البحث

التفاصيل

وفاة الشيخ جميل حمامي "71 عاما" بعد حياة حافلة خدمة للمسجد الأقصى ودفاعا عن القدس

الرابط المختصر :

وفاة الشيخ جميل حمامي "71 عاما" بعد حياة حافلة خدمة للمسجد الأقصى ودفاعا عن القدس

 

بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان، الذي تفاقمت حالته في الأشهر الأخيرة، توفي اليوم الأحد الشيخ المقدسي جميل عبد الرحيم حمامي، المعروف بأبو حمزة، وأقيمت صلاة الجنازة عليه في المسجد الأقصى الذي قاده وأشيع جثمانه بمشاركة آلاف المقدسيين الذين حضروا لوداعه، وتم دفنه في مقبرة باب الرحمة، وهذا يأتي عقب مسيرة حافلة قد استمرت لنصف قرن في خدمة القدس وأهلها.

ولد الشيخ جميل حمامي في مدينة معان جنوب الأردن في 15 نوفمبر 1952، ونشأ في مدينة القدس بعد انتقال عائلته إليها عندما كان عمره عامًا واحدًا، وقام بتربية جيل جديد من المقدسيين وترك بصمته في تأسيس وإدارة جمعية العلوم والثقافة الإسلامية في عام 1984، والتي أسهمت في إنشاء مدارس الإيمان الإسلامية البارزة في المدينة.

تلقى الشيخ جميل تعليمه في المدارس القدسية وتخرج من ثانوية الأقصى الشرعية، حيث تميز بشكل خاص وحظي بإعجاب مدير مدرسته الشيخ عكرمة صبري، بعد ذلك، انتقل إلى مصر لاستكمال دراسته العالية في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، عاد إلى القدس بعد تخرجه ليصبح مدرسًا في مدرسته السابقة داخل المسجد الأقصى.

تقاطعت مساراته مع شيخه عكرمة صبري، حيث شغل الشيخ جميل منصب أمين سر الهيئة الإسلامية العليا، التي كان عكرمة رئيسها.

كان للشيخ جميل حمامي علاقة قوية بالمسجد الأقصى، وقال في إحدى لقاءاته الإعلامية: "هواء المسجد الأقصى مميز حتى أكثر من هواء مدينة القدس"، شهدت مسيرته تأسيس دار الحديث في المسجد عام 1979، وأخذ على عاتقه إدارة المسجد نفسه في عام 1982 لمدة ثلاث سنوات، حيث كان أول مدير للمسجد منذ احتلاله في عام 1967.

لم يقتصر نشاط الشيخ جميل على نطاق القدس، بل امتد إلى الضفة الغربية التي عمل في أحد مساجدها ببلدة بيرزيت إماما وخطيبا بعد تخرجه، ثم واعظا متجولا في مدينة رام الله، كما شغل منصب مدير الأملاك الوقفية في الضفة الغربية، ثم مديرا لدائرة أوقاف بيت لحم حتى 1987.

وبالإضافة إلى مساره الوظيفي، استمر الشيخ جميل في التفرغ للحياة العلمية، حصل على درجة الماجستير في نهاية التسعينات من جامعة القدس عن رسالته التي حملت عنوان "أسلحة الدمار الشامل وموقف الإسلام منها"، ثم حصل على درجة الدكتوراه عن رسالته "زيارة القدس والأقصى في ظل الاحتلال على ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية"، كما قام بالتدريس والمحاضرات في نفس الجامعة في بلدة أبوديس شرقي القدس، وشغل أيضاً منصب مساعد لمدير كلية الدراسات الإسلامية في القدس.

تزوج الشيخ جميل حمامي في عام 1979 وأنجب ثلاثة ذكور وخمسة إناث، وأصبح جداً لأكثر من 22 حفيداً. وقام بدور معنوي هام في حياة الآلاف من الأطفال المقدسيين الذين درسوا في مدارس الإيمان الإسلامية، التي ساهم في تأسيسها ونشر قيمها. عمل بجد لمنع دخول المنهاج الإسرائيلي والمحرف إليها.

بالإضافة إلى ذلك، كان الشيخ جميل حمامي نشطًا في الدعوة الإسلامية وكان أحد مؤسسي الحركة الإسلامية في القدس. قاد فعاليات سنوية لإحياء الحديث الشريف وشارك في معارض ثقافية وندوات ومؤتمرات دولية حول المدينة المقدسة. كما ألّف العديد من الكتب، من بينها "الوجيز في علم مصطلح الحديث" و"الحركة الإسلامية بعد أوسلو".

لذلك يقول المقدسيون، رحيل الشيخ جميل حمامي يعتبر خسارة كبيرة لمجتمع القدس، حيث ترك فراغاً كبيراً في ميدان التعليم والدعوة في هذه المدينة الشريفة.

أصابت تضييقات الاحتلال الشيخ جميل حمامي، فتعرض للاعتقال أول مرة بتهمة المشاركة في تأسيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ومكث في السجن 18 شهرا، ثم اعتقل بعدها لمدة 20 شهرا، بتهمة التنسيق بين الفصائل والإسهام في توقيع وثيقة الشرف بين حركتي فتح وحماس، ثم اعتقل أخيرا لمدة 6 أشهر بتهمة التحريض ضد الاحتلال، ولم يسْلَم -أيضا- من استدعاءات التحقيق المتكررة، وقرارات منع السفر، ومنع الدخول إلى الضفة الغربية.

رحم الله تعالى الشيخ جميل عبد الرحيم حمامي، أمين سر الهيئة الإسلامية العليا في القدس، ومدير المسجد الأقصى الأسبق، الذي نذر حياته لخدمة مسرى النبي ﷺ وعاش مع الأقصى وللأقصى، ونسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يرزقه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء. pic.twitter.com/ULGEbt9ykO

— هيئة علماء فلسطين (@palscholars48) September 10, 2023

في بيان صحفي.. حركة حماس: "ننعى القامة المقدسية الكبيرة الشيخ جميل حمامي أحد أعلام فلسطين والحركة الإسلامية الذي نذر حياته لخدمة فلسطين والقدس والمسجد الأقصى، والذي تصدى باقتدار لمحاولات التهجير والتهويد مقدمًا في سبيل ذلك الكثير من التضحيات". pic.twitter.com/TJ2wK4x1hf

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) September 10, 2023

 

آلاف المقدسيين هرولوا في جنازته، وتسابقوا لحمل نعشه.. مشاهد من جنازة الشيخ المقدسي جميل حمّامي التي انطلقت من المسجد الأقصى، بعد الصلاة عليه عصر اليوم، ليُدفن في مقبرة باب الرحمة شرقي المسجد. #القدس_البوصلة pic.twitter.com/jwSY1bkrfo

— القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) September 10, 2023

المصدر: الجزيرة





التالي
الدكتور أحمد الريسوني يتحدث عن.. توظيف مقاصد الشريعة: آفات وملاحظات (فيديو)

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع