رسالة "لجنة القدس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" إلى العلماء والدعاة
السادة العلماء الربانيون والدعاة العاملون..
في مثل هذا الوقت الحاسم من حياة أمتنا،
وفي هذه اللحظة الفارقة في مسار قضية فلسطين وتحديد مصير المسجد الأقصى المبارك ومآله:
يبتلينا الله تعالى بما أوجبه علينا من القيام بحق القرآن الذي حملناه، والعلم الذي عُلِّمْناه.
أيها السادة المقدَّمون:
ليست العالِمية تصدُّراً للمجالس ولا مكانة في قلوب الناس فحسب، إنما هي قيادة وتوجيه وتكليف وأمانة؛ ائتمنكم الله تعالى عليها وكلفكم بأدائها.
أيها المؤتمنون على الدين:
لا عذر لكم في الصمت عن سفك دماء إخوانكم،
ولا مندوحة في اللواذ عن بيان حكم الله في وجوب الجهاد ضد المحتل المجرم،
وفي استنفار المسلمين حيث كانوا لنصرة إخوانهم والاستجابة لصرخات أطفالهم،
كيف وقد قال الله:
(لتبيننه للناس ولا تكتمونه)؟!
إن أول واجب ألقاه الله على عواتق العلماء: واجب البيان،
فبيِّنوا حكمَ الله وأَعلِموا الناس بالذي أوجبه الله عليهم في هذا الظرف الخطير.
أيها المستحفَظون على كتاب الله:
إن الواجب الذي علمناه القرآن أن مقام النبوة الذي ورثتموه يقتضي تحريض المؤمنين على القتال:
(يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال).
فقوموا بما قام به نبيكم صلى الله عليه وسلم وحرضوا المؤمنين على الالتحام بالمعركة؛ كلٌّ حسب مكانه وإمكانياته.
حُثّوا طلابكم ووجِّهوا مريديكم ونادوا في الناس محتسبين، وارفعوا سقوف الخطاب، واشحنوه بآيات الكتاب وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أيها العلماء القادة:
إن الجهاد بالمال اليوم فرض عين لا يسَعُ مسلماً أن يتركه ويبخل ببذله، وهو صنو الجهاد بالنفس؛ يشارك فيه المؤمن جهاد المجاهدين ومقاومتهم للاحتلال نوابا عن الأمة في ذلك.
وإن تحرككم بين الناس حاثِّين لهم على الجهاد بأموالهم جزء مهم من مهمتكم، ولأنتم أقدر الناس على ذلك.
أيها العلماء المعلمون:
ذبوا عن أعراض المجاهدين ونافحوا عنهم ولا تتركوهم فريسة التشويه والتشويش، واعذروهم فيما كانت خياراتهم فيه مرجوحة بالنسبة إليكم،
وأجِّلوا مؤاخذتهم- إن كان لديكم مؤاخذات- إلى حين انجلاء سحائب الحرب؛ متفهمين ظروفهم المعقدة.
أيها العلماء الربانيون:
اتلوا على الناس آيات الجهاد وفسروها، وأَقْرؤوا أحاديثَ الجهادِ ورغِّبوا الناس فيه، وأَشرعوا الأشواق إلى مصارع العشاق، وأَثيروا الغرام إلى دار السلام.
أعانكم الله على ما ابتلاكم به،
ووفقكم فيما اصطفاكم له،
وأنزل النصر على أيديكم مبيناً مؤزراً.. والحمد لله رب العالمين.
لجنة القدس
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الجمعة الأولى بعد بدء طوفان الأقصى
٢٨ من ربيع/ ١٤٤٥ ه - ١٣ تشرين ١/ ٢٠٢٣م.