البحث

التفاصيل

غزة ودرجات التغيير

الرابط المختصر :

غزة ودرجات التغيير 

 

بسم الله والحمدالله والصلاة والسلام على نبينا محمد وصحابته اجمعين.  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.  

أيها المسلمون في شتى بقاع العالم..

يا احرار العالم كله..

باختصار شديد وقول وجيز جدا..

اننا نعيش واياكم مأساة غزة وتفاصيلها التي تدمي القلب والعين معا…

قتل وتهجير وتشريد وهدم البيوت فوق ساكنيها ودمار للبنى التحتية حتى دور العبادة والمدارس والمستشفيات لم تسلم من الدمار والخراب مخالفة لكل الشرائع السماوية والقوانين والأنظمة الوضعية الدولية المتعارف عليها.

فاليهود معروفون بأنهم لا عهد لهم ولا ميثاق

قال تعالى ( أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم ...) فهم أصحاب غدر ومكيدة وحسد كما وصفهم الله تعالى ووصفهم رسوله صلى الله عليه وسلم.

وما ذلك الا بسبب الخذلان والتيه من العالم كله تجاه اخوانهم المستضعفين في غزة وكل فلسطين …

وعليه فلا حل الا بالتغيير على درجات قررتها الشريعة بناء على القدرة والطاقة من خلالها يعرف الانسان درجته المعني بها ففي الصحيح ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده)  وهذا يشمل الحكومات والدول ونحوهم في المقام الأول.

وهنا نشير إلى مواقف أحرار العالم في بعض الدول الغربيه الذين كان لهم موقف مشرف مع فلسطين سابقا ولاحقا.

ولا شك ان التغيير باليد متفاوت من حيث التفصيل فالدول فيها درجات بحسب قوتها وتأثيرها لكن المهم هو إحداث تغيير .

-فإن لم يستطع فبلسانه ، وهنا دور العلماء والدعاة والمنظمات الانسانية والحقوقية والإعلاميين والصحفيين والنخب السياسية ونحوهم.

-فإن لم يستطع فبقلبه ، وهذا يشمل عامة الناس المستضعفين الذين لا يقدرون على قول كلمة الحق ولا على نصرة اخوانهم المسلمين بالكلمة فيسعهم حينئذٍ الإنكار بالقلب ولا أقل من هذا أبدا ، فإن لم يحصل الإنكار بالقلب دخل الإنسان بالإثم.

وكذلك اصحاب الإنكار باليد واللسان إن لم ينكروا دخلوا تحت الإثم؛ لأنهم تركوا بما بوسعهم ان يعملوه.

والمأمور به إذا لم يتيسَّر فعلُه على الوجه الأكمل الذي أمَر به الشرع  لعدم القدرة عليه، وإنما يمكن فعل بعضه مما يمكن تجزُّؤه، فيجب فعل المقدور عليه، ولا يترك الكلَّ بسبب البعض الذي يشقُّ فعله

وهذا معنى القاعدة الفقهية المشهورة ( الميسور لا يسقط بالمعسور )

ومن تطبيقاتها في واقعنا المعاصر لا يجوز للإنسان ترك نصرة المظلومين بالقول بحجة عدم القدرة على نصرتهم بالفعل ونحو ذلك …

وفي هذا الصدد إني لأتعجب من بعض الهيئات العلمائية الساكتين عما يجري ، والله يقول ( لتبيننه للناس ) ويقول ( فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين ) وقد امرك الله بقول الحق ومنه نصرة المظلوم كما في الصحيح.

ويسعنا الاشادة هنا بموقف ( الأزهر) كمؤسسة علمية تأريخية شامخة ومؤثرة كان لها دور بارز في قضايا الامة من حيث الجملة ومنها غزة ..

وكذلك موقف بقية المؤسسات العلمائية ممن تكلموا وبينوا موقفهم الايجابي من اخوانهم في غزة.

ختامًا أوجه رسالة لكل الهيئات والمؤسسات العلمائية في العالم الإسلامي وكذلك النخب السياسية ان قوموا بواجبكم أمام ربكم ولا تقللوا من أي عمل تقومون به تجاه اخوانكم..

وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من احتقار المعروف أياً كان في مواضع متنوعة من اعمال البر والخير كالتواضع والانفاق وكل معروف،  فقال كما في صحيح مسلم (  لا تحقرن من المعروف شيئا ولو ان تلق أخاك بوجه طليق )

وقال في اسداء المعروف ( يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة )

وعند ابن حبان في صحيحه قام النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( اتقوا النار ) ثم أعرض وأشاح حتى رأينا أنه يراها ثم قال: ( اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة )

فما بالكم بكلمة الحق ونصرة المظلومين والمستضعفين فإن جهاد الكلمة من اعظم أنواع الجهاد في سبيل الله.

ستقابلون الله تعالى فأعدوا للسؤال جوابا.

والتاريخ يسجل لكم او عليكم، فلتكن لكم بصمة خير لأنفسكم قبل غيركم..

نسأل الله النصر والتمكين لإخواننا في فلسطين وان يتقبل شهيدهم ويعافي جريحهم ويهلك اليهود المعتدين يا قوي يا متين.

 

 

  د . عبد الله بن محمد عبد الله الخديري

 





التالي
قطوف من مناقبه وأثره الدعوي والخيري في أوربا ..." رجل قارة أوربا "
السابق
طوفان الأقصى وأفريقيا... دعم وتأييد واسع

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع