المحافظة على الذكر بكل أنواعه| أعمال يوم المؤمن وليلته الرمضانية
الشيخ بنسالم باهشام
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
أولا: قراءة القرآن الكريم كل يوم
ختمتان على الأقل في الشهر، بنسبة أربعة أحزاب كل يوم، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ “، فينبغي للصائم أن يكثر من تلاوة القرآن في هذه الأيام المباركة والليالي الشريفة ، فإن لكثرة القراءة في رمضان مزية خاصة ليست لغيره من الشهور، فليغتنم الصائم شرف الزمان في هذا الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن . كما أن قراءة القرآن في ليالي رمضان لها مزية، إذ في الليل تنقطع الشواغل وتجتمع الهمم، ويتواطأ القلب واللسان على التدبر. وقد كان السلف الصالح من هذه الأمة يُكثرون من تلاوة القرآن في رمضان، وكانوا إذا صاموا جلسوا في المساجد، وقالوا: نحفظ صومنا ولا نغتاب أحدا، فكانوا يقرأون القرآن في الصلاة وغيرها. وكان عثمان رضي الله عنه يختم القرآن كل يوم مرة. وكان للشافعي رحمه الله في رمضان ستون ختمه يقرؤها في غير الصلاة، وكان قتادة يختم القرآن في كل سبع دائماً، وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر في كل ليلة، وأخبارهم في ذلك مشهورة.
ثانيا: الإكثار من قول: “لا إله إلا الله”
مجددة الإيمان، على الأقل 3 آلاف في كل يوم، أو ثلاث جلسات من ربع ساعة لكل جلسة، في إطار سياسة النفوس، وإلا فيبقى الإكثار من قولها لا حد له، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (جَدِّدُوا إِيمَانَكُمْ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ نُجَدِّدُ إِيمَانَنَا؟ قَالَ: أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ).
ثالثا: الإكثار من الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم.
الصلاة على الحبيب مُنوِّرة القلوب، وليتحقق الإكثار منها ينبغي قولها على الأقل 300 مرة في اليوم، عن أنس رضي الله عنه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:( أكثروا الصلاةَ عليَّ فإنه من صلى عليَّ صلاةً صلى الله عليه عشرا). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سره أن يُكال له [وفي لفظ يكتال] بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل: “اللهم صل على محمد النبي، وأزواجه أمهات المؤمنين، وذريته وأهل بيته، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.”).
رابعا: الإكثار من الاستغفار مطهر القلوب
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم: “مَنْ لَزِمَ الاِسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ “. وصيغة الاستغفار”رب اغفر لي وتب علي، إنك أنت التواب الرحيم”. فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: “رُبَّمَا أَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ”.