مصر.. إعادة افتتاح جامع سليمان باشا الخادم العثماني بعد أعمال ترميم تاريخية
تم افتتاح أقدم مسجد عثماني في القاهرة بعد أعمال ترميم قامت بها وزارة السياحة والآثار المصرية. يُعرف هذا المسجد باسم جامع سليمان باشا الخادم، المعروف أيضًا باسم سارية الجبل.
وتم بناء هذا المسجد في عام 1528 بعد أن دخل الجيش العثماني بقيادة السلطان سليم الأول مصر في عصر المماليك، وتم تسجيله كمكان ذو أهمية تاريخية في عام 1951.
ويقع المسجد في القسم الشرقي من قلعة صلاح الدين الأيوبي في القاهرة، ويتميز بالتصميم العثماني الرائع، حيث تُغطى سقفه بالقباب وتزينه المآذن القلمية، وتُزين جدرانه الداخلية ببلاطات خزفية فاخرة.
ويتكون المسجد من مستطيل كبير يمتد من الشمال إلى الجنوب، وينقسم إلى شطرين متساويين، القسم الأول هو "بيت الصلاة" ويُعد الجزء الرئيسي الذي يتم فيه الصلاة، ويتميز هذا القسم بقبة كبيرة مبنية من الحجر تعتمد على مثلثات كروية، وتحتوي على ثلاثة إيوانات، كل واحد منها مغطى بنصف قبة.
أما الجزء الآخر فيُعرف بـ "الحرم" أو صحن الجامع، وهو فناء مكشوف يحاط به أروقة تضيف للمكان جمالًا إضافيًا. يُعتبر هذا الجامع جزءًا لا يتجزأ من تراث مصر الحضاري، ويشكل مكانًا تاريخيًا هامًا يجب الاحتفاظ به والحفاظ على جماله وقيمته التاريخية.
وقال رئيس المجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري “لكي نعرف المساجد العثمانية، دائمًا ما تأخذ المئذنة شكل قلم رصاص. المسجد عبارة عن بيت الصلاة، عبارة عن الصحن المكشوف، وفيه المدفن الفاطمي ثم الكُتّاب (مدرسة القرآن الكريم)”.
وقال سفير تركيا لدى مصر صالح موتلو شن عبر حسابه بمنصة “إكس” (تويتر سابقًا): “تم (السبت) افتتاح مسجد سليمان باشا الخادم، وهو أول مسجد تم إنشاؤه على الطراز العثماني في مصر، نتيجة أعمال الترميم المستمرة منذ عام 2017”.
وأضاف موتلو شن: “أود أن أشكر السلطات المصرية على الرعاية التي أبدتها لهذا الأثر القيم من تاريخنا المشترك”.
تم اليوم افتتاح مسجد سليمان باشا الخادم، وهو أول مسجد تم انشاؤه على الطراز العثماني في مصر، نتيجة أعمال الترميم المستمرة منذ عام 2017.
أود أن أشكر السلطات المصرية على الرعاية التي أبدتها لهذا الأثر القيم من تاريخنا المشترك. pic.twitter.com/dZgw4ecA7H
— سفير Salih Mutlu Şen (@TurkishCairoAmb) September 17, 2023
وفي العصر العثماني بمصر (1517-1805)، كان للقاهرة وضعها الخاص والمتميز لفترات طويلة، ولا تزال الآثار العثمانية شاهدة على ما جمع تركيا ومصر من تراث مشترك، لا سيما عبر “منزل علي لبيب”، ومساجد “سليمان باشا” و”يوسف أغا الحين”، و”سنان باشا” و”سيدي عقبة بن عامر” وغيرهم.
وتجاور أغلب المساجد التي شيدت في مصر بالعصر العثماني، مدرسة وضريحًا ومستشفى وسبيلًا.
المصدر: وكالات