البحث

التفاصيل

غزة بين الحرية وجيل النصر المنشود

الرابط المختصر :

غزة بين الحرية وجيل النصر المنشود

بقلم: م. أحمد المحمدي المغاوري

عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

 

 ثقافة الشعوب ركام وإرث سنين طوال، تعرفها في طريقة فهمهم للحياة وانا هنا لا أتهم جيل بعينه، فالأمر يحتاج لوقفة متجردة لنا جميعا، حكام ومحكومين، علماء ومعلمين، أبناء ومربين، لكي نصلح الخلل المتراكم ونبدأ طريق الاصلاح.

ومن غزة العزة ندرك اين الخلل؟ ففي تلك البقعة المباركة المرابطة في أكناف بيت المقدس يعيش صنف من الناس أصفهم بالأحرار الحقيقيين والطائفة المنصورة برغم ما هم فيه من لأواء، ففي غزة هناك ندرك معنى الحرية الحقيقية والتي أُعِدُها بوصلة الانطلاق لنا لندرك معنى العزة من غزة!

وكما قال عجوز من وسط الركام والدمار (نحن دواء هذه الأمة المريضة السجينة وإن كان الدواء مر وعلقم، قتل إبادة، نأخذه ونتحمله لكنها شهادة وعلاج لطريق الريادة]

هذا نموذج من شِعب غزة المحاصر الحر الأبي، وما أكثرهم اطفالا ونساء وشيوخا

وصدق قول الله فيهم (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) [الأحزاب:23]، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لا تزال طائفة من أمَّتي على الحق ظاهرين لا يضرهم مَن خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء وهم كذلك حتى يأتيهم وعد الله، فقالوا وأين هم؟  قال ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس].

لقد انجبت غزة شعب تحرر من ذل عبودية الدنيا وحكم أُمراء الترف، إلى عز الدنيا والآخرة مع حماس الكرامة والعزة والثبات، فقامت شعوب الدنيا وتظاهرت لأجله في صورة لم تحدث من قبل في العالم أجمع!

فشتان بين شعب محاصر في شِعّبه عاش حرا وشعوب مضحوك عليهم في ظل تخمة مجرمة تسوس العالم وقد غرروا بهم طوال عقود بديمقراطية مزعومة ومنظمات موجهة لخدمة الغرب ومخططاته لتقيد شعوب اخرى عربية وإسلاميه حريتهم مسلوبة وأحرارهم ومثقفيهم وعلماؤهم الخُلَص مسجونين، شعوب لا تستطيع تُغير شيء مهما احتجت إذا سُمِح لها!! من حكام هم ازلام للغرب.

 فشتان بين شعب تنفس الكرامة والحرية بحق، وشعوب تتنفس ذل العبودية والفر والقر وراء الدنيا!! بين شعب أعد أبناءه ليموتوا في مواطن الشهادة والكرامة بالإيمان والعمل، وبين شعوب يحيون ليعيشون لملذات أنفسهم وفقط فلم يجد أبناءه إلا مواطن الذل والمهانة والخلاعة!

 وهنا ومن غزة استحضر قول سيدي ربعي بن عامر  رضي الله عنه حين سأله رستم حاكم الفرس من انتم ؟ فقال ربعي بعزة المؤمن وإباءه [ نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ] تلك هي الإرادة الحقة وحرية العزة وعزة الحريه! التي نجدها في غزة العزة وهذا هو جيل النصر ، جيل تربى على مائدة القرآن وفي بيوت الرحمن وهم إخوان ومن هنا كانت عزة غزه!!

لقد وغينا فروقا بين من يموتون ليحيا الناس ويجوعون ليشبع الناس ويحاصرون ويسجنون ليتحرر الناس ، تلك هي إرادة رجل غزه يصرخ ويقول[ ما عاد يكفيني سكوتي والبكا انا لست مجبولا على الخذلان انا مسلم والفجر يقُطُر كالندى والعزُ كل العز في إيماني] ، نعم تسيل الدماء أودية وانهارا في غزة العزة في أمة يتيمة خرصاء تحتاج إلى عائل ومعتصم!! وها هي فلسطين تباد لكي تُهَجّر ثانية وثالثة والمسلمون نيام ! وأطفال ونساء غزة يموتون تحت الركام! والصهيوني الثعلب فات فات وفي ذيله حكام عُرب أموات ، يستقوون على شعوب مسكينة مسلوبة الإرادة  أما هم أذناب نعاج لأسيادهم .

ثمن حرية الأوطان غالي  لبعث جديد قادم ولادته متعثرة فيه مخاض وآلام. تتحمله عزة العزه ليعيش الناس احرارا. وليحق الله الحق بكلماته ويمحق الكافرين ويبطل الباطل ولو كره الكافرون ويبزغ النور لنظام عالمي كان عوجا ليعتدل بعدل  الإسلام !! ويزول استعباد الأنام.

رضي الله عن سيدي عمر بن الخطاب حين قال  لعمرو بن العاص [متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم احرارا ] وقولته المشهورة: (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله) دين اعزنا الله به وجعل الحرية هي منطلق لكل تائه يبحث عن الحق والحرية حتى في اختيار دينه فقال عز من قائل (لكم دينكم ولي دين)  وقال سبحانه (لا إكراه في الدين ) فعظَّم حرية البشرية جمعاء ولو توفرت لاختاروا من وهبها لهم! شعوبنا محبة بفطرتها لدينها ومقدساتها وتتألم لجراحات رجال غزة.لكن يكفي لابد ان تقوم وتضخي لنيل حريتها المسلوبه والمحرومه منها منذ زمن. فإلى متى السكوت والتخلي عن اغلى ما نملك.فكيف تنتصر اجيالنا وقد فقدوا البوصلة؟ التي عرفتها غزة العزة.

 نداء للعلماء والفقهاء فالعلماء سادة والأمراء قاده وأولى للقائد ان يكون بجواره سيده العالم الموسوعي الراسخ في العلم ، وليعيدوا النظر في الخطاب الدعوي وأولوياته فالأولى للبشريه معرفة حقوقهم المشروعة وأولها الحرية والكرامة الذي كفلها للجميع [دين الإسلام ]

إنها الحرية يا سادة التي عرفتها غزة بها نعيش ساده وتكون لنا الريادة ، فهي لا تباع ولا تُشترى إنما هي الحياة الحقيقية وفي سبيلها يُبذل كل غال ونفيس هي بوصلة النصر للجيل القادم

تلك هي الحقيقه والحقيقة المُرة افضل الف الف مرة من الوهم المريح.

فمن يا ترى بحاجة للتحرير وإنهاء الحصار  والذل ؟؟ أهل غزة اهل العزة والكرامه أم نحن في بلاد الذل والمهانه ؟!

سؤال اطرحه على نفسي وعليكم؟؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ملحوظة: جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين





التالي
إندونيسيا.. مسيرات تضامنية مع غزة وتطالب بوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع
السابق
الاتحاد يدعو المسلمين وأصحاب الضمائر الحية إلى المشاركة بقوة في إضراب عالمي شامل غداً الإثنين بغرض وقف الحرب على غزة (بيان)

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع