البحث

التفاصيل

الجزائر.. إعادة افتتاح "جامع قصبة بجاية" تجليات تاريخية وفنية وتحفة معمارية

الرابط المختصر :

الجزائر.. إعادة افتتاح "جامع قصبة بجاية" تجليات تاريخية وفنية وتحفة معمارية

 

تم افتتاح أقدم مسجد جامع في مدينة بجاية شرق الجزائر، والذي وصفه العلامة ابن خلدون بأنه الأعظم، في الأيام الأولى من شهر رمضان الحالي.

ويُعتبر جامع قصبة بجاية، الذي تأسس لأول مرة في عام 465 هـ / 1073 م، واحدًا من التحف المعمارية الفريدة التي تمت هندستها في أعالي قصبة مدينة بجاية العريقة، المطلة على البحر الأبيض المتوسط.

تولى العلامة ابن خلدون، الذي تم انتخابه إمامًا وفقيهًا في هذا المسجد في عام 1365 م، المنصب بتفانٍ وإخلاص.

وفي حديثه لـ"الجزيرة نت"، أكد الإمام عمر الفاروق بن إسماعيل، أن الجامع تأسس أثناء فترة حكم الحماديين لأجزاء من المغرب الكبير بين عامي 1014 و1152 م، ثم شهد توسعات أخرى خلال عهد الموحدين.

ورغم التدمير الذي ألحقه الاحتلال الإسباني بجزء منه، إلا أنه تمت إعادة بنائه من جديد خلال فترة العثمانيين.

ويواصل بن إسماعيل "بعد ذلك أغلق المسجد سنة 1833، في عهد الاستعمار الفرنسي الذي كان يحاول طمس كل ماله علاقة بالهوية العربية والإسلامية لدى الجزائريين، خاصة ما تعلّق بالمعالم ذات الرمزية والمنفتحة على العالم".

وقد احتل مسجد القصبة مكانة مرموقة، لاسيما في العصور الوسطى عندما كانت هذه الولاية مسرحا لتطور فكري عالمي من الدرجة الأولى كونها كانت زاخرة بالعلماء في مجالات شتى.

منارة عالمية

فبالإضافة إلى ابن خلدون، ضمت جنبات الجامع عددا كبيرا من العلماء البارزين، ومن بين هؤلاء عالم الرياضيات الإيطالي ليوناردو فيبوناتشي (1170-1250م) الذي أدخل، بعد إقامته للتعلم في بجاية، الأرقام العربية أولا في بيزا (إيطاليا) ثم في جميع أنحاء العالم الغربي.

وكذلك عرفت جنبات الجامع عالم الاجتماع الإسباني ريموند لول (1232 – 1315)، والفقيه والشاعر الأندلسي سيدي بومدين (509 هـ/ 1115 م، 594 هـ/1197 م) والعلامة الصوفي أحمد بن إدريس (1172 هـ / 1758م – 1253 هـ / 1837م)، والفقيه المالكي عبد الرحمن الوغليسي (702هـ /1303م – 786هـ 1384م)، وغيرهم الكثير من المشاهير الذين تركوا بصماتهم على هذا العصر الذي تميز بإنجازاته العلمية والفكرية.

من جهته يقول عمر الفاروق بن إسماعيل، إمام بمسجد القصبة المسجد الأعظم كما سماه ابن خلدون لـ"الجزيرة نت " بنى المسجد في القرن الـ12 وسط حدائق مبهرة.

ويواصل "يقع الجامع على ربوة ذات إطلالة ساحرة على البحر والجبال الخضراء"، ويبدو جليا أن المسجد فقد شيئا من روعته على مدار الحروب".

"وفي القرن الـ17، خلال العهد العثماني، حاول الوصي على الجزائر العاصمة، مصطفى باشا، إعادة ترميم مسجد البقصبة، لكن جهوده باءت بالفشل بعد أن أوقفها التدخل الاستعماري الفرنسي الذي استعمل البناية لأغراض أخرى غير دينية وعلمية.

وقد تم إنقاذ المسجد من خلال الترميمات التي أجريت عليه سنوات التسعينات، وأصبح يستعمل كملحقة للمكتبة الوطنية، قبل أن يستعيد مكانته الأصلية كمسجد للعبادة والصلاة خلال شهر رمضان الجاري.

المصدر: الجزائر





التالي
شرح حديث دعاء القنوت
السابق
إثيوبيا.. المجلس الإسلامي ينظم الإفطار الجماعي الرابع وسط مشاركة آلاف المسلمين

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع