البحث

التفاصيل

على غرار ما جرى عقب «11 سبتمبر».. كيف جذب صمود أهل غزة غربيين للإسلام؟

الرابط المختصر :

على غرار ما جرى عقب «11 سبتمبر».. كيف جذب صمود أهل غزة غربيين للإسلام؟

 

عقب هجمات 11 سبتمبر 2001م في الولايات المتحدة، بدأ أمريكيون يفتشون عن الإسلام ويقرؤون القرآن بغرض التعرف على هذا «العدو» الذي هاجمهم ويعتنق الإسلام وهو تنظيم «القاعدة»، لكن المفاجأة أن كثيراً منهم تعرفوا أكثر إلى حقيقة الإسلام، بل واعتنقوه؛ فجاء الهجوم ليغير قناعات كثيرين عن الإسلام.

 

الآن يتكرر الأمر مرة ثانية مع ما يجري في غزة من زاوية مختلفة، حيث يبحثون عن سر قوة إيمان أهل غزة وصمودهم رغم المجازر النازية الصهيونية بتأمل القرآن الكريم لمعرفة من أين يأتي أهل غزة والمقاومة بهذا الصمود وسط الأرض المحروقة!

 

صحف ومواقع تواصل أوضحت بدء أمريكيين البحث عن سر قوة إيمان أهل غزة بتأمل القرآن الكريم بعدما أعجبهم صمود الفلسطينيين رغم جرائم الاحتلال وقتل عائلات بأكملها وقصف المستشفيات والمخابز والمنازل والمدارس!

 

نشطاء كتبوا يقولون: «إن غزة نشرت الإسلام إلى العالم»، وأوردوا مقاطع فيديو للعديد من الفتيات في أمريكا وأوروبا وهن يفتخرن بالتعرف إلى الإسلام، ثم إعلان إسلامهن وارتداء الحجاب.

 

ميغان رايس، شابة أمريكية من أصول أفريقية، كانت تنشط على منصة التواصل الاجتماعي «تيك توك»، وتنشر فيديوهات عن الطبخ، وعن الأكل الصحي، وعن «الشوبينج»، ونقد الأغاني، وعن مواضيع تاريخية وخفيفة، ولديها حالياً نحو 534 ألف مشترك، لكن كل شيء تغير بعد ارتكاب جيش الاحتلال «الإسرائيلي» مجازر متتالية في قطاع غزة المحاصر.

 

رايس نشرت مقطع فيديو آخر تشبه فيه حكاية الفلسطينيين بما جرى مع النبي أيوب عليه الصلاة والسلام وقالت: إنهم (الفلسطينيين) مصرّون على التوجه إلى الله بالشكوى والحمد حتى وهم يحملون جثث أطفالهم بين أيديهم، وقالت: إن مثل تلك المشاهد تظهر إيماناً قوياً ثابتاً على عكس من يدّعون المحبة والرحمة وهم «مجرد كذابين منافقين».

 

وقالت: إن قوة إيمان الغزيين وثباتهم في هذه الظروف «الجحيمية» هي بداية تعرفها إلى القرآن الكريم، ونشرت مقطعاً آخر أكدت فيه أنها مستغربة جداً لقوة إيمان الفلسطينيين الذين يحمدون الله رغم فقْد كل شيء، وتابعت أنها رأت الناس يقولون: إن الفضل في ذلك يرجع إلى الإسلام، والقرآن.

 

وعلقت على ذلك قائلة: أنا لديَّ الوقت، ولديَّ الفضول للبحث والمعرفة، لقد بدأت للتو قراءة القرآن لأعرف سر مصدر قوة أهل غزة.

 

وتحكي رايس أنها سرعان ما فوجئت بأشياء مثيرة جداً مع استمرار قراءتها لسور القرآن الكريم، من بينها أن أسلوبه مباشر حيث لا توجد به مقدمات، كما أنها فوجئت بأن الطلاق مسموح به في القرآن، وأن من حق المرأة أن تتطلق وتتزوج مجدداً دون عوائق.

 

وتضيف بأن ما صعقها، وهي ذات الخلفية المسيحية، أنه من حق المرء أن يرد الظلم والاعتداء الذي وقع عليه بمثل ما اعتُدي عليه، ووصفت ذلك بالأمر الرائع، وتوضح أنه لطالما أزعجتني قصة «من صفعك على خدك الأيمن أدر له الخد الأيسر»، كما في العقيدة المسيحية.

 

ومن أكثر ما أثار استغرابها وإعجابها، في الوقت نفسه، كون كثير من المسلمين يحفظون القرآن عن ظهر قلب!

 

ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل أعلنت اعتناقها الإسلام وارتداءها الحجاب، ونطقت، في بثّ مباشر عبر صفحتها الخاصة على «تيك توك»، الشهادتين معلنة دخولها الإسلام، وقالت رايس، التي ظهرت بالحجاب: إنها تشعر بالأمان والسلامة بعدما أدركت سر صمود أهل غزة.

 

ونشر أمريكيون وأوروبيون مقاطع فيديو لفلسطينيين يقولون من وسط الدمار والقتل: «الحمد لله»، مستغربين من سحر كلمة «الحمد لله» التي يقولها أهل غزة وقوة إيمانهم وصبرهم بعد فقْد ذويهم، ودفعهم ذلك إلى قراءة القرآن واعتناق الإسلام!

 

درسن القرآن فذُهلن!

 

أيضاً أعلنت يهودية أمريكية يحمل حسابها اسم «جاك جاك وايلدز» شراءها نسخة من كتاب الله العزيز (القرآن)، وفي مقطع فيديو ظهرت وايلدز بأنها تتأكد تدريجياً مع استمرار قراءتها للقرآن أنه ليس ضد حقوق النساء.

 

وفي مقطع آخر بدت وهي مستغربة جداً من كون أسماء الأنبياء الذين ظلت تقرأ عنهم ظهروا في القرآن، بمن فيهم عيسى عليه السلام.

 

ومن أبرز ما تحدثت عنه وايلدز أنها تعيد برمجة أفكارها مع تقدمها في التعلم والبحث وطرح الأسئلة، واكتشافها أشياء مهمة لم تكن تعرفها من قبل، ومن بين ذلك رفض القرآن للربا وتشجيعه التجارة بعيداً عن الربا الذي يعتبر من أسس عمل الرأسمالية، وأنه يضم حقائق علمية أثبتها العلماء حديثاً.

 

ونشرت وايلدز مقطعاً يشجع على الانضمام لوقفة في شيكاغو ضد استمرار العدوان «الإسرائيلي» على غزة، ينظمها «يهود لأجل السلام» يعلنون فيها «لا تفعلوا ذلك باسمنا».

 

وأول نوفمبر 2023م، فاجأت وايلدز الجميع وأعلنت أنها أسلمت، ورددت الشهادة بالإنجليزية، وأكدت أنها ستذهب إلى المسجد في أقرب فرصة لترديدها باللغة العربية وسط المسلمين.

 

أيضاً أليكس، وهي شابة نشطة على «تيك توك» بدأت بعد العدوان على غزة في قراءة القرآن ومشاركة مقاطع منه، وهي التي كانت قبل ذلك تنشر مقاطع عادية عن الأكل والشرب والرقص.

 

قالت: إنها اشترت نسختها من القرآن الكريم لأنها تريد معرفة سر قوة إيمان أهل غزة الذين رغم أنهم فقدوا أطفالهم وأفراد أسرتهم وكل ما يملكون إلا أنهم مستمرون في حمد الله وشكره، ويطلبون منه أن يكرم أحبابهم الذين التحقوا برحابه.

 

وأعجبت أليكس بالأسلوب المباشر للقرآن، وتناوله للمواضيع بشكل مباشر واضح، وذلك إلى جانب حق الإنسان المظلوم في رد الاعتداء الذي يتعرض له.

 

قالت: أراهم (الفلسطينيون الذين يتعرضون للقتل) لا يشككون في دينهم أو معتقداتهم، وعلقت على ذلك قائلة: «لو حدث لي ما حدث لهم لكنت طرحت عدة أسئلة حول وجود إله أصلاً»!

 

وأكدت أن أول ما أعجبها واستغربته بسبب حملات الغرب ضد الإسلام، وهي تقرأ القرآن اهتمام الإسلام بحقوق النساء، وتشديده على ضرورة الالتزام بمطالبهن، وأنهن متساويات في الحقوق والواجبات مع الرجال.

 

وقد تعرضت رايس، ووايلز، وأليكس وغيرهن من اللواتي انخرطن في حملة قراءة القرآن الكريم لانتقادات شديدة من طرف مؤيدين للصهيونية و«إسرائيل»، الذين يطالبونهن بعدم نشر أي شيء عن الإسلام بزعم أنه «دين خطير»!

 

لكنهن أكدن أنهن سيستمررن في دراسة القرآن ونشره وتعريف الأمريكيين به وينشرن قصص صمود أهالي غزة ويشاركن في حملات مقاطعة شركات ومطاعم تدعم «إسرائيل».

 

 

المصدر : موقع المجتمع





البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع