المَجْلِسُ الأُورُوبِّيُّ للإِفْتَاءِ والبُحُوثِ ومنهَجُهُ في التَّأْصِيلِ والتَّنْزِيلِ
افتتحت الدورة الرابعة والثلاثين لأعمال المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث يوم السبت الحادي عشر من شهر نوفمبر لعام 2023م الموافق 27 من شهر ربيع الآخر لعام 1445هـ وبحضور أغلب أعضاء المجلس الموقرين، ونخبة من أكارم العلماء ، ومن الهيئات الشرعية الدينية، والمؤسسات الإفتائية، منها: الشؤون الدينية التركية، والمجلس الأعلى للشؤون الدينية التركية، ومجلس مسلمي أوروبا، وقد أكد الحضور الممثلين لهذه الهيئات الشرعية في كلماتهم كيف أضحى المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث الهيئة الإفتائية والمرجعية الفقهية الأولى للوجود الإسلامي في الغرب.
وبمناسبة مرور ربع قرن من الزمان ، جات دورة المجلس تحت عنوان :" "المَجْلِسُ الأُورُوبِّيُّ للإِفْتَاءِ والبُحُوثِ ومنهَجُهُ في التَّأْصِيلِ والتَّنْزِيلِ"، لتكون دورة تقييمية واستشرافية لطموحات وآمال المجلس في عهد جديد، يسعى المجلس فيه من خلال أداء رسالته أن يحقق للمسلمين في الغرب الاستقرار والتعايش الإيجابي، مع الحفاظ على الهوية الإسلامية، وإيجاد الحلول الشرعية للمشكلات التي تواجههم في ثوب شرعي أصيل، بتطعيم القديم الصالح، والجديد النافع، وابتكار المفيد الجديد، والصالح المزيد؛ انطلاقا من مسؤوليته الدعوية الحضارية.
وهذه الدورة تم تكريم الأعضاء الذين سبقوا إلى ربهم؛ تكريما لعطائهم، ووفاء لهم، فتم تكريم الإمام المجدد المجتهد الدكتور/ يوسف القرضاوي –رحمه الله تعالى، والفقيه المستشار فيصل مولوي –رحمه الله تعالى، والإقتصادي البارع الدكتور عبدالستار أبوغدة –رحمه الله تعالى، والكيميائي الفقيه الفلكي الدكتور محمد الهواري –رحمه الله تعالى، والفقيه الدكتور طه جابر العلواني- رحمه الله تعالى-، والدكتور الأديب الأريب أحمد علي الإمام –رحمه الله تعالى، والدكتور محمد سعيد الباذنكجي الأمين العام الأول للمجلس-رحمه الله تعالى، والشيخ الدكتور حسن قره بلوط- رحمه الله تعالى.
في يومِ السبت الماضي، أقيمت احتفاليةً ، شارك فيها العديد من العلماء والباحثين، بالمناسبة الخاصة بالدورة الثامنة والثلاثين للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث. وقد أقيم هذا الحفل احتفاءً بجهود هذا المجلس على مدى 25 عامًا مضت. بالرغم من التحديات التي تواجهه المجلس في هذه الأوقات، فقد استطاع تنظيم آخر حفل لهذا العام، شمل عقد الجلسة الافتتاحية وإلقاء العديد من الكلمات الملهمة.
وفي الثاني من الجلسة، يومِ الأحد، ناقش الأستاذ الدكتور علي القره داغي بحثه والذي جاء تحت عنوان "الاجتهاد المآلي والمقاصدي: دراسة تأصيلية مقاصدية" تناول فيه قضايا الاجتهاد ومفهومه، والبعد المقاصدي في الاجتهاد والفتوى، وعلاقته بالمقاصد الشرعية، وربطهما بالمنظومة المقاصدية وفقه المآلات، مع بيان مدى التزام المجلس بتحقق تطبيق ذلك في منهجه وقواعده التي بنى عليها اجتهاداته وفتاواه وقراراته.
ثم قدم الدكتور جاسر عودة: "اجتهادات المجلس الأوربي للإفتاء من فقه الأقليات إلى فقه التوطين"، والذي أهاب بالمجلس أن يؤسس لفقه التوطين للوجود الإسلامي في الغرب، ذلك أن الوجود الإسلامي اليوم يختلف اختلافا كليا في تعاطيه مع القضايا ، فأصبح مؤثرا على جميع الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولم يعد رقما هامشيا على الساحة الأوروبية.
ثم قدم الأستاذ الدكتور أكرم كلش بحثه الذي جاء بعنوان: "تقييم حول استراتيجية الفتوى للمجلس الأوربي للإفتاء والبحوث من جهة حماية الهوية الإسلامية"، أبان استيراتيجية المجلس في الحفاظ على الهوية الدينية للوجود الإسلامي في الغرب.
ثم قدم الدكتور مصطفى داداش بحثه حول: "بعض الملاحظات النقدية لمنهج الإفتاء للمجلس الأوربي للإفتاء والبحوث".
ثم ألقى سماحة الأستاذ الدكتور/ عصام البشير بحثه حول: "المراجعات في الفتوى بمدركات الشرع المختلفة وقواعد الاجتهاد المعتبرة: دراسة تنزيلية في فقه الأقليات"، وقد بين فيه أهمية تجديد الفتوى وعلاج النّوازل المستجّدة، وإعادة قراءة الفتاوى والاجتهادات تصحيحًا وعلاجًا للنوازل المستجدّة،واستجابة لواقع الحال وتطورات المآل حاضرًا ومستقبلًا.