مغالطات رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي في موازين العلم وقواعد الإنصاف والعقل (8)
(خامس الخلفاء الراشدين الحسن بن علي وحرصه على حقن دماء المسلمين ووحدة الأمة)
بقلم: د. علي محمد الصلّابي
لم يُحدّثنا الوزير العراقي الأسبق نوري المالكي عن الفقه الكبير والمنهج الإصلاحي القويم، وحقيقية السيادة، والذي تجاوز بها إمام آل البيت والمسلمين في زمانه سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) تلك الأزمات والابتلاءات التي مرّت بها الأمة الإسلامية، وحرصه الشديد على حقن الدماء، ووحدة المسلمين ورغبته في ما عند الله سبحانه وتعالى. وهو سبط رسول الله ﷺ، وإمام عظيم من أئمة الإصلاح والحل والعقد والحكمة في أيام تنازع المسلمين، وفي خلافته التي توَّجها في عقد صلح تاريخي عام أعاد للمسلمين عِزهم وهيبتهم ومكانتهم، وتوسعهم، ونشر الإسلام في مناطق واسعة من العالم آنذاك.
ولذلك، رأيت أنه من المناسب في هذا المقام أن أُذكّر نفسي والإخوة القُراء من أبناء الأمة الإسلامية بهذا السيد العظيم الذي وصفه الرسول المصطفى ﷺ بالسيادة، وذلك في رواية الحسن البصري في قول رسول الله ﷺ: "ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين" (صحيح البخاري، رقم 2704) وانظر: (ابن حجر العسقلاني، 4/262).
إن منهج أهل البيت (رضوان الله عنهم) الذي تركوه للأمة، التمسك بكتاب الله وسنة رسول الله ﷺ، والحرص على حقن دماء المسلمين ووحدتهم ولمّ شملم، والرغبة في ما عند الله. ولعل من أوضح صفحات تاريخنا الإسلامي مرحلة وعصر خامس الخلفاء الراشدين الحسن بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، والذي قاد مشروعه الإصلاحي الكبير، والذي كُلل بنجاح مبهر، وسأتحدث في هذا المقال عن هذا المشروع الكبير الذي عمل عليه لتوحيد الأمة وحقن الدماء بين المسلمين (إن شاء الله)، فما هو مشروع الحسن بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) الإصلاح الذي توّج بتوحيد الأمة الإسلامية في زمانه؟ وما عوامل الصلح وشروطه ونتائجه كما رآها؟
أولاً: مشروع الحسن بن علي (رضي الله عنهما) الإصلاحي وتوحيد الأمة
كانت بيعة الحسن بن علي (رضي الله عنهما) في شهر رمضان من عام 40 هـ، وذلك بعد استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) على يد الخارجي عبد الرحمن بن ملجم المرادي، وقد اختار الناس الحسن بعد والده، ولم يعين أمير المؤمنين أحداً من بعده، فعن عبد الله بن سبع قال: سمعت علياً يقول: لتُخضبن هذه من هذا فما ينتظر بي الأشقى قالوا: يا أمير المؤمنين، فأخبرنا به نبير عترته، قال: إذن والله تقتلون بي غير قاتلي. قالوا: فاستخلف علينا، قال: لا، ولكن أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله ﷺ ، قالوا: فما تقول لربك إذا أتيته ؟ قال: أقول: اللهم تركتني فيهم ما بدا لك، ثم قبضتني إليك وأنت فيهم، فإن شئت أصلحتهم، وإن شئت أفسدتهم. وفي رواية: أقول: اللهم استخلفتني فيهم ما بدا لك، ثم قبضتني وتركتك فيهم (الطبقات، 3/35 ـ 38).
وبعد مقتل علي صلى عليه الحسن بن علي (رضي الله عنهما)، وكبَّر عليه أربع تكبيرات، ودفن بالكوفة، وكان أول من بايعـه قيس بـن سعد، قال له: ابسط يدك أبايعك على كتاب الله وسنة نبيه؛ وقتال المُحلِّين، فقال له الحسن (رضي الله عنه): على كتاب الله وسنة نبيه؛ فإن ذلك يأتي من وراء كل شرط: فبايعه وسكت، وبايعه الناس (تاريخ الطبري، 6/77).
وقد اشترط الحسن بن علي (رضي الله عنه) على أهل العراق عندما أرادوا بيعته فقال لهم: إنكم سامعون مطيعون، تسالمون من سالمت، وتحاربون من حاربت، وفي رواية قال لهم: والله لا أبايعكم إلا على ما أقول لكم، قالوا: ما هو؟ قال: تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت، وفي رواية ابن سعد: إن الحسن بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) بايع أهل العراق بعد علي على بيعتين، بايعهم على الإمرة، وبايعهم على أن يدخلوا فيما دخل فيه، ويرضوا بما رضي به (الطبقات، تحقيق محمد السلمي، 1/287، 286).
ويستفاد من الروايات السابقة: ابتداء الحسن (رضي الله عنه) في التمهيد للصلح فور استخلافه، وقد باشر الحسن بن علي (رضي الله عنه) سلطته كخليفة، فرتب العمال وأمّر الأمراء وجند الجنود وفرق العطايا، وزاد المقاتلة في العطاء مئة مئة فاكتسب بذلك رضاهم، وكان في وسعه أن يخوض حرباً لاهوادة فيها ضد معاوية (رضي الله عنه)، وكانت شخصيته الفذة من الناحية العسكرية، والأخلاقية، والسياسية، والدينية تساعده على ذلك مع وجود عوامل أخرى، كوجود قيس بن سعد بن عبادة، وعدي بن حاتم الطائي وغيرهم في صفه من الذين لهم من القدرات القيادية الشيء الكثير، إلا أن الحسن بن علي (رضي الله عنه) مال إلى السلم والصلح لحقن الدماء، وتوحيد الأمة، والرغبة فيما عند الله، وزهده في الملك ... وغير ذلك من الأسباب، وقد قاد الحسن بن علي (رضي الله عنه) مشروع الإصلاح الذي توّج بوحدة الأمة (تاريخ العراق في ظل الحكم الأموي، ص 67).
وقد تنازل الحسن بن علي (رضي الله عنه) من موقع قوة في سبيل الإصلاح، وجمع كلمة المسلمين، ولدينا دلائل تشيرُ إلى ذلك؛ ولعل من أبرزها:
1 ـ الشرعية التي كان يملكها الحسن بن علي (رضي الله عنه):
لقد اختير الحسن بن علي (رضي الله عنه) بعد والده اختياراً شورياً، وأصبح الخليفة الشرعي على الحجاز واليمن والعراق، وكل الأماكن التي كانت خاضعة لوالده، وقد استمر في خلافته
ستة أشهر، وتلك المدة تدخل ضمن الخلافة الراشدة التي أخبر عنها رسول الله ﷺ بأن مدتها ثلاثون سنة ثم تكون ملكاً، فقد روى الترمذي بإسناده إلى رسول الله ﷺ؛ حيث قال: «الخلافة في أمتي ثلاثون سنة، ثم ملك بعد ذلك» (سنن الترمذي مع شرحها تحفة الأحوذي، 6/397 ـ 395).
وقد علق ابن كثير على هذا الحديث فقال: إنما كملت الثلاثون بخلافة الحسن بن علي (رضي الله عنه)، فإنه نزل عن الخلافة لمعاوية في ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين، وذلك كمال ثلاثين سنة من موت رسول الله ﷺ؛ فإنه توفي في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة، وهذا من دلائل نبوة سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه وسلم تسليماً، وبذلك يكون الحسن بن علي (رضي الله عنه) خامس الخلفاء الراشدين (البداية والنهاية، 11/134).
وقد تحدث عن شرعية الحسن بن علي (رضي الله عنه) بالخلافة كثير من علماء أهل السنة؛ منهم: أبو بكر بن العربي، والقاضي عياض، وابن كثير، وشارح الطحاوية، والمناوي، وابن الحجر الهيثمي، ولو أراد الحسن (رضي الله عنه) أن يتعب معاوية (رضي الله عنه) بحكم أن الشرعية معه لأمكن ذلك، ولقام بترتيب حملة إعلامية منظمة في أوساط أهل الشام، لكسب ثقتهم أو على الأقل زعزعة موقف معاوية بينهم، فقد كان يملك قوةً معنويةً ونفوذاً روحياً لا يستهان به بحكم الشرعية التي يستند إليها، ولكونه حفيد الرسول ﷺ (أحكام القران، ابن العربي، 4/1720).
2 ـ تقييم الحسن بن علي (رضي الله عنه) للموقف وقدراته القيادية:
فعندما قال له نفير بن الحضرمي: إن الناس يزعمون أنك تريد الخلافة، فقال: كانت جماجم العرب بيدي يسالمون من سالمت، ويحاربون من حاربت، فتركتها ابتغاء وجه الله. فهذه شهادة الحسن (رضي الله عنه)، بأنه كان في وضع قوي، وبأن أتباعه على استعداد لمحاربة من يريد أو مسالمتهم. (البداية والنهاية، 11/206).
كما كان (رضي الله عنه) يملك من الملكات الخطابيـة والفصاحة البيانية، وصدق العاطفة وقوة التأثير والقرب من رسول الله ﷺ وإرادة الإصلاح مما يجعله أكثر قوة وتماسكاً، ودليلنا على ذلك: ما قام به من استنفار أهل الكوفة للخروج مع والده، وكان أبو موسى الأشعري (رضي الله عنه) قد ثبط الناس ونهاهم عن الخروج والقتال والفتنة، وأسمعهم ما سمعه من رسول الله ﷺ من التحذير من الاشتراك في الفتنة، فقد أرسل علي (رضي الله عنه) قبل الحسن محمد بن أبي بكر، ومحمـد بن جعفر، ولكنهما لم ينجحا في مهمتهما، وأرسل علي بعد ذلك هشام بن عقبة بن أبي وقاص، ففشل في مهمته لتأثير أبي موسى عليهم، وأتبعه علي بعبـد الله بن عباس، فأبطؤوا عليـه، فأتبعه بعمار بن ياسر والحسن، تاريخ الطبري (5/514).
وكان للحسن أثر واضح، فقد قام في الناس خطيباً وقال: أيها الناس، أجيبوا دعوة أميركم، وسيروا إلى إخوانكـم، فإنـه سيوجد لهذا الأمر من ينفر إليـه، والله لأن يليه أولو النهى أمثل في العاجلة وخير في العاقبة، فأجيبوا دعوتنا وأعينونا على ما ابتلينا به وابتليتم. ولبى كثير من أهل الكوفـة وخرجوا مع عمـار والحسن إلى علي ما بين الستة إلى سبعة آلاف رجل ولا ننسى أن أبا موسى الأشعري كان واليـاً على الكوفة ومن قيادات العراق المحبوبين من عهد عمر، وهو من هو في علمه وزهده ومكانته عنـد الناس، ومع ذلك فقد استطاع الحسن (رضي الله عنه) أن يكسب أهل الكوفة لصفه، وخرجوا معه (تاريخ الطبري، 5/514).
3 ـ وجود بعض القيادات الكبيرة في صفه:
كان معسكر الحسن بن علي فيه من القيادة الكبيرة، كأخيه الحسين، وابن عمه عبد الله بن جعفر، وقيس بن سعد بن عبادة ـ وهو من دهاة العرب ـ، وعدي بن حاتم وغيرهم (رضي الله عنهم)، فلو أراد الخلافة لأعطى المجال لقياداته للتحرك نحو تعبئة الناس والدخول في الحرب مع معاوية (رضي الله عنه)، وعلى الأقل يكون خليفة على دولته إلى حين.
4 ـ معرفته لنفسية أهل العراق:
كانت له قدرات خاصة في التعامل مع أهل العراق ومعرفة نفوسهم، ولذلك زاد لهم في العطاء منذ بداية خلافته، كما أن مهمته التي قادها في نجاح مشروعه الإصلاحي كانت أصعب من حربه لمعاوية (رضي الله عنه)، ومع ذلك تغلَّب على الكثير من العوائق التي واجهته، فقد حاولوا قتله، ورفض بعض الناس الصلح، وغير ذلك من العوائق، إلا أنه تغلب عليها كلها وحقق الأهداف التي رسمها من حقن الدماء، ووحدة الأمة، وأمن السبيل، وعودة حركة الفتوح ... إلخ؛ مما يدل على قدراته القيادية الفذّة.
5 ـ تقييم عمرو بن العاص ومعاوية لقوات الحسن (رضي الله عنهم):
فقد جاء في البخاري: استقبل والله الحسن بن علي معاوية (رضي الله عنهم) بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاص: إني أرى كتائب لا تُولي حتى تقتل أقرانها. فقال معاوية، وكان والله خير الرجلين،: أي عمرو، إن قتل هؤلاء من لي بأمور الناس ؟! من لي بنسائهم ؟! من لي بضيعتهم؟! فبعث إليه رجلين من قريش من بني عبد شمس - عبد الرحمن بن سمرة، وعبد الله بن عامر بن كريز - فقال: اذهبا إلى هذا الرجل فاعرضا عليه وقولا له، واطلبا إليه (البخاري، كتاب الصلح رقم 2704).
أ _ عمرو بن العاص (رضي الله عنه)؛ الصحابي الجليل، والقائد العسكري الشهير، والسياسي المحنك، والذي عركته الحروب يقول: إني أرى كتائب لا تولي حتى تقتل أقرانها.
ب _ معاوية (رضي الله عنه)؛ تقييمه للموقف العسكري بأنه لا يستطيع أحد أن ينتصر ويحقق حسماً عسكرياً إلا بعد خسائر فادحة للطرفين، ولا يستطيع معاوية حتى لو كان هو المنتصر أن يتحمل تركة الحرب من أرامل وأيتام وقتل خير المسلمين، وما يترتب على ذلك من مفاسد كبرى اجتماعية وسياسية واقتصادية وأخلاقية للأمة الإسلامية، ولذلك اختار معاوية شخصيتين كبيرتين من أصحاب رسول الله ﷺ ومن أصحاب النفوذ في المجتمع الإسلامي، ولهم حضور واحترام عند الحسن، وهما من قريش، فالشخصيتان اللتان أرسلهما معاوية (رضي الله عنه) تدل على حرصه على نجاح الصلح مع الحسن بأي ثمن ممكن، وقد ظل زمام الموقف بيد الحسن بن علي (رضي الله عنهما) ويد أنصاره، ولو لم يكن الحسن مرهوب الجانب لما احتاج معاوية (رضي الله عنه) إلى أن يفاوضه ويوافق على ما طلب من الشروط والضمانات، ولكان عرف ضعف جانب الحسن، وانحلال قوته عن طريق عيونه، ولدخل الكوفة من غير أن يكلف نفسه مفاوضة أحد أو ينزل على شروطه ومطالبه (دراسة في تاريخ خلفاء الدولة الأموية، ص 61).
ثانياً: مراحل الصلح وأسبابه ونتائجه
- أهم مراحل الصلح:
مر الصلح بمراحل؛ من أهمها: (مرويات خلافة معاوية في تاريخ الطبري ، ص. ص 126، 128، 156).
المرحلة الأولى: دعوة رسول الله ﷺ للحسن بأن يصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ، فتلك الدعوة المباركة دفعت الحسن رضي الله عنه إلى الإقدام على الصلح بكل ثقة وتصميم.
المرحلة الثانية: شرط البيعة الذي وضعـه الحسن رضي الله عنه أساساً لقبول مبايعة أهل العراق له، ذلك الشرط الذي نص على أنهم يسالمون من يسالم ويحاربون من يحارب.
المرحلة الثالثة: وقوع المحاولة الأولى لاغتيال الحسن رضي الله عنه بعد أن كشف عن نيته في الصلح مع معاوية رضي الله عنه، وهذه المحاولة يبدو أنها قد جرت بعد استخلافه بقليل.
المرحلة الرابعة: خروج الحسن بجيش العراق من الكوفة إلى المدائن ، وإرساله للقوة الضاربة من الجيش، وهي الخميس إلى مسكن بقيادة قيس بن سعد بن عبادة.
المرحلة الخامسة: خروج معاوية رضي الله عنه من الشام وتوجهه إلى العراق بعد أن وصل خبر خروج الحسن من الكوفة إلى المدائن بجيوشه.
المرحلة السادسة: تبادل الرسل بين الحسن و معاوية ، ووقوع الصلح بينهما رضوان الله عليهما.
المرحلة السابعة: محاولة اغتيال الحسن رضي الله عنه ، فبعد نجاح مفاوضات الصلح بين الحسن ومعاوية رضي الله عنهما، شرع الحسن رضي الله عنه في تهيئة نفوس أتباعه على تقبل الصلح الذي تم، فقام فيهم خطيباً ليبين لهم ما تم بينه وبين معاوية ، وفيما هو يخطب هجم عليه بعض عسكره محاولين قتله، لكن الله سبحانه وتعالى أنجاه كما أنجاه من قبل.
المرحلة الثامنة: تنازل الحسن بن علي عن الخلافة ، وتسليمه الأمر إلى معاوية رضوان الله عليهم أجمعين: بعد أن أنجى الله سبحانه وتعالى الحسن بن علي من الفتنة التي وقعت في معسكره ، ترك المدائن وسار إلى الكوفة ، وخطب في أهلها فقال: أما بعد فإن أكيس الكيس (العاقل) التُّقى ، وإن أحمق الحمق الفجور ، وإن هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية إما كان حقاً لي تركته لمعاوية إرادة إصلاح هذه الأمة وحقن دمائهم ، أو يكون حقاً كان لامرأى كان أحق به مني ، ففعلت ذلك ﴿وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ *﴾[الأنبياء:[111
- أهم أسباب ودوافع الصلح:
وأما أهم الأسباب والدوافع للصلح الذي تمَّ بين الحسن ومعاوية؛ فهي:
- الرغبة فيما عند الله وإرادة صلاح هذه الأمة:
قال الحسن بن علي رضي الله عنهما رداً على نفير بن الحضرمي عندما قال له: إن الناس يزعمون أنك تريد الخلافة. فقال: كانت جماجم العرب بيدي ، يسالمون من سالمت ، ويحاربون من حاربت فتركتها ابتغاء وجه الله (البداية والنهاية (11/206)).
إن دعوة الرسول ﷺ بأن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين دفعت الحسن إلى التخطيط والاستعداد النفسي للصلح والتغلب على العوائق التي في الطريق ، فقد كان هذا الحديث الكلمة الموجهة الرائدة للحسن في اتجاهاته وتصرفاته ومنهج حياته ، فقد حلَّت في قرارة نفسه ، واستولت على مشاعره وأحاسيسه ، واختلطت بلحمه ودمه ، ومن خلال هذا التوجيه واستيعابه وفهمه له بنى مشروعه الإصلاحي، وقسم مراحله، وكان متيقناً من نتائجه ، فالحديث النبوي كان دافعاً أساسياً وسبباً مركزياً في اندفاع الحسن للإصلاح.
قال الحسن رضي الله عنه: ... خشيت أن يجيء يوم القيامة سبعون ألفاً ، أو أكثر أو أقلُّ كلهم تنضج أوداجهم دماً ، كلهم يستعدي الله: فيم هُرِيقَ دمه ؟ (البداية والنهاية، 11/206). وقال رضي الله عنه: ألا إن أمر الله واقع، إذ ما له دافع وإن كره الناس، إني ما أحببت أن لي من أمة محمد مثقال حبة من خردل يهراق فيه محجمة من دم، قد علمت ما ينفعني ممَّا يضرني، الحقوا بطيتكم (تاريخ دمشق، 14/89).
قام الحسن بن علي رضي الله عنهما خطيباً في إحدى مراحل الصلح ، فقال: أيها الناس ! إني قد أصبحت غير محتمل على مسلم ضغينة، وإني ناظر لكم كنظري لنفسي ، وأرى رأياً فلا تردوا علي رأيي ، إن الذي تكرهون من الجماعة أفضل مما تحبون من الفرقة (الأخبار الطوال ، ص 200).
وقد تحقق بفضل الله ثم حرص الحسن على وحدة الأمة ذلك المقصد العظيم ، فقد ارتأى رضي الله عنه أن يتنازل عن الخلافة حقناً لدماء المسلمين ، وتجنباً للمفاسد العظيمة التي ستلحق الأمة كلها في المال إذا بقي مصراً على موقفه ، من استمرار الفتنة ، وسفك الدماء ، وقطع الأرحام، واضطراب السبل ، وتعطيل الثغور وغيرها ، وقد تحققت ـ بحمد الله ـ وحدة الأمة بتنازله عن عرض زائل من أعراض الدنيا ، حتى سمّي ذلك العام عام الجماعة (اعتبارات المالات ومراعاة نتائج التصرفات ، ص 167)، وهذا يدل على فقه الحسن في معرفته لاعتبار المالات ، ومراعاته التصرفات.
- مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه):
من الأسباب التي دعت أمير المؤمنين الحسن بن علي إلى الصلح ما روّع به من مقتل أبيه ، فقد ترك ذلك فراغاً كبيراً في جبهة العراق ، وأثر اغتياله على نفسية الحسن رضي الله عنه ، فترك فيها حزناً وأسى شديدين ، فقد قتل هذا الإمام العظيم بدون وجه حق ، ولم يرعَ الخوارج سابقته في الإسلام وأفضاله العظيمة ، ولخدماته الجليلة التي قدمها للإسلام فقد كانت حياته حافلة بالقيم والمثل والعمل على تكريس أحكام الشريعة على مستوى الدولة والشعب.
لقد كان علياً رضي الله عنه معلماً من معالم الهدى وفارقاً بين الحق والباطل ، فكان من الطبيعي أن يتأثر المسلمون لفقده ، ويشعروا بالفراغ الكبير الذي تركه ، فقد كان وقع مصيبة مقتله على المسلمين عظيماً ، فجلّلهم الحزن ، وفاضت ماقيهم بالدموع ، ولهجت ألسنتهم بالثناء والترحم عليه ، وكان مقتله سبباً في تزهيد الحسن في أهل العراق؛ أولئك الذين غمرتهم مكارم أخلاق أمير المؤمنين وشرف صحبته ، فأضلتهم الفتن والأطماع ، وانحرفوا عن الصراط المستقيم ، ونستثني من أولئك الصادقين المخلصين لدينهم وخليفتهم الرّاحل العظيم رضي الله عنه وأرضاه ، فقد كان مقتله ضربة قوية وجهت لعهد الخلافة الراشدة ، وكانت من أسباب زوالها فيما بعد.
- شخصية معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه)
إن تسليم الحسن بن علي الخلافة إلى معاوية؛ مع أنه كان معه أكثر من أربعين ألفاً بايعوه على الموت ، فلو لم يكن أهلاً لها لما سلمها السبط الطيب إليه ، ولحاربه (الناهية عن طعن أمير المؤمنين معاوية ، ص 57)، فقد ذكر المترجمون والمؤرخون لسيرته فضائل كثيرة وأعمال جليلة يأتي ذكرها بإذن الله تعالى في هذا الكتاب.
- اضطراب جيش العراق وأهل الكوفة:
كان لخروج الخوارج أثر في إضعاف أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ، كما أن الحروب في الجمل وصفين والنهروان تسببت في ملل أهل العراق للحرب ، ونفورهم منها ، وخاصة أهل الشام في صفين ، فإن حربهم ليست كحرب غيرهم ، فمعركة صفين الطاحنة لم تفارق مخيلتهم؛ فكم يتَّمَتْ من الأطفال ، ورمَّلت من النساء ، بدون أن يتحقق مقصودهم ، ولولا الصلح أو التحكيم الذي رحب به أمير المؤمنين علي وكثير من أصحابه لكانت مصيبة على العالم الإسلامي لا يتخيل آثارها السيئة ، فكان هذا التخاذل عن المسير مع علي رضي الله عنه إلى الشام مرة أخرى إلى فريق منهم؛ تميل إليه نفوسهم وإن كانوا يعلمون أن علياً على حق (خلافة علي بن أبي طالب، عبد الحميد علي، ص 345)، فقد استلم الحسن رضي الله عنه الخلافة ، وجيش العراق مضطرب وأهل الكوفة مترددون في أمرهم (الشيعة وأهل البيت ، ص 379؛ نقلاً عن الاحتجاج ، للطبرسي ، ص 148)، وهذا ليس على إطلاقه؛ فجيش الحسن يمكن تقويته ، كما أن هناك فصائل منه على استعداد للقتال؛ وعلى رأسهم قيس بن سعد الخزرجي وغيره من القادة (خامس الخلفاء الراشدين الحسن بن علي ، للصلابي ، ص 358).
وفي الجانب الاخر كان معاوية رضي الله عنه يعمل بشتى الوسائل سراً وعلانية على إضعاف جانب أهل العراق منذ عهد علي رضي الله عنه ، فاستغل ما أصاب جيشه من تفكك وخلاف ، واجتمعت لمعاوية رضي الله عنه عوامل ساعدت على قوة جبهته؛ منها: طاعة الجيش له ، واتفاق الكلمة عليه من أهل الشام ، وخبرته الإدارية في ولاية الشام، وثبات مصادره المالية ، وعدم تحرجه من دفع الأموال من أجل تحقيق أهدافه التي يراها مصلحة للأمة.
تحدثت الكتب التاريخية والمصادر الحديثة وأشارت إلى حصول الصلح وفق شروط وضعها الطرفان ، وقد تناثرت تلك الشروط بين كتَّاب التاريخ ، وحاول بعض العلماء جمعها وترتيبها. واستئناساً إلى ما وصلوا إليه نذكر أهم شروط الصلح؛ منها:
- العمل بكتاب الله وسنة نبيه وسيرة الخلفاء:
وقد ذكر هذا الشرط مجموعة من العلماء؛ منهم: ابن الحجر الهيثمي ، حيث ذكر صورة الصلح بين الحسن ومعاوية وجاء فيها: صالحه على أن يُسلم إليه ولاية المسلمين ، وأن يعمل فيهم بكتاب الله وسنة رسول الله ﷺ وسيرة الخلفاء الراشدين المهديين (الصواعق المرسلة، 2/399)، وحتى بعض كتب الشيعة ذكرت هذا الشرط، وهذا دليل على توقير الحسن بن علي لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي إلى حدٍّ جعل من إحدى الشروط على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم: أن يعمل ويحكم في الناس بكتاب الله وسنة رسوله ، وسيرة الخلفاء الراشدين (الشيعة وأهل البيت ، ص 54)، وفي النسخة الأخرى: الخلفاء الصالحين (منتهى الامال (2/212)؛ نقلاً عن الشيعة وأهل البيت ، ص 54)، ففي هذا الشرط ضبط لدولة معاوية مرجعيتها ومنهجها في الحياة.
ذكر البخاري في صحيحه أن الحسن قال لوفد معاوية؛ عبد الرحمن بن سمرة ، وعبد الله بن عامر بن كريز: إنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال.. فمن لي بهذا؟ قالا: نحن لك به (البخاري ، كتاب الصلح رقم 2704).
فالحسن يتحدث عن أموال سبق أن أصابها هو وغيره من بني عبد المطلب ، يريد الحسن أن لا يطالبهم معاوية ، ولا ذِكْرَ لأموالٍ يطلب من معاوية أن يدفعها إليه من قادم (دراسة في تاريخ الخلفاء الأمويين ، ص 64)، وأما الروايات التي تشير بأن يجري معاوية للحسن كل عام مليون درهم ، وأن يحمل إلى أخيه الحسين مليوني درهم في كل عام ، ويفضل بني هاشم في العطاء والصلات على بني عبد شمس ، وكأن الحسن باع الخلافة لمعاوية ، فهذه الروايات ، وما قيل حولها من تحليل وتفسير لا تقبل ولا يعتمد عليها ، لأنها تصور إحساس الحسن بمصالح الأمة يبدو ضعيفاً أمام مصالحه الخاصة. أما حقه من العطاء فليس الحسن فيه بواحد من دون المسلمين ، ولا يمنع أن يكون حظه منه أكثر من غيره ، ولكنه لا يصل إلى عشر معشار ما ذكرته الروايات.
ويتضمن اتفاق الصلح بين الجانبين أن الناس كلهم امنون؛ لا يؤخذ أحد منهم بهفوة أو إحنة ، ومما جاء في رواية البخاري: أن الحسن قال لوفد معاوية:... وإن هذه الأمة عاثت في دمائها ، فكفل الوفد للحسن العفو للجميع فيما أصابوا من الدماء (البخاري ، كتاب الصلح 2/963)، وقد تمّ الاتفاق على عدم مطالبة أحد بشيء كان في أيام علي؛ وهي قاعدة بالغة الأهمية تحاول دون الالتفات إلى الماضي، وتركز على فتح صفحة جديدة تركز على الحاضر والمستقبل (الدور السياسي للصفوة في صدر الإسلام ، ص 341)، وقد تمّ التوافق المبني على الالتزام والشرعية؛ حيث تمّ الصلح على أساس العفو المطلق من كل ما كان بين الفريقين ، قبل إبرام الصلح ، وبالفعل لم يعاقب معاوية أحداً بذنب سـابق ، وتأسس بذلك صلح الحسن على الإحسـان والعفو ، وتأليف القلوب.
- ولاية العهد ، أم ترك الأمر شورى بين المسلمين: قيل: ومما اتفق الجانبان عليه من الشروط: أن يكون الأمر من بعد معاوية للحسن (فتح الباري، 13/70)، وأن معاوية وعد إن حدث به حدث والحسن حي يُسمينَّه وليجعلن الأمر إليه (سير أعلام النبلاء، 3/264)، ولكن ابن أكثم روى في هذا الخصوص عن الحسن أنه قال: أما ولاية الأمر من بعده ، فما أنا بالراغب في ذلك ، ولو أردت هذا الأمر لم أسلمه (الفتوح، 3، 4/493)، وجاء في نص الصلح الذي ذكره ابن الحجر الهيثمي: .. بل يكون الأمر من بعده شورى بين المسلمين.
وعند التدقيق في روايات طلب الحسن الخلافة بعد معاوية ، نجد أنها تتنافى مع أنفة وقوة وكرم الحسن ، فكيف يتنازل عن الخلافة حقناً لدماء المسلمين وابتغاء مرضاة الله ، ثم يوافق على أن يكون تابعاً يتطلب أسباب الدنيا ، وتشرئبُّ عنقه للخلافة مرة أخرى ؟! والدليل على أن هذا غير صحيح ما ذكرهُ جبير بن نفير قال: قلت للحسن بن علي: إن الناس يزعمون أنك تريد الخلافة ، فقال: كانت جماجم العرب بيدي يسالمون من سالمت ويحاربون من حاربت ، فتركتها ابتغاء مرضاة الله (البداية والنهاية، 11/206).
ومن الملاحظ أن أحداً من أبناء الصحابة أو الصحابة لم يذكروا خلال بيعة يزيد شيئاً من ذلك ، فلو كان الأمر كما تذكر الروايات عن ولاية عهد الحسن بعد معاوية ، لاتخذها الحسين بن علي رضي الله عنهما حجة ، ولكن لم نسمع شيئاً من ذلك على الإطلاق، مما يؤكد على أن مسألة خلافة الحسن لمعاوية لا أساس لها من الصحة ، ولو كان الحسن رضي الله عنه أسند إليه منصب ولاية العهد في الشروط لكان قريباً في عهد معاوية من إدارة الدولة أو تولى إحدى الأقاليم الكبرى ، لا أن يذهب إلى المدينة وينعزل عن إدارة شؤون الحكم ، كما أن روح ذلك العصر يشير إلى مبدأ اختيار الأمة للحاكم عن طريق الشورى هو الأصل.
إن أهم نتائج الصلح هي:
1 ـ توحد الأمة تحت قيادة واحدة.
2 ـ عودة الفتوحات إلى ما كانت عليه.
3 ـ تفرغ الدولة للخوارج.
4 ـ انتقال العاصمة الإسلامية إلى بلاد الشام.
خلاصة القول:
كان الحسن بن علي (رضي الله عنهما) ذا خلق حميدٍ وفكر نيّر وقول رصين يجنح إلى السلم، وكان (رضي الله عنه) يملك رؤية إصلاحية واضحة المعالم، خضعت لمراحل وبواعث، وتغلب على العوائق، وكتب شروطه، وترتب على صلحه نتائج، وأصبح هذا الصلح من مفاخر الحسن على مر العصور وتوالي الأزمان، فكان في صلحه مع معاوية وحقنه لدماء المسلمين، كعثمان في جمعه للقران، وكأبي بكر في حربه للمرتدين (مرويات خلافة معاوية في تاريخ الطبري، ص 134).
ولا أدل على ذلك في كون هذا الخلق الإيماني والإقدام من الحسن (رضي الله عنه) يعدُّ علماً من أعلام النبوة، والحجة في ذلك ما أخرجه البخاري من طريق أبي بكرة (رضي الله عنه)، كما ذكرنا في أول المقال، قال: رأيت النبي ﷺ على المنبر والحسن بن علي على جنبه وهو يقبل على الناس مرة، وعليه أخرى، ويقول: «إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين».
وكم كنا نأمل من رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي أن يسير على نهج الخليفة الراشدي المصلح الحسن (رضي الله عنه) في الطريق الذي من شأنه أن يُصلح بين المسلمين، ويوحد كلمتهم، ويقوي صفّهم، ولا يثير أسباب الخلاف والتباعد والإفساد بينهم. وقد خالف المالكي بإساءته لصحابة رسول الله الكرام (رضوان الله عنهم) وعامة المسلمين، ذلك المنهجَ الإصلاحي الذي مارسه سيدنا الحسن (رضي الله عنه)، ومن سار على دربه (رضوان الله عنهم)، الذي يجمع ولا يفرق، ويؤلّف ولا يخالف، ويُقرّب ولا يُبعّد، ويهدي ولا يضلّ. فالأمة اليوم في أشد الحاجة إلى تذكر سيرة الحسن بن علي في الإصلاح ورؤيته لواقع الأمة ومستقبلها، وإن من ادعى محبة آل البيت وعمل على تفريق الأمة، وتمزيق صفوفها، واستباحة دمائها ومقدساتها، والإساءة إلى الصحابة الكرام (رضي الله عنهم)، فقد حاد عن نهجهم وطريقتهم، وعن طريقة ونهج الحسن بن علي (رضي الله عنه).
وأختم هذا النقاش في كشف مغالطات وشبهات جاءت بها كلمة السياسي العراقي الأسبق نوري المالكي بالحجة والبرهان والأدلة العقلية والحجج المنطقية، سائلاً الله تعالى لي وله ولجميع المسلمين الهداية والسداد، والنطقَ بالحقّ والعملَ للحقّ، والالتزام بقول الله تعالى: ﴿وَٱلَّذِینَ جَاۤءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ یَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَ نِنَا ٱلَّذِینَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِیمَـٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلࣰّا لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ رَبَّنَاۤ إِنَّكَ رَءُوفࣱ رَّحِیمٌ﴾ [الحشر ١٠].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ملحوظة: جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
المراجع:
- أحكام القران، لابن العربي (4/1720).
- البداية والنهاية، ابن كثير، (11/134).
- تاريخ الطبري (5/516). أولو النهى: أصحاب العقول.
- تاريخ الطبري، محمد بن جرير الطبري، (6/77).
- تاريخ العراق في ظل الحكم الأموي، علي الخربوطلي، ص 67.
- خلافة علي بن أبي طالب، عبد الحميد بن ناصر فقيهي، ص 144.
- دراسة في تاريخ خلفاء الدولة الأموية، ص 61.
- سنن الترمذي مع شرحها تحفة الأحوذي (6/397 ـ 395).
- الأخبار الطوال، الدينوري.
- شرح النووي على صحيح مسلم، يحيى بن شرف الدين النووي، (12/201).
- الطبقات، ابن سعد، (3/35 ـ 38)، تحقيق د. إحسان عباس.
- مجمع الزوائد، الهيثمي، (9/139).
- مرويات خلافة معاوية في تاريخ الطبري، ص 134.
- مصنف ابن أبي شيبة، أبو بكر بن أبي شيبة، (15/12) إسناده حسن.
- مصنف عبد الرزاق، عبد الرزاق الصنعاني، (5/456 ـ 457) بسند صحيح للزهري.
المرجع الأساسي للمقال:
- معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) شخصيته وعصره، علي محمد الصلابي، دار الأندلس، ط1 2008، ص. 166-180. رابط الكتاب:
https://books-library.net/free-111873101-download
- أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ، علي محمد الصلابي، دار ابن كثير، ط2 1430 ه/ 2009م. رابط الكتاب في موقع الدكتور علي الصلابي: http://www.alsalabi.com/salabibooksOnePage/632
- ويمكن زيارة موقع الدكتور علي محمد الصلابي للتعرف على كتبه ومقالاته حول السيرة النبوية والخلفاء الراشدين ودولة بني أمية، وهذا رابط الموقع الرسمي: www.alsalabi.com