تعهدت جماعة الإخوان المسلمين بالحفاظ على سيادة الشعب والتمسك بحريته وكرامته وحقوقه، مؤكدة استمرارها في التصدي لكل محاولات العدوان على سيادته والالتفاف على إرادته والانقلاب على قراره الذي قرره في الاستفتاء على التعديلات الدستورية.
وقالت الجماعة في بيان لها: "بدأت هذه المحاولات بمؤتمر الدكتور يحيى الجمل الذى حاول الافتئات على حق الشعب فى منح نفسه الدستور الذى يريد، والتجاوز عن كل جرائم رأس النظام المخلوع وأعوانه ومحاولة إدماجهم في المجتمع دون حساب ولا عقاب، وعندما فشل، بدأت محاولة أخرى على يد الدكتور عبدالعزيز حجازى وبعدما فشلت، بدأت محاولات الدكتور على السلمى فى التأثير على الدستور القادم بطريقة مباشرة بفرض مبادئ دستورية على الهيئة التأسيسية المنوط بها وضع الدستور، وطريقة غير مباشرة بالتدخل فى تشكيل هذه الهيئة حتى يضمن ولاءها والتزامها بما يراد منها، وعندما فشلت بعدما دفع الشعب ثمنا باهظا نتيجة لرفض وثيقته، بدأ تشكيل مجلس استشاري أراد منه المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يكون أداة لإعادة إنتاج وتمرير وثيقة السلمى من جديد، وعضد ذلك بصدور تصريحات صادمة من اللواءين ممدوح شاهين ومختار الملا تتناقض مع أبجديات الديمقراطية، وتنتزع حق البرلمان في انتخاب أعضاء الهيئة التأسيسية لوضع الدستور، وتتهم البرلمان القادم بأنه لن يمثل الشعب المصرى فى استخفاف بالغ بإرادة واختيار ملايين الناخبين المصريين، كما أنها تسحب صلاحيات المجلس التشريعى فى سحب الثقة من الحكومة، الأمر الذي دفع حزب الحرية والعدالة للانسحاب من المجلس الاستشاري ورفض المشاركة في هذا التحايل الجديد، ونحن – جماعة الإخوان المسلمين – نؤيده في ذلك ونؤكد أننا لن نسمح ولن يسمح معنا جميع الشرفاء من الشعب وقواه الوطنية والسياسية لهذا العدوان أن يمر.
وطالب الإخوان الجميع باحترام إرادة الشعب وسيادته، والكف عن التحايل مراعاة لصالح الوطن، وإقامة حياة ديمقراطية سليمة، ونظام حكم رشيد.
وأضافت في بيانها "إنه لا يحق لكائن من كان أن يصادر على حق الشعب ومجلسه وأن يبادر في إصدار تشريع يمتد أثره إلى ما بعد تشكيل البرلمان، لا سيما إن كان هذا التشريع دستوريا، فالدستور هو القانون الأعلى للبلاد، وأثره لن يقف عند هذا الجيل فقط ولكنه قد يمتد لأجيال قادمة، والمفروض أن هذا الدستور تضعه هيئة ينتخبها البرلمان على أن تكون ممثلة لكافة أطياف المجتمع حتى يأتى الدستور توافقيا".
وأشارت إلى أن بعض المغرضين يروجون لصدام بين المجلس العسكرى والإخوان، وهذا لن يكون – بإذن الله – لأن الإخوان أعقل وأحكم وأحزم من أن يساقوا إلى صدام، كما أنهم يثقون في حكمة المجلس العسكري، والإخوان لا يزالون يقدرون للمجلس العسكري موقفه الداعم للثورة في بدايتها.
كما أن هناك من يروج لصدام آخر بين الإخوان والسلفيين، وهذا أيضا – بإذن الله – لن يكون، فالخلاف في الرأى والوسيلة لا يترتب عليها نزاع ولا شقاق، ثم إننا دعاة توافق وتعاون مع الجميع فمصرنا الحبيبة أحوج ما تكون إلى ذلك الآن.
واختتمت الجماعة بيانها بالقول: "إننا نرى أن السبيل للخروج من المشكلات والمآزق التى نعيش فيها إنما يتمثل فى استكمال المسيرة الديمقراطية بالذهاب إلى المرحلتين الثانية والثالثة من الانتخابات بنفس الحماس والإيجابية والنزاهة، وتفادي جميع السلبيات التي وقعت في المرحلة الأولى ثم الرضا بنتيجة الانتخابات أيا كانت ".
ومن ناحية أخرى كشف مسئول في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن الحركة انضمت فعلاً إلى التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين قبل شهرين، وأنها لم تعد تابعة لإخوان بلاد الشام المرتبط بالأردن.
وقال المسئول لصحيفة الحياة اللندنية: إنه "تمت إضافة عبارة فرع من جماعة الإخوان المسلمين (فلسطين) إلى جانب اسم الحركة المعلن وهو حركة المقاومة الإسلامية حماس".
وأضاف أن "هذا الإجراء تم فعلاً قبل زهاء شهرين"، نافياً "أن يكون هذا التعديل استجابة لمطالب أو دعوات البعض أو أن يكون مرتبطاً بالتغييرات الأخيرة في المنطقة".
وأوضح أنه "تم تدارس هذا الأمر طيلة أكثر من عام ونصف العام، ورأينا بعد بحث ونقاش معمقيْن ضرورة القيام بهذا الإجراء لأن حماس أصبحت تنظيماً كبيراً، وأصبحت هناك حاجة لاستقلالها عوضاً عن تبعيتها لتنظيم إخوان بلاد الشام المرتبط بالأردن".
وأشار إلى أن الإضافة التي أقرت علاقة باللائحة الداخلية للحركة وليس بأي أمر آخر، معتبرا أن "التعديل يتجاوب مباشرة مع حجم الحركة الذي كبر، فأصبحت هناك حاجة إلى استقلالها".
وتابع أن "هذا التعديل ليس جديداً، إذ أن حماس الآن لم تعد تابعة لأي تنظيم فرعي، بل أصبحت مستقلة تماما. وهي الآن جزء من التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وأصبحت ممثلة في مكتب الإرشاد العالمي، وبات مسئول الحركة ممثلاً لحماس في التنظيم العالمي للإخوان".
ورداً على ما تردد من مساعي "حماس" الحصول على اعتراف دولي من خلال نيْل عضوية مستقلة في تنظيم الإخوان، قال المسئول: "نعي تماماً أننا سنظل مختلفين حتى بعد أن أصبح لنا تمثيل رسمي في التنظيم العالمي للإخوان نظراً إلى وجود احتلال إسرائيلي في فلسطين، البلد الذي نمثله، فالإشكالية ستظل موجودة طالما هناك قوات احتلال"، لافتاً إلى أن ميثاق الحركة ولائحتها الداخلية كانا يتضمنان أن "حماس" هي الذراع الجهادي لحركة "الإخوان في فلسطين".
وأضاف: "باختصار تتلخص الإشكالية هنا بالمقاومة وتبني حماس برنامج المقاومة الذي هو حق مشروع طالما هناك الاحتلال. لذلك نحن كحركة لنا خصوصيتنا، وسنظل مختلفين طالما الأمر يتعلق بالمقاومة وبإسرائيل، وعضويتنا في التنظيم الدولي للإخوان لن تحل هذه المعضلة".
وكانت جهات عربية وغربية قد قدّمت نصائح إلى حركة "حماس" بإعادة بناء فرع "الإخوان المسلمين" في فلسطين بهدف الحصول على الاعتراف الدولي المتنامي الذي تحصل عليه أحزاب "الإخوان المسلمين" في العالم العربي.
وقالت مصادر دبلوماسية لـ"الحياة": إن تحوّل حماس إلى فرع الإخوان في فلسطين ربما يعفيها من الشروط الدولية للاعتراف بها ويمنحها الاعتراف نفسه الذي حصل عليه نظراؤها في مصر وتونس وسورية وغيرها بعد انطلاق مسيرة الربيع العربي.
وأضافت المصادر أن فروع قيادة الحركة ومكتبها السياسي ناقشت هذا الاقتراح بعمق، مضيفة أن البعض في "حماس" وجده مناسباً، خصوصاً أن الحركة انبثقت من فرعيْ "الإخوان" في غزة والضفة الغربية، في حين عارضه البعض الآخر معتبراً أنه سيؤدي إلى إضعاف "حماس" بصفتها حركة مقاومة عبر تحويلها إلى حزب سياسي.
وكانت "حماس" قد تأسست عام 1987 عقب اندلاع الانتفاضة الأولى، من فرعي الإخوان في غزة والضفة. وكان فرعا الإخوان في غزة والضفة حتى ذلك الوقت يتبعان فرعي الإخوان في كل من مصر والأردن بسبب ارتباط قطاع غزة بمصر، والضفة بالأردن في الفترة بعد من عام 1948 إلى 1967.