الرابط المختصر :
بعدما تبرأت من "أبوجرة" و "مناصرة"
الإخوان يسعون إلى إعادة بناء تنظيمهم في الجزائر
تسعى قيادات إسلامية جزائرية، كانت تنشط سابقا في "حركة مجتمع السلم" و"حركة الدعوة والتغيير"، التي تحولت إلى حزب سياسي يحمل اسم "جبهة التغيير الوطني" إلى إعادة بناء جماعة الإخوان المسلمين في الجزائر، وهذا بعد أن قرر المكتب العالمي للإرشاد في مصر منذ عام سحب التمثيل من الحركتين اللتين يتزعمهما كل من "أبوجرة سلطاني" و "عبد المجيد مناصرة".
ويتولى مهمة بعث جماعة الإخوان من جديد في الجزائر، 14 شخصية من الكوادر السابقة في الحركتين، بحسب الدكتور "عبد العزيز حريتي" أحد أبرز المؤطرين للهيئة الجديدة، وقد أعلنت الشخصيات كلها استقالتها من الحركتين، وفق ما تمليه شروط الالتحاق بالنواة الجديدة، التي فرضتها القيادة العالمية لجماعة الإخوان المسلمين.
ومن أبرز الوجوه التي التحقت بهذا المسعى "مصطفى بلمهدي" الذي كان يتولى قيادة "حركة الدعوة والتغيير" و"عبد الحميد مداود " أحد أبرز القيادات السابقة في "حمس" وكذلك "الطيب عزيز" فيما أعلن "عبد الرحمان سعيدي" رئيس المجلس الشورى حاليا لـ "حمس" انسحابه من المسعى، بعد زمن وجيز من التحاقه بالنواة الجديدة، التي يعمل على تشكليها حاليا 13 من الكوادر السابقة في حركتي "حمس" و"الدعوة والتغيير".
وكشف الدكتور "عبد العزيز حريتي" القيادي الإخواني الجزائري، أن قرار تشكيل هذه الهيئة الجديدة، جاء بناء على طلب من المرشد العام لتنظيم الإخوان المسلمين، الذي رأى أنه من غير المعقول أن "يبقى التنظيم من دون تمثيل في الجزائر" مشترطا على كل من يريدون الالتحاق بهذه الهيئة الاستقالة من حركتي "أبوجرة سلطاني" و "عبد المجيد مناصرة".
وحول الأسباب التي دفعت جماعة الإخوان إلى اتخاذ مثل هذا القرار، يرى الدكتور "عبد العزيز حريتي"، أن لجوء الجماعة إلى هذا الخيار يرجع إلى "انحراف الأطراف المتخاصمة داخل "حمس" عن مبادئ الإخوان، التي وضع أسسها الشهيد حسن البنا، وكذلك فشل كل مساعي رأب الصدع بين الطرفين، وهو ما دفع بقيادة الإخوان إلى سحب التمثيل منهما، وتكليف مجموعة من العقلاء بمهمة إعادة بناء التنظيم في الجزائر".
وتنحصر مهمة هاته الشخصيات في الوقت الحالي على " التجميع وتبليغ فكر الإخوان وفق المنهج الصحيح" بحسب محدثنا، الذي أكد بأن "عدم الفهم والجهل بفكر الإخوان هو الذي أدى إلى حدوث هذا التصدع في صفوف الإخوانيين في الجزائر.
واستبعد مدير مركز "أمل الأمة للبحوث و الدراسات الإستراتيجية " أن يكون للهيئة الجديدة، أي دور سياسي في الوقت الراهن، غير أنه عاد ليؤكد بأن المنضوين تحتها يمكن لهم المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية القادمة بصفة شخصية، مشيرا إلى أن " الباب ما زال مفتوحا أمام الجميع ممن يقدمون استقالتهم من الحركتين للالتحاق بالمسعى الجديد".
وردا على سؤال حول ما إذا كانت النجاحات الانتخابية التي حققتها "جماعة الإخوان المسلمين" في عدد من البلدان العربية، ستساهم في زيادة الالتفاف حول هذا المسعى الجديد، أجاب الدكتور "عبد العزيز حريتي" قائلا "إن جماعة الإخوان المسلمين في الجزائر منيت بنكسة كبيرة، بسبب الانحراف عن المنهج الإخواني السليم، وحدوث انشقاقات وتصدعات في صفوفها، نتيجة الصراعات حول المناصب والمآرب الدنيوية"، لذلك يستوجب - حسب كلامه - على أبناء الإخوان في الجزائر أن " يستثمروا في النجاحات المحققة من قبل الإخوان في تونس والمغرب، واستخلاص العبر والدروس التي أدت إلى هذه الانتصارات".
أما بخصوص قدرة التيار الإسلامي في الجزائر، على استنساخ تجربتي تونس والمغرب، فقال المحدث ذاته إن ذلك يعد " أمرا مستحيلا"، على اعتبار أن "الإسلاميين الجزائريين مفتتون ومجزأون"، كما أن وضع الأحزاب الإسلامية في الجزائر لا يختلف عن وضع باقي الأحزاب، التي تعيش على وقع الصراعات والانقلابات"، مضيفا "أن سوء أداء الإسلاميين داخل مؤسسات الدولة، وخاصة داخل الهيئة التشريعية، وعدم أدائهم للأمانة التي حملوا إياها، أفقدهم شعبيتهم" وبالتالي "فإن الحديث عن أي انتصار انتخابي مرتقب للإسلاميين في الجزائر، لا يعدو أن يكون صرخة في واد".
وكانت جماعة الإخوان المسلمين ممثلة في الجزائر بـ "حركة مجتمع السلم"، والتي يعود تأسيسها إلى العام 1990، على يد الراحل الشيخ "محفوظ نحناح"، كما تعد الحركة أكبر حزب إسلامي ممثل في البرلمان الجزائري، إلا أن الانشقاقات التي شهدتها عقب مؤتمرها الرابع المنعقد عام 2008، أفقدها بريقها في الساحة السياسية، على الرغم من تأكيد قيادات الحزب مرارا، أن انشقاق جماعة "عبد المجيد مناصرة" وتأسيسهم لحزب جديد، لم يؤثر على تماسك الحزب.
وتتطلع "حركة مجتمع السلم" التي ما زالت إلى حد الساعة تشكل أحد أقطاب الائتلاف الحاكم في الجزائر، إلى تحقيق نجاح "كبير" خلال الاستحقاقات الانتخابية القادمة، في ظل المعطيات الجديدة التي أفرزتها الانتصارات الانتخابية الباهرة، التي حققها الإسلاميون في تونس والمغرب.
المصدر: الإسلام أون لاين