يزيد على عامٍ من المطالبات السّلمية، التي قُتِلَ فيها مَنْ قُتِل وجُرِحَ فيها مَنْ جُرِحَ، فدافع أهلها عن أنفسهم واستمرّت المواجهات حتى امتدت اليوم إلى مناطق كثيرةٍ من العراق؛ بسبب السياسات الاستبدادية الاجرامية الحاقدة لنوري المالكي، التي أدت إلى ما نحن فيه اليوم؛ لذا ينبغي الانتباه هنا إلى أمورٍ لا بد من إيضاحها والتركيز عليها:

 أولاً: إنّ الثّورة الحالية في عددٍ من مناطق العراق هي ثورةُ جزءٍ أصيلٍ من أبناء العراق وقع عليه الكثير من الظلم والحيف منذ أكثر من عشر سنين على يد الاحتلال الأمريكي وحكوماته المتعاقبة، ولاسيما حكومة الاحتلال الخامسة (حكومة المالكي) وهو ظلمٌ تجاوز كلّ الحدود وطال كلّ الحقوق والمقدسات لدى كلّ انسانٍ من الحياة إلى الشّرف وحتى الوجود، فضلاً عن باقي الحقوق الأخرى، وأصبح معلوماً لدى كلّ الشّرفاء من العراقيين ومن كلّ المكونات، ومنهم مَنْ نبّه إلى خطر هذا التّوجه وآثاره السيئة مشكوراً، ولكنّ المالكيّ صمّ أذنيه، واستجاب لإرادة الشّرِّ والحقد الذي عُرِفَ به وجُبِلَ عليه حتى وصل بالأمور إلى ما عليه الآن.
وعلى هذا فإنّ هذه الثّورة: هي ثورة المظلومين والمستضعفين في العراق ضد حاكم ظالمٍ مستبدٍ أعماه الحقد وأطغاه الغرور الزّائف بالقوة، وهي ثورةٌ لكلّ العراقيين ليست موجهةً ضد أيّة فئةٍ أو جهةٍ أخرى من أبناء الشّعب العراقي، وهي تسعى لأن يكون العراق لكلّ العراقيين كما كان على مدى القرون الماضية.

 ثانياً: إنّ الفتاوى الطّائفية التّحريضية من بعض المراجع للأسف الشّديد، تسهم في تأجيج الفتنة بين أبناء الشّعب الواحد والدّين الواحد والجسد الواحد، وهي فتاوى غير مسؤولةٍ، وتقف إلى جانب الحاكم الظالم ضد المظلوم، وتتعارض مع نهي الله تعالى عن ذلك بقوله ( وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ) هود: 113 ومع نهج آل البيت ومنهم الحسين عليه السّلام في مقاومة الظلم.

 ثالثاً: إنّ التّحشيد الطّائفيّ الذي تقوم به الحكومة وحلفاؤها من الخارج بدعوى حماية المقدسات؛ دعاوى يراد بها الشّر للعراق وشعبه لا حماية المقدسات؛ لأنّ المقدسات التي يعنونها: هي لكلِّ العراقيين بكلّ أطيافهم، وهي في حمايتهم منذ أنْ وجدت في العراق وإلى اليوم، ولم يعتدِ عليها إلّا من قبل الغزاة والمحتلين كما حصل من هولاكو وجيوشه الوحشية التي هدّمت بعضها وربطت خيولها ببعضها الآخر، وكما حصل من الانكليز في عشرينيات القرن الماضي، وكذلك الأمريكان وحلفاؤهم في احتلالهم للعراق، كما حدث في فتنة هدم المرقدين الشريفين في سامراء،  وفتنة التصفيات على الهوية عام 2006، وما بعده التي ذهب ضحيتها الآلاف من العراقيين الأبرياء، وأحدثت شرخاً -غير مسبوق- في التعايش المثالي للشعب العراقي، على مدى التأريخ؛ حيث اتهم عدد من المرجعيات الكبيرة جهة بعينها في الوقوف وراء هدم المرقدين دون التأكد من حقيقة الأمر، فحدث ما حدث، علماً أنه كان معلوماً لنا، ولغيرنا، ولبعض المراجع الشيعية الأخرى من كان يقف وراء ذلك، وهو الثالوث غير المقدس (إيران، وحكومة الجعفري، والأمريكان). وقد أعلنا ذلك مراراً في أكثر من مناسبة؛ لذا ينبغي لنا أن نكون أكثر وعياً بمخططات أعدائنا والسائرين في ركابهم؛ لنقي أنفسنا وشعبنا من مثل هذه المخططات الخطيرة. وعلى أيّة حالٍ؛ فلا ينبغي أن تكون الدعوة لحماية هذه الأماكن غطاءً لإشعال نارِ فتنةٍ بين العراقيين تدمّر العراق وأهله، وتقضي على التّعايش الأخوي فيما بينهم لصالح أعداء العراق والطامعين فيه.

 رابعاً: نشكر كلّ الأصوات الخيّرة والمواقف الشّجاعة والمسؤولة التي صدرت من عدد من المرجعيات والشّخصيات السّياسية والعشائرية التي انتقدت فتاوى التّحريض على الفتنة التي صدرت من مرجعيّة النّجف، سواء من أعلن ذلك، أو من يتّصل بنا معلناً استنكاره لها وعدم رضاه بها، كما نشكر كل إخواننا الذين لم يستجيبوا لهذه الفتاوى من الجنوب والوسط داعين للجميع بالتّوفيق والسّداد والحفظ من كلّ سوءٍ.

 خامساً: ندعو كلّ ابناء العراق الغيارى إلى الحرص على وحدة العراق والدفاع عنها أرضاً وشعباً، فمهما كانت الظروف والمتغيرات المزعومة، فقد ضحّى من أجلها الآباء والأجداد بأرواحهم وما يملكون ، وخاصةً في هذا الوقت الذي كثر فيه القيل والقال: عن الفدراليات والأقاليم، والتي تعدّ الخطوات الأولى للتّقسيم في نهاية الأمر، والشّاهد موجودٌ؛ لأنّ الدّراسات المعنيّة بها والواقع الحالي قد أثبتا أنّ الفدراليات والأقاليم التي تقوم على أسسٍ طائفيةٍ أو عرقيةٍ تؤدي في النّهاية إلى تقسيم البلد أو الدّولة التي تكون فيها، كما أنّ تقسيم العراق كما هو معلومٌ مشروعُ كلّ أعداء العراق الدّوليين والإقليميين، وهو مشروعٌ قديمٌ جديدٌ، وعلى هذا فإنّ كلّ مَنْ يطالب أو يدعو إليه من العراقيين شيعة وسنة، فإنّه يروّج لمشروع الأعداء في تقسيم العراق، فإن كان جاهلاً بخطورة ما يروّج له ويدعو إليه فليتوقف عن ذلك ويستغفر الله تعالى عما بدر منه، وإنْ كان عالماً بخطورة ما يدعو إليه شرعاً وقانوناً وواقعاً، حالاً ومستقبلاً، فعليه أن يتحمّل المسؤوليّة: الشّرعيّة والتّأريخيّة لدعوته هذه.

 سادساً:  ندعو الثّوار جميعاً وقد ثاروا على الظلم والظالمين، أنْ يستمرّوا على سمت التّسامح الذي عرفوا به من بداية هذه الحرب المفروضة عليهم من قبل المالكي وأعوانه: أولاً فيما بينهم، وثانياً فيما بينهم وبين خصومهم، وذلك بأنْ يطلقوا سراح من يأسرونهم منهم، أو مَنْ يلقي السّلاح ولا يقاتلهم، وأنْ يحسنوا معاملتهم؛ لأنّ هذا هو ما أمرنا به الإسلام، وأمر به رسوله عليه الصّلاة والسّلام، وأن لا يلتفتوا إلى من يدعو إلى غير ذلك.

 أيها العراقيون الغيارى

بعد ما تقدم كله ليس لنا أمام هذا الواقع وفي هذه المرحلة، إلا السعي الجاد لتحقيق الأمور الآتية:

أولاً: العمل وبكل الوسائل الممكنة؛ لإنهاء العملية السياسية بكل آلياتها ومنتجاتها الفاسدة، من الدستور وغيره؛ لأنها هي أساس المشاكل والمفقس الذي يخرج منه كل الساسة والحكام الفاشلين والفاسدين، وبدون ذلك سيبقى العراق يدور في فلك الفوضى والفساد والإجرام إلى ما لا نهاية.

ثانياً: ضرورة توحيد جهود كل العراقيين المخلصين لدينهم ووطنهم من شمال العراق إلى جنوبه؛ لتصحيح الأوضاع الشاذة فيه التي لم يعد السكوت عليها ممكناً، بعد أن تمادى الساسة في فسادهم وإجرامهم واستخفافهم بدماء الناس وكرامتهم.

ثالثاً: إن رفض الظلم الواقع على الناس، من أية حكومة،  حق مكفول لأي مظلوم شرعاً وقانوناً، أياً كان انتماؤه، ولا تتحمل أية جهة، أو مكوّن ظلم الظالم الذي ينتمي إليها، لقوله تعالى: ( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) الإسراء: 15. كما لا يجوز لها أن تقف إلى جانبه في ظلمه لقوله تعالى: ( وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ) هود: 113.

رابعاً: يجب على كل العراقيين الغيورين على دينهم ووطنهم وكرامتهم، شرعياً ووطنياً وإنسانياً، مساندة الثوار، الذين ثاروا من أجل رفع الظلم عن كل المظلومين في العراق، واستعادة الحقوق الشرعية المسلوبة، من كل العراقيين دون استثناء، والوقوف إلى جانبهم وعدم خذلانهم، أو التشكيك في نواياهم، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ... الحديث). مسلم

خامساً: ندعوكم إلى مراعاة حرمة دماء العراقيين بكل فئاتهم وانتماءاتهم، وعدم العدوان على أحد منهم لأي سبب كان، ما لم يعتد على غيره. لقوله تعالى: (  وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) البقرة: 190.

وقبل الختام؛ أقول للعرب والمسلمين: إن إخوانكم في العراق، تقصفهم طائرات المالكي وبشار الأسد وإيران، وصواريخهم وأسلحتهم المدمرة الأخرى لا يستثنون كبيراً ولا صغيراً، ولا رجلاً ولا امرأةً ولا داراً ولا عقاراً، فأين أنتم؟ أين غيرتكم وأين رجولتكم؟ وأين شعوركم بالمسؤوليّة الأخويّة نحوهم؟ في وقت أنتم والحمد لله تملكون اكثر من خصومكم من القوة ووسائل الرّدع عند الحاجة، نقول هذا للتذكير وإلّا فإنّ للعراق رباً يحميه، وله أبناءٌ أوفياءٌ مؤمنون بالله تعالى وبعدالة  قضيتهم ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) الأحزاب: 23.

 العراق اليوم،. ونبارك لهم جهادهم وصبرهم وثباتهم واستمرارهم على المطالبة بما خرجوا من أجله رغم المعاناة والتضحيات والضغوط التي يواجهونها، ونقول لهم: لقد حزتم شرفاً كبيراً، وضربتم مثلاً غير مسبوق في تاريخ العراق، وستجنون في نهاية الأمر ثمار جهودكم، بعون الله تعالى. فسيروا على بركة الله، والله يحفظكم ويرعاكم، ولن يتركم أعمالكم.

ولا يفوتنا في هذه المناسبة ـ أيضاً ـ أن نهنئكم والأمة الإسلامية؛ بشهر رمضان المبارك، سائلين المولى تعالى أن يتقبل منكم الصيام والقيام، وأن يكتب العزة والسؤدد لهذه الأمة، والخسران والهزيمة لأعدائها.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 حارث سليمان الضاري

الأمين العام لهيئة علماء المسلمين

الهيئة نت

 

 

 

 

 


: الأوسمة



التالي
الريسوني: إعلان «داعش» عن «دولة الخلافة» وهم وخرافة
السابق
القره داغي: ميثاق للعمل الإسلامي الموحد

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع