البحث

التفاصيل

"حزب ديمقراطيي السويد SD  يتعرض لانتقادات بعد تصريحات مسيئة للمسلمين"

"حزب ديمقراطيي السويد SD  يتعرض لانتقادات بعد تصريحات مسيئة للمسلمين"

تعرض حزب ديمقراطيي السويدSD لانتقادات حادة بعد تصريحات مسيئة للمسلمين من قبل رئيس لجنة العدل في البرلمان السويدي، "ريكارد يومسهوف"، ورئيس الحزب SD "جيمي أوكيسون".

وجاءت هذه التصريحات في أعقاب مقال للكاتبة السويدية "كريستينا باترينغ" التي انتقدت سياسة الحزب الذي ينشر ما يمكن أن يؤذي المسلمين، وقد تعرض كلامها لانتقادات شديدة.

وفي ردّ على ذلك، ألقى رئيس لجنة العدل في البرلمان السويدي، "ريكارد يومسهوف"، كلمة مسيئة للمسلمين، مما أثار غضب المجتمع الإسلامي في السويد.

وفيما بعد، قال رئيس الحزب SD "جيمي أوكيسون" كلمة أيضاً تعدّ صارخ على مبدأ عدم نشر الكراهية والتحريض بين فئات المجتمع، حيث أبدى صعوبته في رؤية كيف يمكن لمسلم ملتزم بالكامل أن يكون جزءا من المجتمع السويدي.

وجاءت هذه التصريحات في أعقاب عيد الفطر السعيد، وكان رئيس الوزراء السويدي "أولف كريسترسون" قد تهنئ المجتمع الإسلامي بالعيد في لفتة طيبة.

وأثارت تصريحات رئيس الحزب SD الجدل بين المواطنين المسلمين في السويد، حيث أنها تعد تهديداً لحقوقهم ومكانتهم في المجتمع السويدي،

ونبّه مراقبون إلى أنّ هذا الخطاب العنصري يمكن أن يسبب أضرارًا نفسية على المسلمين وبقية المواطنين، ويمكن أن ينتقص من حقوقهم المكفولة في الدستور السويدي.

ومع ذلك، قدّمت الكثير من الأفراد والمنظمات ردًّا على هذا الخطاب المؤذي، ودعوا إلى نقاش جاد ومسؤول حول معالم مستقبل السويد في ظل التحديات المتعددة التي تواجه المجتمع.

 

وهذا نص بيان منتدى الأئمة في الدول الإسكندنافية :

نصّ البيان في:

 الردّ على تصريحات رئيس لجنة العدل في البرلمان السويدي "ريكارد يومسهوف"،  ولاحقا كلمة رئيس الحزب SD المسيئة للمواطنين المسلمين 

بعد عيد الفطر السعيد، وفرحنا بتهنئة السيد رئيس الوزراء "أولف كريسترسون" لنا في لفتة طيبة، وكذلك السيدة "ماجدالينا أندرسون"، طالعتنا الصحف السويدية بمقال للقيادي في حزب ديموقراطيي السويدSD، "Richard Jomshof "، ردا على مقال للكاتبة السويدية المنصفة السيدة "كريستينا باترينغ"التي انتقدت فيه سياسة الحزب الذي دأب ممثلوه على نشر ما من شأنه إيذاء المسلمين، وقد كان كلامه تعرضا لأهم رمزا دينيا لنا وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يحبه ويتبعه ما يقرب من ملياري إنسان، وقد خلّف ذلك ردود فعل مشكورة.

واستمرار مثل هذا في موقعه بالبرلمان وإصراره على الإساءة إلى المواطنين السويديين المسلمين فيه تعدّ صارخ على مبدأ عدم نشر الكراهية والتحريض بين فئات المجتمع، وهذا يجعلنا نطالب بعدم بقائه على رأس اللجنة حيث يشعر المواطنون المسلمون بالقلق أن يستغل موقعه الحساس في الإساءة لهم ولحقوقهم.

إنّ ما يحصل قد يودي بنا إلى أيام عصيبة مررنا بها وغيرنا لا نريدها أن تتكرر من مثل حرق القرآن الكريم والرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم في الدانمرك.

لا يمانع مسلم ذو عقل حصيف من تقبل النقد العلمي الرصين، والتوجيه الهادف البعيد عن الانتقاص منه والتحريض عليه، وإيذاء مشاعره من خلال التعرض لرموزه الدينية؛كونه إنسانا من جانب، ويشكل مع غيره بعض فسيفساء مكونات المجتمع السويدي والأوروبي  الأساسية.

