في اطار الفعاليات المصاحبة لمؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ندوة فكرية تناقش نصرة غزة وانعكاسات طوفان الاقصى على الأمة
الدوحة – 9 يناير 2024 :
احتضنت قاعة الدفنة بفندق شيراتون الدوحة مساء يوم (الثلاثاء) ندوة فكرية شارك فيها كل من الدكتور محسن صالح والدكتور محمد غورماز وادارها الدكتور عزام الايوبي ، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر العلمائي (طوفان الأقصى ودور الامة ) الذي ينعقد في ثنايا اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في دورتها السادسة ، وذلك بحضور فضيلة الشيخ علي محيي الدين القره داغي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وجمهور غفير من العلماء من مختلف أنحاء العالم .
حيث قدم الدكتور محسن صالح محاضرة بعنوان (طوفان الاقصى وانعكاساته على الامة ) فيما القى الدكتور محمد غورماز محاضرة بعنوان (من غرناطة الى غزة : أسباب تخلف المسلمين في نصرة محاصريهم ).
وأكد الدكتور صالح في محاضرته أنه طوفان الاقصى اعطى الهاما للامة في امكانية التحرير وعزز فكرة الامة كمرجع للقضية الفلسطينية وأكد مركزية موقع المسجد الاقصى ، ووجه ضربة لمسار التطبيع ، كما عزز الوحدة لدى الامة في مقاطعة الداعمين للكيان الصهيوني ، وكشف زيف القيم الغربية ،
كما اشار المحاضر الى ان طوفان الاقصى والتي هي العملية الاولى من نوعها منذ 75 عاما ، أدت الى انهيار نظرية الأمن الاسرائيلي والملاذ الامن لليهود في العالم ، وضربت قدرت الكيان الصهيوني على محاولته ابقاء المحيط حوله ضعيفا ومفككا ، كما اعطى نموذجا والهاما في كيفية صناعة الانسان القادر على الفعل والتحرير والاسهام في صياغة المجتمع المتماسك الحاضن لمشروع التحرير .
وأوضح المحاضر خلال حديثه عن التحديات التي تتلخص بكيفية نقل التأثير الوجداني الذي عاشه العالم العربي والاسلامي جراء طوفان الاقصى الى تأثير عملي وواقعي ، في خمس تحديات هي : الاستمرار بحيث لا يكون التأثير بشكل عاطفي وعابر ، تحويل التعاطف العالمي الى حلف قوي له تأثيره على مسار الصراع ، تحدي الاستطاعة ، والانتقال من تبعات طريق غير ذات الشوكة الى تبعات طريق ذات الشوكة ، ثم التحدي المتمثل بالاستغراق في القضايا القطرية على حساب قضايا الامة .
من جهته ، استعاد الدكتور محمد غورماز في محاضرته (من غرناطة الى غزة : أسباب تخلف المسلمين في نصرة محاصريهم ) تاريخ سقوط الاندلس ، متحدثا عن قصة استغاثة اهل غرناطة بأخوانهم العثمانيين وعدد اسباب تخلفهم عن نصرتها سيما وانهم كانوا يمتلكون اكبر الجيوش انذاك ، مشيرا الى أن الاندلسيين على الرغم من ملكهم العظيم الا انهم تفرقوا وتنازعوا الى ممالك ، مسقطا احداث غرناطة بما يجري الان في غزة ، حيث ان اهل غرناطة كانوا ينتظرون نصرة اخوانهم المسلمين في دولة المرابطين والمماليك ودول شمال افريقيا الذين كانوا جميعهم في حالة صراع ، رغم قيام العثمانيين بعدة محاولات لنصرة اهل غرناطة
وأكد ان طوفان الاقصى سيتحول شيئا فشيئا الى ميلاد جديد للامة التي ستقاس به الاحداث والاحوال ، حيث سيقال ما قبل طوفان الاقصى وما بعده ، مؤكدا أن علينا ان نتحمل المسؤولية التاريخية التي نمر بها ، فكل منا لديه ما يقدمه لطوفان الاقصى . حتى لا يدرس احفادنا اسباب المسلمين لغزة كما ندرس اليوم اسباب خذلاننا لغرناطة والاندلس .
المصدر : الاتحاد