البحث

التفاصيل

ليلة النصف من شعبان: فضائلها وأحكام قيامها وصيام يومها

الرابط المختصر :

ليلة النصف من شعبان: فضائلها وأحكام قيامها وصيام يومها

 

يترقب المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها ليلة النصف من شعبان -الذي يوافق اليوم الأحد- وتتعدد صور الاحتفال بها وإحيائها بمظاهر وشعائر متعددة.

وفي أقطار كثيرة يحيي المسلمون تلك الليلة بالاجتماع في المساجد وأداء صلوات معينة، وقراءة أدعية مخصوصة وصيام يوم النصف من شعبان.

ما يستحب ويكره ليلة النصف من شعبان

وبشأن حكم الشرع في الاحتفال بليلة النصف من شعبان، أشار الدكتور عبد السلام المجيدي أستاذ التفسير بكلية الشريعة في جامعة قطر إلى اختلاف كبير بين العلماء في إحياء تلك الليلة.

وقال للجزيرة مباشر “إن بعض أهل العلم ذهبوا إلى أنه لم يرد فيها حديث صحيح، فقد قال أبو شامة المقدسي في كتابه الباعث “قال أهل التعديل والجرح ليس في أحاديث النصف من شعبان حديث يصحّ، ثم قال: فتحفظوا عباد الله من مفترٍ يروي لكم حديثًا يسوقه في معرض الخير، فاستعمال الخير يجب أن يكون مشروعًا من النبي ﷺ”.

وقال القرطبي في تفسيره “وليس في ليلة النصف من شعبان حديث يعوّل عليه لا في فضلها ولا في نسخ الآجال فيها فلا تلتفتوا إليه”.

وأضاف المجيدي “وبعض الفقهاء استحبوا قيام هذه الليلة، وذكر الإمام ابن تيمية أن طائفة من السلف كانوا يقومونها، وإنما كره بعض السلف الاجتماع عليها في المسجد”.

قيام ليلة النصف من شعبان

وعن حكم قيام ليلة النصف من شعبان قال المجيدي “قيام ليلة النصف من شعبان جماعة، والأحاديث التي وردت فيها اختلف علماء الحديث في قبولها وردها، ومنها حديث السيدة عائشة رضي الله عنها عن النبي ﷺ أنه قال: (يطلع ربنا ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويترك أهل الحقد) وفي رواية (ويؤخر أهل الحقد كما هم)، هذا الحديث حكم عليه الإمام ابن الجوزي بالوضع في كتابه العلل المتناهية، ونقل قوله الحافظ ابن حجر وأقرّه”.

وقال ابن القيم رحمه الله في المنار المنيف “ومن الأحاديث الموضوعة أحاديث قيام ليلة النصف من شعبان”.

ولفت إلى أن “الذي ورد وقبله بعض أهل العلم في ليلة النصف من شعبان هو حديث أبو موسى الأشعري عن رسول الله ﷺ “ينزل ربنا إلى سماء الدنيا ليلة النصف من شعبان فيغفر لأهل الأرض إلا مشرك أو مشاحن” أخرجه ابن ماجه وقال الإمام الألباني صحيح.

وحديث معاذ بن جبل رضي الله عنه “يطلع اللهُ إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مُشاحِن” رواه ابن حبان في صحيحه، وقال المنذري لا بأس به.

وأشار المجيدي إلى قول الإمام النووي رحمه الله “وهاتان الصلاتان (صلاة الرغائب وهي 12 ركعة تصلى بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة من رجب، وصلاة نصف شعبان 100 ركعة) بدعتان مذمومتان منكرتان قبيحتان ولا يغترّ بذكرهما في كتاب (قوت القلوب) و(الإحياء)”.

واستطرد المجيدي “فيجب أن نفرق بين أن يقوم الإنسان الليلة في بيته، وبين أن يقومها في المسجد ويخصص لها صلاة، فهذا هو الذي كرهه أهل العلم”.

صيام النصف من شعبان

وعن حكم صيام النصف من شعبان قال المجيدي “من أراد صيام النصف من شعبان فيشرع له أن يصوم لأن شهر شعبان من مواطن الصيام المستحب، فإن الرسول ﷺ كان يكثر أن يصوم في شعبان حتى يقال لا يفطر، وكان يفطر حتى يقال لا يصوم”.

وأشار إلى أن “تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم شهر شعبان بالصيام يدل على مزية خاصة في كل الأحوال، ولذلك ينبغي للإنسان ألا يفرط في الصيام، على أنه لا ينبغي له أن يصوم بعد منتصف شعبان إذا كان لم يصم قبله شيئا، أما إذا صام قبله شيئا أو كانت له عادة في صيامه فيستمر على الصيام فيما اعتاده”.

وأضاف “صيام النصف من شعبان يسنّ على أنه من الأيام البيض الثلاثة، وهي: الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، من الشهر الهجري، فهذا حسن، ولكن لا يظن أنه قد ورد عبادة مخصوصة به، فإن حديث الصيام فيه لا يصلح للاحتجاج، بل هو حديث موضوع، وهو: إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا يومها”.

والنصف من شعبان (الخامس عشر منه)، هو الذي حُوِّلت فيها قبلةُ المسلمين من بيت المقدس (المسجد الأقصى)، إلى الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، على خلاف بين العلماء في تحويلها فيه، أو في رجب، أو جمادى الأولى من السنة الثانية للهجرة.

المصدر: الجزيرة مباشر


: الأوسمة



السابق
المرصد الأورومتوسطي: الاحتلال يواصل جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع