تعزية للشعب السّوري والقَطري والأمة الإسلامية بوفاة العلّامة المفسّر والخطيب المحبوب والداعية الشيخ مصطفى الصيرفي عن عمر ناهز 93 عاماً (رحمه الله تعالى)
بقلم: د. علي محمد محمد الصلابي
قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}
بلغنا نبأ وفاة الشيخ العالم المفسر مصطفى الصيرفي، وهو مفكر إسلامي، وخطيب محبوب، وداعية وعالم رباني، وعضو لجنة القضايا والأقليات في الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو رابطة العلماء السوريين، وأحد أعلام الحركة الإسلامية في سورية (رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته).
المولد، والنشأة:
ولد الشيخ مصطفى الصيرفي في مدينة حماة عام ١٩٣٠م، نشأ في أسرة مسلمة ملتزمة بتعاليم الدين تحب العلم، وتحترم العلماء، وتربى على يد علماء حماة الأبرار، ولاسيما الشيخ العلامة محمد الحامد، وكان صديقا حميما للأستاذ عدنان سعد الدين، ود. عبد الكريم عثمان.
الدراسة، والتكوين:
- درس الشيخ مصطفى الصيرفي مراحل التعليم المختلفة في مدارس حماة، فحصل على الشهادة الابتدائية عام ١٩٤٢م.
- حصل على الشهادة الإعدادية عام ١٩٤٥م.
- وحصل على شهادة الثانوية العامة عام ١٩٤٧م.
- وبعدها حصل على شهادة الإجازة في الحقوق من جامعة دمشق عام ١٩٥٠م.
- ثم حصل على دبلوم في الحقوق الدولية من جامعة دمشق عام ١٩٥١م.
- وأخذ العلوم الشرعية من خلال حضوره دروس الشيخ العالم الرباني محمد الحامد، والشيخ محمد علي المراد، والشيخ منير لطفي.
- ثم أقبل على قراءة كتب العلم والفقه والفكر الإسلامي وحوى مكتبة متنوعة العلوم في الدين والتاريخ والأدب والفكر.
وعن جهوده في الدعوة: انخرط الشيخ مصطفى الصيرفي في الحركة الإسلامية منذ شبابه المبكر عام ١٩٤٥م، وكان عمره ١٥ سنة. وكان محافظا على الصلاة في المسجد، ولاسيما صلاة الفجر، مما جعله يكتسب طاقة روحية عميقة. وكما أعطى دروساً في جامع المسعود في حماة، وهو شاب يافع، فكثر من حوله الطلاب، وكان يوم الجمعة مثل العيد يصلي فيه حوالي ١٥٠٠ رجلا وامرأة. وقد كان يرتدي البنطال والقميص، حليق اللحية، فاشتكى العلماء إلى الشيخ توفيق الصباغ، فحضر درساً له متنكراً فعاد إلى العلماء، وأخبرهم بأن هذا الشاب يخطب أفضل من كثير من المشائخ. وحين دعاه الاشتراكيون في حماة إلى تشكيل حزب سياسي رفض بشدة، وحدد مجال عمله في الدعوة إلى الله فقط.
هجرة إلى الله:
- بعد ما سُمي ثورة ٨ أذار عام ١٩٦٣م في سورية، بدأت تضيق عليه السلطات هناك، فغادر سورية إلى الإمارات بعد أحداث جامع السلطان في حماة عام ١٩٦٤م، ثم عاد إلى سورية لفترة من الزمن، وبعد أحداث الثمانينات غادر سورية إلى قطر وحصل على الجنسية القطرية.
- حضر دروس الشيخ يوسف القرضاوي، وكان يقوم برحلات مع الإخوان في قطر، وكان يتناوب مع الشيخ القرضاوي، والشيخ عبد المعز عبد الستار في إلقاء الخطب والدروس.
- وأعطى درس التفسير في الجامع الكبير، وكانت الإذاعة تنقل دروسه، واتصل به د. محمد زكي عبد البر، وأثنى عليه وعلى دروسه في تفسير سورة البقرة.
- انضم إلى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي أسسه العلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رحمه الله.
- ثم نال إجازة في الحقوق والقانون من جامعة دمشق.
- واشتغل بالمحاماة، ثم مارس التعليم، واعتلى منابر الخطابة، وهو خطيب في أحد مساجد الدوحة يقصده الكثيرون من أبناء الجالية السورية والعربية عموما، وله درس أسبوعي في تفسير القران الكريم.
ويُعرض له على القناة برنامج..
ونعاه الشيخ محمد الصغير بالقول: "فقدت الأمة الإسلامية اليوم علماً من أعلامها، وهو الداعية الشيخ المحبوب مصطفى محمد الصيرفي الحموي، تقبل الله جهده وجهاده، وأعلى مقامه في الصالحين من عباده، وأحسن عزاء أهله وأحبابه في #سوريا وفي #قطر والعالم الإسلامي كله".
وكتب فيه الشيخ الدكتور علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بعد وفاته مباشرة: "إلى لقاء مع الأحبة.. (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)، انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح اليوم فضيلة الشيخ مصطفى محمد الصيرفي. شيح جليل وعالم رباني صادقته وتآخيت معه منذ عام ١٩٨٥، في قطر فوجدته داعية مؤثرا وصادقا وقوالا بالحق، وقد توافقنا على عمل دعوي حيث زرنا مع بعضنا قرقيزيا للمصالحة مع الأوزبك ٢٠١٠، وكان نعم الأخ والمعين والمساند والمساعد، وزرنا الهند في محاولة لجمع كلمة المؤسسات الإسلامية في الهند فرحمه الله رحمة واسعة، رحم الله الشيخ الجليل والعالم الرباني صاحب هذه الصفات النبيلة.
إن التآخي والاتفاق مع عالم رباني صادق ومؤثر هو نعمة عظيمة.
من خلال التعاون والدعوة المشتركة، تمكنا من تحقيق إنجازات مهمة في مشروعات الدعوة والمصالحة الإسلامية، استطاع الشيخ الجليل أن يكون أخًا معينًا ومساندًا ومعينًا للجميع في رحلتنا الهامة. إن زيارته لقرقيزيا للمصالحة وجهوده في جمع كلمة المؤسسات الإسلامية في الهند تعكس الرؤية والأهداف الشاملة لخدمة الإسلام والمسلمين. دعواتي أن يكون لهذا الشيخ الجليل الرحمة والمغفرة وأن يتقبل الله أعماله ويجعلها في ميزان حسناته.
الصلاة والدفن يوم السبت 2023/8/26 بعد صلاة المغرب في مقبرة مسيمير".
اللهم طيب ثراه، وأكرم مثواه، واجعل الجنة مستقره ومأواه. اللهم عوض الأمة خيراً بعد فراقه
وارحم أموات المسلمين برحمتك الواسعة، وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.
**
الشيخ الدكتور علي القره داغي: الدفاع عن الإسلام والثبات على الدين واجب حتى تحقيق الجهاد في كل ميادين الحياة
قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ الدكتور علي القره داغي، إن الدفاع عن الإسلام والثبات على الدين يمثل واجبًا لازمًا، مشددًا على أهمية بيان الطريق الحق والتضحية من أجل الله سبحانه وتعالى.
وأشار إلى أن هذا الجهاد يشمل الجهاد الفكري والعلمي والعملي والعسكري والاقتصادي والاجتماعي.
وأكد الشيخ القره داغي أن أعداء الإسلام يتعمدون تجاوز كل حدود الاحترام للمقدسات الإسلامية في هذا العصر، حيث قاموا بمحاولات للتطاول على الدين من خلال الرسوم والأفلام المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ووصلوا إلى حد حرق القرآن الكريم والاستهانة به في بعض الدول.
ولفت أيضًا إلى انتهاك حرمة المسجد الأقصى في فلسطين والتدنيس المستمر لهذا المكان المقدس، وكذلك تمزيق وتدنيس المصحف الشريف بأرجل الصهاينة المحتلين.
وجه الشيخ الدكتور القره داغي رسالة إلى الأمراء والحكام والرؤساء والمسؤولين والقادة السياسيين، حث دعاهم إلى توخي التقوى والخوف من الله فيما يتعلق بمقدسات الأمة الإسلامية.
وأشار إلى أنهم يمتلكون أوراقًا قوية يمكنهم استخدامها في مواجهة هذه التحديات، مثل المقاطعة الاقتصادية والمقاطعة الدبلوماسية وسواها.
وأكد أن أقوى ورقة للدفاع عن القدس هو الجهاد المبارك والمقاومة الشريفة حتى تحقيق تحرير المسجد الأقصى.
وأختتم الشيخ القره داغي تصريحه بأن هذا الحق مشروع ومنصوص عليه في الشريعة الإسلامية وفي مختلف الشرائع الدينية والقوانين الدولية، مؤكدًا على أن الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى يشمل جميع ميادين الحياة.
##
إن الدفاع وتحرير الأراضي المحتلة فريضة شرعية وضرورة واقعية ووطنية وقومية وإقليمية وإنسانية أيضا. والرسالة الثانية إلى إخواننا الإعلاميين، ونحن نشكر اليوم حقيقة هذه المجموعة المباركة، مسك على إتاحة الفرصة لنا، وكذلك قناة بقية قناة الدرر وقناة وطن وقناة طيبة، وهذه القنوات حقيقة كلها تشاركه معنا، ولكن هذا لا يكتفى به وإنما يجب أن تتسع دائرة الإعلام.
Speaker1: دائرة الإعلام مهمة جدا. أحد الشروط الأساسية في المرة الثانية لصد صراعنا مع الصهاينة المحتلين هي قضية الإعلام.
الرسالة الثالثة إخوتي الكرام. إلى أصحاب الأموال. فلم، فمن لم يستطيع أن يجاهد أو يقدم أي شيء في أي مجال من هذه المجالات عليه أن يبذل ماله في سبيل الدفاع عن مقدسات الإسلام، وعن قدسنا، وعن قبلتنا، وعن نبينا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وعن قرآننا ولا يمكن لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون.
ورسالة الأخيرة إخوتي الأحبة إلى أمتنا الإسلامية يجب أن تتحد، وتدرك يجب حجم المؤامرة الكبرى الموجهة إليها، حقيقة المؤامرة تستهدف الدين نفسه، فواجبنا جميعا أن نتحد أمام ثبات هذا الدين واستقامة هذا الدين والصراط المستقيم.