ونكرر هنا والسياق مماثل إعجابنا بالبيان الذي صدر عن الجمعية اليهودية في السويد التي استنكرت فيه إقحام حرق المصحف الشريف ضمن مفهوم حرية الرأي، واستذكرت بمناسبة ذلك ما جرى لهم أيام الحكم النازي؛ حيث اعتدي أولا على الكتب ثم وصل الأمر إلى حرق البشر.

إنّ فهم النصوص بسياقاتها، والاستناد في ذلك إلى أهل الاختصاص من العلماء كفيل بالحفاظ على الحريات و الأموال والأعراض و النساء و الدماء، يرفع الغطاء عمن يستخدم الدين لأغراض أحرى.

لقد وصل الأمر إلى أن يقول رئيس حزب SD  جيمي أوكيسون أنه يجد صعوبة في رؤية كيف يمكن لمسلم ملتزم بالكامل أن يكون جزءا من المجتمع السويدي، أي أنّ المسلم السويدي الملتزم بدينه لا مكان له في بلده، مع أنّه من نافلة القول أنّ البعض مسلم من أصول سويدية وأوروبية، وُلد ومات وهو  يعمل على هذه الأرض الطيبة، ولا يعلم بأنّ أبناءه غير مرحب بهم من قبل "جيمي أوكيسون".

وأقول ل"جيمي" إنّ الكثير ممن تقصدهم زملاء لك في البرلمان ويشتغلون في كل مناحي الحياة المختلفة، ولهم أبناء كبروا وترعرعوا على أنّ ليس لهم إلا هذا البلد الذي هاجر إليه آباؤهم للعيش بسلام، وينعمون فيه بدفء الأمن، في أجواء من الحرية افتقدوها في بلادهم.

ومن تسامح المسلمين دخولهم مكة المكرمة سلما، وعفو رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أعدائه تماما مثلما فعل صلاح الدين الأيوبي بعد ذلك عندما دخل بيت المقدس.

إن أغلب البلاد المسلمة ذات الأعداد الكبيرة دخل أهلها الإسلام من غير حرب ولا قتال مثل دول شرق آسيا.

والاستفادة مما عندهم لبناء مجتمع متعدد الثقافات لا محو ثقافتهم، وعلى الذين يقصدون بكلامهم فئة معينة أن يكفوا عن ذلك لكونه تمييزا وعنصرية.

إننا ومن خلال استشراف المستقبل لا يسعنا إلا التحذير من هذا الخطاب؛ لما له من أثر نفسي سيء على المسلمين وبقية المواطنين، والانتقاص من حقوقهم التي كفلها لهم الدستور السويدي في مقدمة لما قد يؤدي لاستعدائهم والتعرض لهم بالأذى.

وفي الوقت نفسه أصبحنا نسمع التساؤلات التي منها؛ إلى أين تسير السويد؟ وهل من يسيّر دفة الحكم يعلم إلى أين سيوصل البلاد؟ فلا صورة السويد بقيت كما كانت، ولا بقي عند من ولد بها ثقة في أن يبني مستقبله فيها. وهي أسئلة ما زالت قائمة إلى اليوم، والرد عليها بكل مسؤولية وموضوعية كفيل بتنوير الرأي العام السويدي.

وفي الختام نقول؛ من الوفاء الجميل إسداء الشكر لكل من تصدى لهذه الطروحات المؤذية لمشاعرنا، والتي تزعزع نفوس أبنائنا، والأمل لا زال معقودا بالمسؤولين أن ينطلق نقاش جاد ومسؤول حول معالم مستقبل السويد في ظل التحديات المتعددة التي تواجه المجتمع، يضطلع بإدارته الأحزاب السياسية الجادة، الجامعات المتخصصة، النقابات العمالية، الاتحادات المختلفة، ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية.

حمى الله السويد لتبقى آمنة ثرية محبة للخير قائمة على العدل والمساواة، مساندة للمظلومين في العالم وملاذا لهم، يشعر فيها الجميع بالانتماء إليها، ويحرصون على رفعتها وتقدمها، ولتعود كما كانت أيام أولف بالمة وكارل بيلت وغيرهم من الأكابر.

وكالات....





التالي
الأمانة العامة تعقد اجتماعاً مميزاً مع رؤساء اللجان لمناقشة تقاريرهم وتوصياتهم في اجتماع عن بُعد
السابق
لماذا يختلف المسلمون في تحديد أعيادهم الدينية؟  (2)

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع