الرابط المختصر :
حثت جماعة الإخوان المسلمين المصرية منافسيها اليوم السبت على قبول إرادة الشعب بعد أن أوضحت نتائج الجولة الأولى من الانتخابات أن حزب الحرية والعدالة ذراع الجماعة في طريقه للحصول على أكبر عدد من المقاعد في أول انتخابات برلمانية حرة تجري في مصر منذ ستة عقود من الزمان.
وكشفت النتائج الاولية أن الليبراليين يمكن أن يحصلوا على المركز الثالث وراء السلفيين مما ينسجم مع الاتجاه العام في دول عربية أخرى انفتحت فيها الأنظمة السياسية بعد انتفاضات الربيع العربي.
وذكرت وكالة رويترز أن جماعة الإخوان المسلمين هي أكثر الجماعات السياسية تنظيمًا في مصر وتحظى بشعبية بين الفقراء بسبب سجلها الطويل من العمل الخيري.
وكانت الجماعة محظورة أيام الرئيس السابق حسني مبارك الذي أطاحت به انتفاضة شعبية في 11 فبراير وتحاول الجماعة الآن ممارسة دور في صياغة مستقبل مصر.
وبعد أن روج منافسون لحزب الحرية والعدالة لاتهامات عن توزيع أغذية وأدوية للتأثير على الناخبين وارتكاب تجاوزات من خلال الدعاية أمام اللجان الانتخابية، رأت جماعة الإخوان أن هذه الاتهامات خاوية وطلبت من منتقديها احترام نتيجة الانتخابات.
وقالت الجماعة في بيان بعد الجولة الأولى التي بلغت فيها نسبة الإقبال على التصويت 62 بالمئة: "ندعو الجميع -وكلهم ينتسبون إلى الديمقراطية- إلى أن يحترموا إرادة الشعب ويرضوا باختياره ومن لم يوفق هذه المرة للحصول على ما يريد فليجتهد في خدمة الشعب حتى يحظى بتأييده في المرات القادمة".
وتعلن جماعة الإخوان المسلمين أنها ستتبع جدول أعمال معتدلاً إذا حصلت على السلطة ولن تقوم بأي شيء يضر بالاقتصاد الذي يتضمن استقبال ملايين من السياح.
وبدورها اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن تقدم الإسلاميين فى الانتخابات البرلمانية المصرية يشكل دعما للقضية الفلسطينية، ودعت المجتمع الدولى "لاحترام الخيار الديمقراطى" فى مصر.
وقال فوزى برهوم المتحدث باسم حماس إن "تقدم الإسلاميين فى مصر وعدد من الدول العربية سيكون ظهيرا وداعما للقضية الفلسطينية واستعادة حقيقية للعمق العربى والإسلامى"، معتبرا أن دليل على فشل كل محاولات العزل والتشويه والإقصاء للحركات الإسلامية.
وحذر برهوم العالم من تكرار سيناريو وعدم احترام الخيار الديمقراطى، وقال "يجب على الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبى أن يتعلموا درسا من تدمير الخيار الديمقراطى فى فلسطين..لا خيار أمامهم إلا احترام إرادة لشعوب لأن أى تعامل مغاير سيكشف الزيف الأمريكى بشكل كبير".
وأكد أن الربيع العربى وصعود النجم الإسلامى سيشكل السياج الواقى والحامى للقضية الفلسطينية، متوقها علاقة جيدة بين الفلسطينيين والنظام المصري القادم، وأنها لن تكون علاقة مع طرف على حساب طرف آخر كما السابق، ودعا إلى إنجاز المصالحة الفلسطينية "فورا لتشكيل محور فلسطينى وعربى وإسلامى ظهير للقضية الفلسطينية ومواز للمحور الأمريكى"، وفقا لوكالة فرانس برس.
وتشير نتائج المرحلة الأولي من الانتخابات البرلمانية إلى تقدم التيار الإسلامي بنسب كبيرة، حيث حصل حزب الحرية والعدالة على المركز الأول بنسبة 40%، بينما حصل حزب النور السلفي على المركز الثاني بنسبة 20%، فيما حصل حزب الوسط على المركز الرابع بنسبة 6%.
ومن ناحية أخرى أكد الأستاذ محمد نور المتحدث باسم حزب النور السلفي في مصر أن البرنامج الذي يتبناه التيار الإسلامي يتسم بالنظرية والعملية، والتيار قد كسب شعبية كبيرة من خلال تلاحمه مع معاناة الشعب المصري على مدار السنين.
وأوضح نور أن المصريين جربوا كافة المسارات والاتجاهات الفكرية في معالجة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية، مشيرًا إلى أن المنهج الإسلامي يفرض على الأغنياء دورًا رئيسيًا في النهوض بالمجتمع وحماية المواطن محدود الدخل.
وأشار الأستاذ نور خلال مداخلة هاتفية مع قناة النهار إلى أنه من الضروري أن يكون للدولة ككل مشروع شامل وأكد أنه ستكون هناك جهود للدولة حتى في حالة تطبيق نظام الخصخصة، مضيفًا أن الحزب مع ملكية القطاع الخاص وعدم التضييق عليه في سياق مراعاة احتياجات المجتمع.
جدير بالذكر أن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية ذكرت أن تفشل أى محاولات من جانب الليبرالليين خلال الشهر المتبقي من العملية الانتخابية فى حشد أى تأييد، مشيرة إلى أن الانتخابات فى الجولتين القادمتين ستكون فى محافظات دلتا النيل، التى تعد معقل السلفيين، وكذلك فى المناطق الريفية فى صعيد مصر، والتى من المتوقع أيضا أن تصوت لصالح السلفيين، وكذلك أعضاء النظام السابق "الفلول".
وتقول الصحيفة، إن الليبراليين والعلمانيين قد يواجهون هزيمة أكبر من المتوقع أمام الإسلاميين فى الانتخابات بعدما أظهرت نتائج الجولة الأولى حتى الآن فوز الإسلاميين "الإخوان والسلفيين" بنسبة كبيرة من الأصوات.
وتشير الصحيفة إلى أن المقابلات التى أجرتها مع عدد من الساسة العلمانيين بدا من خلالها أنهم استسلموا لفكرة الهزيمة.
وتنقل الصحيفة عن باسم كامل، المرشح عن حزب العدل اليسارى فى قائمة الكتلة المصرية، قوله: "لقد كرهنا حسنى مبارك لأنه كان ديكتاتوراً، ولذلك، فإن هذا ما أردناه، أردنا الديمقراطية، فلندع الإسلاميين يحاولون فى السلطة، وسنستمر فى العمل، وفى المرة القادمة سيكون أداؤنا أفضل".
واعتبرت الصحيفة أن الجولتين القادمتين لن تتركا حيزا كبيرا للعلمانيين، وهو ما يؤيده مايكل حنا، الخبير بمؤسسة القرن الأمريكى، الذى يعتقد أن العلمانيين لن يتوقفوا عن المحاولة دون أن يعنى ذلك أنهم سيحققون نجاحاً.